المحرر موضوع: مؤتمر النهضة الكلدانية في ساندييكو ... هل يمثل كل الكلدان ؟؟  (زيارة 1908 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل كوركيس أوراها منصور

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1091
  • الجنس: ذكر
  • الوحدة عنوان القوة
    • مشاهدة الملف الشخصي
مؤتمر النهضة الكلدانية في ساندييكو ... هل يمثل كل الكلدان ؟؟

بالتاكيد ان المؤتمر كل مؤتمر يجب أن يكون حدثا مهما ويخرج بقرارات مهمة وواقعية تخدم الاهداف التي اقيم  من اجلها, وهذا المؤتمر يجب ان يخدم أبناء أمتنا أينما تواجدوا، وخاصة الذين هم  في الوطن لانهم أكثر المتضررين مما جرى ويجري لهم منذ ثماني سنوات.
 نأمل من المؤتمر طالما هو كلداني صرف ان يدرس وبواقعية أسباب أخفاقات أبناء الكلدان المتكررة والمتمثلة في جوانب كثيرة نذكر منها ما يلي:
اخفاقاتهم في رص صفوف بعضهم البعض اي عدم الجدية في العمل المشترك اوالجماعي واقصد هنا مؤسسات الكلدان مع بعضها البعضز
السرعة في قيام وتلاشي مؤسساتهم السياسية والقومية بسبب عدم وجود روحية العمل الجماعي.
عدم استطاعتهم اقناع الناخب الكلداني قبل غيره ليقف الى جانبهم في مواسم الأنتخابات مثلا.
عدم وجود أمكانية في كسب ود القوى المؤثرة في الوطن – والمسمى بالكتل الكبيرة - وذلك من اجل الحصول على بعض المكاسب القومية لشعبنا الكلداني في الداخل.
الأفتقار في خلق منظومة للتاثير الاعلامي الكلداني الداخلي والخارجي وأخفاقات أخرى كثيرة غيرها.

يمكنني ان اقول ان الاسباب لهذه الأخفاقات كثيرة منها:

