المحرر موضوع: مذكرات بيشمركة / ( 1 ) .  (زيارة 890 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل سعيد الياس شابو

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 253
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
مذكرات بيشمركة / ( 1 ) .
« في: 18:11 04/04/2011 »
مذكرات بيشمركة / ( 1 ) .


سعيد الياس شابو / كامران
2011.4.4.                                                                                               
 
في البدأ ، لابد من سرد ونشر الحقيقة لما آل اليه وضع الحزب الشيوعي العراقي بعد تشكيل الجبهة ( الوطنية والقومية والتقدمية ) في تموز 1973 . مع حزب السلطة القمعية الشمولية والمتمثلة في حزب البعث العربي الاشتراكي الحاكم والمناور مع كل من يتعامل معه وعلى كافة الأصعدة التي تخص مجمل الحياة اليومية والدخول حتى بمفردات الفرد والعائلة والمجتمع ! ،ومن هنا بدأنا المعانات اليومية في التعامل مع حزب السلطة الدكتاتورية القمعية المتنفذة والحاكمة على ثروات البلد العديدة والمتنوعة وأهم تلك الثروات ألا وهي النفط العراقي . فمنذ تأميم ما تبقى من شركات النفط في زمن الطغمة الحاكمة والتي أصبحنا لها سند ودعمناها بشراء سندات الصمود الورقية لمقاومة تلك الاحتكارات ومن منطلق وطني لدعم تلك العملية المشوهة ضنا منا بأن تأميم النفط  سيساهم في انقاذ البلد من الفساد والاحتكارات وسنصبح قائمين بذاتنا وسنحمل راية البناء والتحرر من الكارت النفطي الذي كان جاثما على صدور العراقيين !.
والحقيقة الساطعة ينبغي أن تقال وعلى الملأ ... كان الشعب العراقي مبتلي بحزب البعث الحاكم وحزب البعث مبتلي بقيادته القطرية والقومية ، والقيادة القومية والقطرية مبتلية برأس نظامها وزبائنيته المتنفذين وعلى رأسهم الرئيس الذي دمر العراق والعراقيين ودمر اقتصاد البلد وجلب الويلات والحروب والتدخلات السافرة بشؤون العراق السياسية والاقتصادية والحياتية الشاملة ، ومن ثم اخراج الرئيس العراقي من الحفرة التأريخية التي أخزت الآلة العسكرية العراقية وخابت ضنون البعث الحاكم ومريده بالصورة التي عكست الوجه العراقي العسكري .                                                         
ولنعود الى المبتغى ألا وهو التأريخ وشكلت الجبهة الوطنية في 1973 . ومن ثم بدأت الأجهزة القمعية التابعة للدولة العراقية النفطية بكشف ومعرفة أكثر تنظيمات الحزب الشيوعي وذلك عبر توجيهات الحزب وكان قرار وتوجيه من حزبنا بأن يجب أن يكون لكل شيوعي صديق بعثي ! أو أكثر ! ، ولم نكن نقتنع بأصدقاء الدولة العسكرية القمعية النفطية في ذلك الوقت العصيب من تأريخ العراق السياسي المتحول من دولة السجون والمعتقلات الى دولة التطور اللارأسمالي ومن ثم التسميات الخاطئة بالتحول الثوري الديمقراطي ! ، ومن ثم الأحتلام بما هو يمكن الذهاب بتلك الدولة البوليسية الى بر الأمان والاعتماد عليها لتصل الى رحاب الدول الاشتراكية والمتطورة ، ناسين ومتناسين الى أن واردات الدولة القمعية تذهب الى حسابات وأيادي غير أمينة !!                                                                   
ومن ثم تجميد المنظمات الديمقراطية للحزب ومنها الشبيبة ، اتحاد الشبيبة الديمقراطي واتحاد العام لطلبة العراق ورابطة المرأة العراقية والمهنيات العمالية والفلاحية وغيرها ، مما أدى الى حصر الحزب الشيوعي في زوايا ميتة ويضاق على رئيته لكي لا يتنفس وتملأ رئتيه بالأوكسجين ومن ثم الاجهاض عليه وخنقه وذلك بتجميد منظمات الحزب الديمقراطية والتي كانت تنتج و تزود وترفد الحزب بكوادر وأعضاء جديرين بالعلم والمعرفة والثقافة والخبرة لكون تلك المنظمات تحتك يوميا بالشباب في أماكن تواجدها وتعاملها اليومي أي في المدارس والورشات والمحال المتنوعة . وفعلا تم تجميد تلك المنظمات النشطة وخسر الحزب ما لا يعوض بالمادة أبدا ومن ثم أرضخ الحزب الى املاءات البعث الحاكم  منذ قيام الجبهة المشؤومة والوصول بنا  الى أبواب مغلقة بوجوهنا سياسيا وتنظيميا وهذا ما عكست الصورة السلبية لدى الكثرة الكثيرة لدى تنظيمات وشبيبة الحزب والذى عانينا من تلك العملية القذرة ، ألا وهي تجميد المنظمات الديمقراطية لحزبنا الشيوعي العراقي ونحن في عام 1975 .
 
