المحرر موضوع: هل يستطيع بشار الاسد انقاذ نفسه من حبال النظام الذي ورثه عن ابيه؟  (زيارة 979 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل Charbel Elkhoury

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 106
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
هل يستطيع بشار الاسد انقاذ نفسه من حبال النظام الذي ورثه عن ابيه؟

شربل الخوري-اعلامي                                                                                   
                                                                                     
ظن حافظ الاسد بانه قد بنى نظاما لا يمكن قهره او تغييره او حتى تطويره على غرار انظمة حديدية في اوروبا الشرقية وكوريا الشمالية الا انه تفوق عليها في استعمال وسائل القمعع والتعذيب وتسليط العقول والاضواء على شخصه بحيث ربط اسمه باسم سوريا في كل المفردات السياسية على الطريقة الهتلرية وذلك من اجل دمج الجماعة "بالقائد الملهم"بحيث بات المواطن لا يمكن ان يتناول اي شأن في بلاده دون ان يقول سوريا الاسد وعندما حاول البعض التجرؤ في مدينة حماه على القيام بمهاجمة النظام من خلال الاعتداء على بعض العسكريين العلويين لم يتورع عن اعطاء الاوامر بتدمير هذه المدينة واستعمال كل انواع الاسلحة" لتأديبها"من خلال مجزرة رهيبة عجز اللسان حتى الان عن وصفها خوفا من العواقب الاوخم التي تنتظر كل من تسول له نفسه الحديث عنها ,وقد تركت هذه المجزرة اكثر من 20000قتيل ومئة الف مفقود ناهيك عن تشريد اعداد كبيرة من الناس في بلاد العالم قاطبة,ولم يقل احد من قادة العالم يومها "ما احلى اكحل بعينك"يا حافظ الاسد..واستمرت الحال على هذا المنوال الى ان وافته المنية وورث العرش من بعده ابنه الطبيب الشاب بشار ,فاستبشر الناس به خيرا خصوصا بعد عدة محاولات كلامية لاضفاء روح عصرية على نظام حكم ووعود هوائية باجراء تحسينات في سبيل تحقيق ديموقراطية حقيقية وعدالة اجتماعية ومزيد من الحريات ..لكن كل شيء بقي في نطاق التمنيات وازدادت الاحوال فسادا وسوءا مع سيطرة عائلية محكمة على كل مرافق ومفاصل الاقتصاد السوري خصوصا القطاع المستجد  والاهم:الخليوي.ولما يئس الناس من تحقيق وعود الاصلاح التي تغنى بها البشار منذ مجيئه الى عرش السلطة وتبجحه الدائم لوسائل الاعلام العلمية عن امساكه الفولاذي بالاوضاع واستهزائه بمطالب الفقراء والمعوزين والعاطلين ن العمل والراغبين في حرية موعودة ومسلوبة  في ان وادعائه بانه اعاد سيطرته على لبنان بواسطة الجنرال ميشال عون(وول ستريت جورنال)وكأن ما افرزته ثورة الارز والانتخابات النيابية الاخيرة هناك لا قيمة لهما عند الديكتاتور المتسلبط على السوريين واللبنانيين والمستخف بارادتهم وتطلعاتهم في الانعتاق من قمعه واساليبه المخابراتية النجسة واللئيمة ,وما هي الا ايام قليلة على هذه الثقة المقرطة من النظام البعثي بنفسه وقدرته على تركيع المواطنين مرة جديدة حتى اندلعت التظاهرات ولكن ليس من دمشق التي تحولت الى ترسانة للقوات الخاصة والمخابرات بل في درعا  وانتقلت الى مد ن اخرى حيث بلغ التحدي اوجه في اللاذقية وهي المدينة التي تخضع للسيطرة العلوية كونها تحت اقدام وادي النصارى اوجبل العلويين والتي تقطنهااغلبية سنية لكن دون اي نفوذ يذكر لهم فيها.وبالرغم من الوعود الكثيرة سواءالتي اطلقها الاسد شخصيا او بثينة شعبان نيابة عن النظام الغائبة وجوهه عن مسرح الاحداث فان المراقبين لا يطمئنون او يستشرقون خيرا من هذه الوعود كما ان الناس العاديين باتوا لا يصدقون شيئا ويقولون بان ما نسمعه في الاعلام الرسمي من مباهج للحياة يكذبه الواقع والوقائع على الارض ويذكرون في هذا المجال ان السلطات طبلت وزمرت في اعلامها لخبر الافراج عن مواطنين من درعا وغير درعا ولكن لحد الان لم يعد احدا من هؤلاء الى ذويه .