عدم وجود سياسيين كلدان بالمعنى الحقيقي للساسة - وان كانت السياسة كلها مكر وكذب على الاخرين -  الا ان الظرف يتطلب وجود ساسة يعملون من اجل الحصول على بعض من حقوقنا الأساسية.
 وكذلك لأفتقارنا لمفكرين كلدان يستطيعون فعلا صياغة الخطاب القومي الكلداني وفق اسس واقعية ومتطلبات تقنع المواطن الكلداني بجدوى العمل القومي.
 لعدم وجود أحزاب وحركات سياسية كلدانية مؤثرة لها ثقل على ارض الواقع -  بدلالة قوة وثقل مؤسسيها - يكون لها اهداف نضالية تنظم الكلدان في صفوفها وتدفع بهم وعن قناعة طوعية نحو العمل والمشاركة الفعلية والجماعية ولتحشد الطاقات عند الاحداث المفصلية كالانتخابات والمحن والماسي التي لحقت بشعبنا طوال السنوات الثمانية المنصرمة لتظهر للعالم أجمع حضورها القوي على الساحتين الوطنية والدولية.
واخيرا افتقارنا الى لوبي مؤثر يستطيع ايصال ماساة ابناء شعبنا الى المحافل الدولية من منظمات دولية الى حكومات ومنظمات انسانية وليعمل في نفس الوقت على مساعدة أبناء شعبنا من الذين في الداخل من النواحي الأنسانية والمادية.
هنا لا يعني ان غير الكلدان – من الاثوريين او السريان او التركمان او غيرهم من الأقليات - يملكون كل هذا الأرث السياسي او الفكري او الحنكة السياسية، ولكنهم يملكون البعض منها كاللوبي الأعلامي ومؤسسات سياسية بالرغم من انهم وظفوها لنيل بعض من المكاسب وليس الحقوق لتثبيت اسمائهم وتنظيماتهم وقومياتهم في الساحة السياسية العراقية أولا، وليعلنوا للكل فيما بعد انهم ممثلي هذه الأقليات.
 وان هذا لم يحدث مع الكلدان مع الأسف ولو كان قد حدث لكان الكلدان قد تمثلوا كما الاخرين في تركيبة الساحة السياسية العراقية ولكان تاثيرهم اكثر، ولكن بالرغم مما حصل عليه غير الكلدان مما ذكرناه في اعلاه في المعادلة السياسية العراقية غير العادلة، الا انه يبقى في المحصلة النهائية  بان ذلك كله هو لا شي، لسبب حقيقي هو ان ابناء قومنا بكل تسمياتهم هم الأكثر تضررا ونالوا النصيب الأكبر من الماسي والتشريد والهجرة التي كسرت ظهر تلك التنظيمات التي لم يعد لحراكها وعملها معنى.
اذا اراد الكلدان ان ينهضوا فعلا في مؤتمرساندييكو عليهم مناقشة الامور التالية:
أن يدعوا الى وحدة الصف القومي ويفوتوا الفرصة على أعداء أمتنا من الذين يريدوننا في انقسام وصراع دائم، لان ذلك ضربة قوية لمخططات الأعداء.
أن يدعوا المؤتمر الى تاسيس جمعية وطنية تاسيسية تضم كافة قطاعات شعبنا من ساسة ومفكرين ومثقفين ورجال قانون واكاديميين ورجال اعمال وشباب ورجال دين من كل المكونات، على ان يستثنى منهم كل من ارتبط سياسيا أوعمل تحت جناح اي طرف او تنظيم سياسي من الذين ساهموا في عداء أو تكريس معاناة ابناء شعبنا في الداخل أومن الذين اعدوا خطط قتل وهجرة وتهجير ابناء شعبنا.
ان يتخلى القائمين على المؤتمر – وليس جميعهم بالطبع – عن سياسة القذف والتشهير الكتابي من على صفحات المواقع الألكترونية وعلى الملأ – لأن هذه السياسة ليست من صفات من يريد قيادة المجتمع وان هذا المجتمع لن يقبل بالتاكيد ان يمثله او ينطق باسمه من يفتقد لأبسط قواعد الحوار المتمدن، حيث ان التشهير والقذف الكتابي حتى وان كان موجه لمن يستحقه الا انه يبقى خارج المنظور الأخلاقي للمثقف او الكاتب او القائد، ومن المنطق استخدام لغة الحوار واقناع المقابل عن طريق هذه اللغة.
على القائمين على المؤتمر – ان كانوا حقا يريدون خدمة المجتمع الكلداني – ان يعلموا ان قطاعات المثقفين الكلدان عريضة جدا ولا تقتصر فقط على اعضاء الاتحاد العالمي للكتاب الكلدان – الداعي لهذا المؤتمر والذين لا يتجاوز عددهم العشرين شخصا -  وانما ان الطبقة المثقفة الكلدانية تعد بالالاف وهم ليسوا كتابا فقط وانما أدباء وأكاديميين وعلماء وفنانين وكتاب سياسة وكتاب قصة وتشكيليين واعلاميين لهم باع طويل في مجالات اختصاصاتهم ولا يقذفون او يشهرون بالاخرين وهم خميرة الكلدان وارضها الصلبة، ومن هؤلاء جميعهم ومن اخرين غيرهم يجب ان تتشكل الجمعية الوطنية الكلدانية المقترحة والتي لها الحق في وضع مقررات او توصيات او تقرير مصير الكلدان اينما تواجدوا.