وفي عام 1975 . كان النظام القمعي الدكتاتوري المساوم قد اجهض على الثورة والحركة الكوردية التحررية بقيادة الراحل مصطفى بارزاني ، ومن ثم اصابة الحكم الدكتاتوري المتمثل بحكامه أي صدام وزبائنيته بالغرور العسكري بعد ما كان النظام بعنق الزجاجة لو لا اتفاقية الجزائر المشؤومة بين العراق وايران والجزائر . ومن ثم افرغت الساحة لنظام صدام القمعي لفرض الاملاءات السياسية والعسكرية على كل من يقف بوجه الدكتاتورية ، ومن ثم افرغت الساحة للعب واللعب بمقدرات الشعب العراقي وذلك عبر حصر كل التعينات وقبول الطلبة في الجامعات والمعاهد وكل صنوف التعليم الى بالانتماء وتزكية حزب الدكتاتورية والشمولية ، وأصبحت الآفة الى يومنا هذا يعمل بها في العراق الفدرالي ، لا بل أبدعوا بها الأخوة الحكام الجدد !                                                               
 وفي 1977 قمع النظام الدكتاتوري حركة الشيعة المظلومين في النجف الأشرف والكربلاء المقدسة وحرمت أهلها  حتى من اداء طقوسهم الدينية والشعبية واخمدت الأنتفاضة الشعبية وكانت قد أ سقطت النظام لو كان لها سند  يذكر ، وبعدها أصبح النظام الدكتاتوري قد تفرغ والتهيئة للانقضاض على التنظيمات وخاصة تنظيمات الحزب الشيوعي العراقي ، علما كانت بعض الخلايا والمفارز العسكرية التابعة للأحزاب الكوردستانية تقوم بالدعاية وبالقيام في بعض العمليات العسكرية في مناطق مختلفة من كوردستان العراق وذلك كان الحجب من قبل الحكومة طاغيا عل مجمل نشاطاتهم .
 
وفي  عام 1978 . كان النظام القمعي العسكري البوليسي النفطي في أوج قوته وعنجهيته ، وبما أن للتأريخ ربط في الماضي والحاضر والمستقبل ولا يفوتنا شيء ان كان غير مقصودا ، وللذكر فقط في سنة 76-1977 من القرن المنصرم ونحن جالسين في المقر ، وصلتنا الجريدة الغراء طريق الشعب وبينما كنت أتصفح الجريدة وبعجل لاقت عيني على عنوان بارز ..... بأن العراق ينتج ويصدر 3.750.مليون برميل نفط عراقي وكان سعر البرميل 25 دولار للبرميل الواحد ! وجن جنوني وسرعان ما صرحت والذي يتذكر ليرفع اياديه للحقيقة .... فقلت بعد احنة الشيوعيين ما عدنا مكان بالعراق النفطي ! وسرعان ما تمضحك البعض من الرفاق ..... فقالوا ليش أنت دائما متشائم ؟! فقلت ورديت احسبوا بالقلم لأن في ذلك الوقت لم يكن لنا الحاسوب وهذا المبلغ يقارب الى 100 مليون دولار يوميا كهبة من الله الى حكومة الارهاب والقتل والتدمير والدكتاتورية العراقية في زمن البعث !! وماذا بعد هذا الدخل اليومي من النفط فقط ؟ فأما الموارد الأخرى والضرائب فأحسب ولا حرج !! وقلت ... هل تعرفون سيقتلوننا بفليساتنا النفطية ؟ وكيف يتركون الحزب وأعضائه في العراق لكي يحاسبونه على صغيرة وكبيرة ؟ ومن ثم تجاوزنا الموضوع وأصبح الموضوع مخزون عندي الى يومنا هذا .               
 
