المحرر موضوع: قومي غيور ... ينجو من عقوبة الاعدام !!؟؟  (زيارة 1190 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل الياس متي منصور

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 564
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
قومي غيور ... ينجو من عقوبة الاعدام !!؟؟  
   
                    
في صيف عام 1978 نشرت جمعية حقوق الانسان في سويسرا تقريرا عن انتهاكات الحكومة العراقية لحقوق ابناء شعبنا ( الكلداني السرياني الاشوري )
والتقرير اعده موفدها الى العراقي وهو ( صحفي برازيلي )  معتمدا" على لقاء اجراه مع اعضاء الهيئة الادارية للجمعية الثقافية للناطقين بالسريانية المركز العام / بغداد .
وبعد نشر التقرير اعلاه من قبل جمعية حقوق الانسان ، تم استدعاء اعضاء الهيئة الادارية الى مديرية الامن العامة ( سيئة الصيت) للتحقيق معهم . واثناء التحقيق تعرض العديد منهم للاهانة والضرب  والحجز .
وقد اخبرني في حينها الاستاذ الشماس حنا شيشا كولا عن كيفية تعرضه للضرب والاهانة ... من قبل المحققين معه ، كذلك اعلمني العلامة بنيامين حداد عن الكلمات النابية والمعاملة السيئة التي تعرض لها وعن كيفية غرس رأس خشبة حادة في صدره وحجزه في حجرة دون اكل وشرب ...
اما المرحوم سامي عبد الاحد فقد تعرض لشتى انواع التعذيب خلال فترة احد عشرة (11 ) شهرا" قضاها في الدهاليز المظلمة في مديرية الامن العامة . ربما انقذت حياته بتوصية من الحاج ( خيرالله طلفاح ) حمى الرئيس العراقي (المخلوع ) ( صدام حسين ) .
والقضية كما يلي :
في منتصف صيف عام 1978 التقى الصحفي البرازيلي الموفد من قبل جمعية حقوق الانسان في سويسرا مع رئيس واعضاء الهيئة الادارية للجمعية الثقافية ،  وكان يرافق الصحفي الموفد احد منتسبي وزارة الخارجية ممن يجدون اللغة الانكليزية ، لترجمة اللقاء .
واثناء اللقاء تمكن عضو الهيئة الادارية ومحاسب الجمعية المرحوم سامي بطرس عبدالاحد من ايصال معلومات هامة للصحفي البرازيلي من خلال اللغة الفرنسية بدلا" عن الانكليزية لاخفاء عن ممثل وزارة الخارجية ما كان يريد ان يوصله للصحفي الموفد ، واعلمه بانه لم يتم تطبيق قرار مجلس قيادة الثورة ( المنحل )  251 في 16 نيسان عام 1972 والقاضي بمنح1 الحقوق الثقافية للناطقين2 بالسريانية ، وخاصة الفقرتين( أ  وب ) 3.
واثناء التحقيق مع المرحوم سامي عبدالاحد ،  اعترف للمحققين معه : بأنه تكلم مع موفد جمعية حقوق الانسان من تلقاء نفسه وعبر له عن رايه الشخصي .
على ضوء افادته تم تبرئة بقية  اعضاء الهيئة الادارية  وهكذا تحمل المرحوم سامي عبد الاحد  وزر وتبعات   القضية ...
وقد عمل رئيس الهيئة الادارية للجمعية الثقافية اذ ذاك المرحوم هرمز شيشا كولا كل ما بوسعه من اجل انقاذ حياة المرحوم سامي عبد الاحد .
كان الحاج ( خيرالله طلفاح ) حمو الرئيس العراقي المخلوع ( صدام حسين ) قد نشر موضوعين منفصلين – تحت عنوان مختارات من الادب العربي – في العددين العاشر والحادي عشر من مجلة الصوت السرياني( قالا سريايا )التي كانت تصدرها الجمعية الثقافية السريانية .
وقد تمكن المرحوم الشماس هرمز شيشا كولا من ترتيب موعدا مع الحاج (خيرالله طلفاح ) في ( مطبعة العبايجي  الواقعة في شارع  المشجر الذي يربط شارع السعدون مع حديقة الاطفال – بتاويين بغداد -.
وقد اصطحبني المرحوم هرمز شيشا كولا الى ذلك اللقاء ، واخذ المرحوم يتوسل اليه من اجل التدخل لانقاذ حياة المرحوم سامي عبد الاحد .
وتم اطلاق سراح المرحوم سامي من قبل محكمة الثورة ( المنحلة ) بعد (11) شهرا من شتى انواع  التعذيب في مديرية الامن العامة ...
وقمنا بزيارته فور اطلاق سراحه ، وكان وضعه الصحي يرثى له من جراء التعذيب ،الا ان معنوياته كانت عالية جدا"....
وقد التقيته بعد ذلك عدة مرات وكان اخر لقاء لي معه في نهاية التسعينات من القرن المنصرم ، في داره القريب من كلية بابل – الدورة بغداد –وكانت له مكتبة  عامرة وطلب مني مشاهدتها واخذ  يطلعني عن كثب عن كتب  تتكلم عن رموز شعبنا ، اتذكر منهم، بطرس اغا،اشور بت غربوط ، نعوم فائق ، ادي شير ، فريدون اتورايا وغيرهم .
كانت اللقاءات معه ممتعة ، حيث كان دمث الخلق ...مؤمنا"... وطنيا" صادقا"...
غيورا"على امته ...كان ديدنه توحيد ابناء شعبنا... والعمل معا" من اجل نيل حقوقهم الوطنية والقومية والدينية ...كي يعيشوا بكرامة اسوة ببقية اخوتهم العراقيين ... كانت اماله في تحقيق تلك الاحلام ... والامنيات  ... تكبر كل ما كبر عمره ...!!؟؟ .
توقف قلبه الكبير المفعم بالمحبة  والامل ... وانتقل الى الخدور العلوية  بتاريخ 26 تشرين الاول 1999 .
تحية اكبار واجلال له ... ولكل الجنود المجهوليين الذين عملوا ويعملون بصمت من اجل انقاذ هذه الامة المنكوبة والمغلوب على امرها ....
                               الياس متي منصور

 1 .  ان ابناء شعبنا  يستهجنون  عبارة ( منح الحقوق الثقافية ) . وفي حينها طالبوا بابدالها بعبارة (- اقرار- الحقوق الثقافية ).ومن المستحيل ( منح ) حقوق  ثقافية  لاي شعب من الشعوب .... لان الثقافة روح الشعوب، متاصلة ومتجذرة ،وهي : مجموع  الافكار والمعارف والرموز والاعراف والعادات والتقاليد وطرائق التعبير والسلوك والاخلاق والاحلام والامال لاي شعب من الشعوب ...



2 . كذلك يستهجنون عبارة ( الناطقين بالسريانية ) . كون اللغة السريانية هي (اللغة الام )لابناء شعبنا ... وان كلمة الناطقون تطلق على شعوب تتكلم لغة غير لغتها الاصلية ( اللغة الام) ، مثل الشعوب  (الفرانكوفونية ) الناطقين باللغة الفرنسية ...



3 .تنص الفقرة (أ): تكون اللغة السريانية لغة التعليم في كافة المدارس الابتدائية التي غالبية تلاميذها من الناطقين بهذه اللغة ويعتبر تعليم اللغة العربية الزاما" في هذه المدارس .
اما الفقرة (ب) تنص :تدرس اللغة السريانية في المدارس المتوسطة والثانوية التي غالبية تلاميذها من الناطقين بهذه اللغة وتعتبر اللغة العربية لغة التعليم في هذه المدارس .