السياسيون المنفيون يقولون بانهم يخشون من قانون اسوا من قانون الطوارئ الحالي الذي حكم به الاب ويتابع الابن الحكم والتسلط والقمع من خلاله ولو انه كان فعلا يريد او يرغب في الاصلاح لبادر الى ذلك منذ اليوم الاول لاعتلائه "العرش"خصوصا ان الجميع كان منتظرا لمثل هذه المبادرة ولكان الصفح قد حصل عن كل المجازر والفترات السوداء التي غطت تاريخ سوريا منذ تولي البعث للقيادة والحكم ,ولكن العارفين بخبايا الامور يؤكدون بان ذلك من رابع المستحيلات طالما ان فريقا من العائلة والمقربين لا يهمهم غير مصالحهم التجارية والمالية ويسخرون كل القوانين "الاصلاحية"لخدمتهم وان الاسد اصبح الحلقة الاضعف في منظومة الحكم لذلك تراه غائب حتى الان عن مجابهة الواقع الماساوي الذي تجتازه بلاده وذلك على رغم مظاهر "القوة"التي حاول ان يظهر النظام بها من خلال بعض المسيرات التي نظمها الحزب والمخابرات  وهنا يبطل الجب ندما نعرف ان عدد الذين يقبضون رواتب من المخابرات يفوق المليونين حسب صحيفة الاوبزرفير البريطانية..اما علامات الغباء التي بانت مؤخرا بوضوح في خلايا النظام وتخبطه الكبير فقد جاءت من التغطية الاعلامية الرسمية لما جرى واتهامها تارة لفرقاء في مصر والاردن ولبنان وتارة اخرى لاسرائيل واميركا والغرب علما ان لا هذا ولا ذاك صحيح لان خروج الناس بهذه الاعداد لا يدل الا على نقمة على حكامه وعلى الاوضاع التي اوصلهم اليها :اقتصاديا وسياسيا واجتماعيا فسوريا هي من الدول الغنية بمواردها ولن شعبها يعاني من الفقر  والجوع والبطالة بنسب مخيفة ..فطبيب العيون المتخرج من لندن ,الذي عُدل الدستور كرمال عيونه ليصبح رئيسا وينقل البلاد الى القرن الواحد والعشرين من عصور التخلف لم يعرف كيف يفعل ذلك ..والشعوب العربية التي كانت تصفق لمبارك وبن علي والقذافي وصالح هي نفسها التي اطاحت بهم لانها لا ترحم عندما يبدا الجوع بدق اجراس بطونها في كل ليلة قبل النوم..وان دمشق لن يكون ربيعها غائبا ن اهلها او قاصرا عن اللحاق بالقاهرة او تونس اوغيرهما ذلك ان اهلها كانوا على الدوام ياسمينا لحركات التحرر في العالم العربي ولن تستطيع اليوم كل اجهزة القهر التي ركبها وبناها ال الاسد من ان تحمي هذا الحكم وتنقذ الشاب من حبال ما بنوه بانفسهم..فعقارب الساعة لا تعود الى الوراء ابدا والشعوب تمهل ولكنها لا تهمل .فهل يكفر البشار ن كل الاخطاء التي ارتكبت بحق سوريا ولبنان والعراق ام سيبقى غارقا في وحول اوهامه؟وهل يملك الجراة بشار الاسد للاعتذار من السوريين اولا على الاستخفاف بهم وبمشاعرهم وبتطلعاتهم,ومن اللبنانيين ثانيا على ما ارتكبه بحقهم من امور يندى لها الجبين,ومن العراقيين ثالثا على ما فعلت يداه من جرائم وتفجيرات حصدت الاف الضحايا خدمة لاصدقائه الايرانيين؟ويطلق اصلاحا حقيقيا وليس شكليا  لامتصاص النقمة المتعاظمة مما يجنبه مصير من سبقه من الحكام العرب المخلوعين؟الفرصة لا تزال امامه فهل يعرف كيف يلتقطها اذا سمح له ازلام بطانته,ام يلجا كما هو ظاهر حتى الان,الى سياسة العصا والجزرة لتمرير المرحلة الراهنة؟في المقابل هل تبقى الثورة السورية نصف ثورة ام تنتقل الى ثورة كاملة اذا حاول النظام ان يتلاعب عليها ويفرق بين اطيافها؟والخطاب الذي القاه في 30 من اذار الماضي يدخل في سياق التعالي وعدم جدولة اي نوع من الاصلاحات حتى دفع باحد المعلقين الى القول :هل كان يراقب كلام بثينة شعبان التي تحدثت فيه عن امور هامة مثل الغاء قانون الطوارئ ام انه كان سجينا لدى الطغمة الحاكمة من العائلة والتي تستعمله كغطاء لها؟