جذور الامراض العقلية والنفسية
احتار الطب النفسي والعقلي بالأمراض الكثيرة والمعقدة المنتشرة منذ عصور، وكتب الكثير من المختصين في هذا المجال فكانت النظريات المعروفة والمشهورة التي تصف الامراض النفسية وكيفية تطورها الى امراض عقلية وما اليه من تفاصيل متفرعة ومتنوعة تشرح تطور المرض وانتكاسة المريض، واذا اخذنا كل ما كتب وما تم دراسته في هذا الصدد، سوف نخرج بخلاصة من النقاط تشرح عموما صفات الاشخاص المرضى والمؤهلين للإصابة بهذه الامراض وجذور المشكلة عندهم وتكونها في اساس شخصياتهم منذ الصغر، ومن اهمها :-
1. الوراثة ودورها الفعال والقوي في تشكل الشخصية بصفات معينة ومحددة.
2. سوء المعاملة من قبل ذويهم خصوصاً ومجتمعهم عموماً.
3. الاختلاط مع الاشخاص الساقطين اخلاقياً و ذوي السوابق!.
لذلك نجد هؤلاء الاشخاص، حتى لو لم يظهر المرض النفسي عليهم بشكل ملحوظ جداً فان اسلوبهم بالتعامل مع الآخرين يبين حالتهم بطريقة أو بأخرى، فمثلاً اذا كان المريض يملك سلطة او شركة او ما شابه، فأسلوبه مع موظفيه او عماله يتسم بالتأّمر والتكبر الغير مبرر بكلمات قاسية وسخيفة ليس لها اي داعي، وبدون اي سبب، كذلك محاولة إظهار اي عيوب (حتى لو لم تكن كذلك) في الاخرين خصوصا المستخدمين، وحين يتعامل هذا المريض مع شخص ذو مكانة أو عنده نفوذ.. تجده يظهر الاحترام في الكلام والتصرف، كما يفعل الطفل مع الشخص الذي يخاف منه، كما إنه يحاول الاتفاق مع المقربين منه لإظهاره بتفخيم وتعظيم لا يستحقه، كمحاولة لفرض احترامه على الاخرين، اللذين يعلم علم اليقين انهم يحتقرونه، حتى المقربين اليه ايضا، ومن جملة الامور التي نلاحظها ايضاً قيام المريض بعكس صفاته الشخصية على الاخرين، فمثلاً اذا كان يتصف بالكذب والنفاق والسرقة وما اليه.. الخ فأنه لا يصدق الاخرين ويعتبرهم كذابين ومنافقين وسارقين، لكون تلك هي صفاته الحقيقية التي يعيش من خلالها في المجتمع، واذا تفحصنا تاريخ ذلك المريض جيداً سوف يظهر لنا في اغلب الاحوال تاريخ طويل من الانحدار الاخلاقي للمريض الذي يتسم بما سبق ذكره، فنلاحظ انه قد جرب كل او اغلب طرق الرذيلة الاجتماعية والاخلاقية وغيرها...الخ، وكذلك مستواه العلمي متدني الى اقصى حالة، وان كان يملك مؤهل او شهادة فغالب الظن أنه حصل عليها بنفس الاساليب التي يتصف بها (وما اسهل ذلك خصوصا في عصرنا!!)، واذا راجعنا امواله فغالباً يتكسب من خلال شخصيته الكاذبة التي يظهرها للأخرين بارتداء الازياء الفاخرة والرسمية للوصول الى مبتغاه بالتلاعب والسرقة، وهكذا حتى تربية ابناءه فيعلمهم تلك الطرق على انها افضل سبيل للنجاح! (الفهلوه) فسوف ينعكس على اخلاقهم وتكُّون شخصياتهم ليصلوا بالنتيجة أما الى المرض النفسي و العقلي أو وراء القضبان او حتى كلاهما!.
معن ريشارد حبيب
3/4/2011