ان عدم دعوة كل الذين ذكرناهم في أعلاه،  وان عدم الأخذ برأي أبناء الأمة الكلدانية من الذين في داخل الوطن او الذين في دول المهجر او ارسال من يمثلهم بتفويض رسمي وشبه جماعي، لا يمكن لنا القول ان المؤتمر المذكور يمثل الكلدان، وانما يمثل فقط اعضاء الأتحاد المسمى بالأتحاد العالمي للكتاب الكلدان والذي كما قلت لا يتجاوز عددهم العشرين شخصا، اما ما ورد في اعلان الدعوة لهذا المؤتمر والذي كان (( قرر التجمع الكلداني في سان دييكو كاليفورنيا الذي يضم أكثر من عشرة منظمات كلدانية مختلفة الى عقد المؤتمر الكلداني العام في مدينة سان دييكو للفترة من 30 اذار ولغاية الأول من نيسان 2011)) ، أرجو من الأخوة القائمين على المؤتمر ذكر أسماء التجمعات الكلدانية العشرة المذكورة ليطلع عليها أبناء الكلدان.
ولكوني من سكنة ساندييكو، فانني لم اسمع باسم ولا مؤسسة او منظمة  ثقافية أدبية كلدانية، ولو كان فعلا هنالك مثل هكذا تنظيمات لكنت بصفتي كاتب كلداني ومتابع لنشاطات واحوال شعبنا اول المنتمين لهكذا مؤسسة ثقافية او المساهمين في العمل القومي اوالمستعدين للعمل في خدمة قضيتنا القومية وارثنا الثقافي الثر, حيث خدمت في المجال الثقافي والأدبي والأنساني لهذه الأمة المباركة مع مجموعة مباركة من المثقفين والأدباء والكتاب منذ نهاية السبعينيات في الجمعية الثقافية للناطقين بالسريانية - من الكلدان والسريان والاثوريين - ومرورا بالأتحاد العام للادباء والكتاب في العراق وجمعية اشور بانيبال الثقافية التي كان لنا فيها مساء كل يوم ثلاثاء نشاط ثقافي او ادبي او فني او تراثي او تاريخي، ولا زلت مستمر بالخدمة حتى هذه اللحظة من خلال الكتابة والتوعية.               
وكما ذكرت في اعلاه لكوني من الساكنين في مدينة ساندييكو واعرف مثقفين كلدان كثيرين واعرف البعض من اعضاء اللجنة التحضيرية للمؤتمر، فلم يدعوني وكما لم يدعوا احدا من الطبقة المثقفة الكلدانية التي اعرفها الى حضور هذا المؤتمر، في الوقت الذي لم يبقى على بدء المؤتمر المذكورسوى أيام ، 30 اذار 2011 الحالي.
ولكني أعتقد قد عرفت سبب عدم دعوتي وزملائي الاخرين لهذا المؤتمر، وهو لكوننا نؤمن بوحدة ابناء أمتنا، وكذلك لأننا لا نقبل بتفضيل مكون او تسمية قومية على الاخرى، وكما لم ولن نسمح ان تلغى تسمية على حساب الأخرى، او يتم تهميش فئة على حساب الأخرى، لان قوتنا تكمن في وحدتنا وعن طريق هذه القوة وهذه الوحدة نستطيع انتزاع حقوقنا المشروعة من الذين سلبوها، وننتزع احترام الاخرين لنا عندما نحترم أنفسنا وبعضنا البعض، وخشيتهم من قوتنا تكون في وقوفنا صفا واحدا مع بعضنا البعض، ولن نقبل بيننا اي متشدد كلداني كان ام اشوري ، كما لا يوجد مكان لمن خدم أجندة اخرى لياتي ويعمل في صفوفنا، ان شعارنا يكمن في عملنا الجماعي وفي خدمتنا الطوعية لأبناء أمتنا وفي التضحية من اجل الأهداف المقدسة والأيمان بعدالة قضيتنا وليس في الركض وراء المناصب او الشهرة على حساب حقوق أبناء امتنا . 
أتمنى ان يعي القائمين على هذا المؤتمر كل ما تم  ذكره في اعلاه ويعوا حجم المسؤولية الأخلاقية والقومية لهكذا مؤتمرات لأنها يجب ان تصب في خدمة أبناء الأمة أينما تواجدواوهذا ما نسعى جميعنا لتحقيقه، ووفق الله كل من عمل لخدمة أبناء أمتنا من الكلدان والسريان والاشوريين باخلاص وتفان وشكرا. 

كوركيس أوراها منصور الهوزي
كاتب وعضو سابق في أتحاد الأدباء والكتاب في العراق
13 اذار 2011