ومن ثم تهيأ النظام القمعي وبتهيئة جل مؤسساته العسكرية والمخابراتية والأمنية ومنظماته المتنوعة بتعقيب وضرب الحزب بضربة قاضية بدأ من البصرة والجنوب ومن ثم بغداد والوسط ومن ثم كوردستان والشمال ، واستخدم فيها كل الأساليب الترغيب والترهيب والقتل والتعذيب وأراد من النيل من عزيمة الشيوعيين العراقيين بيد أن النظام المغرور كان يعتقد بأنه سيجهض على الحزب الشيوعي حزب الشهداء والمؤنفلين بعيد استخدامه كل الوسائل المتاحة لديه للوصول الى امحاء الحزب الشيوعي العراقي عن الوجود وتصفيته مما اعتقاده بعد لا عودة الحزب بعد اليوم وان تأسيس الحزب فرض من الخارج وأنتم شعوبين وأنتم كذا وكيت ... والنفط عراقي خالص ! واحنة من قمنا بالثورة ! واحنا أممنا النفط ! ولا نقبل من يتعامل معنا بالساعة و.................................................................!
 
تحمل الحزب الشيوعي العراقي ومؤازريه ومؤيديه وأصدقائه أكثر من طاقتهم وتحمل جل الصعاب والأيام الصعبة والمحن الدائمة والموقتة ودفع ضريبة تعامله مع السلطة الفاشية القمعية ومؤسساتها الهستيرية التدميرية المتبنية فقط الأساليب القمعية لا غيرها وتدمير العراقيين ليس الشيوعيين فقط وانما جميع المكونات العراقية ومنها البعثية أيظا ، وما قتل أكثر من 160 كادر بعثي في 1979 في أجتماع موسع حضره صدام الا دليل على ما أقوله ومن ضمن القيادة التي أعدمت عدنان حسين وزير التخطيط ومحمد عايش وزير العمل وآخرين كثيرين !
 
ولكن عزيمة الشيوعيين كانت هي الأقوى وصداها يسمع في القرى والهضاب والوديان والجبال التي كانت تصرخ ... هيا يا أولاد ونحن  أيظا معكم مظلومون  نعاني من الوحشة والدمار والتهجير والوحدة والقتل والتخريب والتعريب والتبعيث ! وبعد الضربة التي كانت قد شلت أكثر تنظيمات الحزب وعجز الحزب من ايجاد مخرج من المأزق الذي هو وتنظيماته فيه والذين أصبحوا كبش الفداء للتعامل مع سلطة البعث وأجهزتها القمعية وعزلت القاعدة عن القيادة وبأستخدامها أي سلطة الخونة الأساليب المتنوعة للنيل من الشيوعيين وحزبهم وتنظيماتهم بالتشكيك بكل ما هو تنظيم شيوعي والنيل من تأريخ الحزب ، الا أن تأريخ الحزب وتنظيماته وشجعانه ومحبيه أبوا الا أن يلتصقوا بتأريخ الحزب النضالي العريق والمزروع في نفوس المدافعين عن حقوق الشعب والوصول به الى بر الأمان .
وبعد الضربة مباشرة  تم بناء التنظيم السري الشديد للغاية من قبل رفاق وأصدقائهم ومحبي الحزب وشد الحيل والتهيئة لمهام مستقبلية أكبر ولنهوض الحزب من كبوته التي كلفته كثيرا وكثيرا ودماء غالية أصبحت في عداد التالفة والنظر الى أفق صعبة ومغوشة وسراب أحلامه مرة ومفزعة !
 
لا ... يا خونة العهد والتأريخ والصداقة الحميمية التي زرعها الشيوعيون في الذهون العراقية والرفاق أصبحت عداءا لهم من قبل السلطة العفلقية الفاشية أصبحوا متحالفين يوم أمس خونة اليوم ! عجيب بمن تثق وبمن تصدق وبمن تؤتمن وبمن تحتذي ؟ فإذن الشيوعيين لا مكان لهم في العراق الصدامي البعثي وتذكرت ما تبؤت به في المقر في 76-1977 .حيث لا مكان لنا في العراق النفطي مادام الوارد ليس بأيادي أمينة !.                                                                                                 
 
التنظيم الداخلي والالتحاق بالبيشمركة وأنا عسكري !!!
..........................................................
بعد ما كنت عسكري احتياط لمدة ستة أشهر في منطقة زاخو ( قرية برزور ) عسكريا تسمى هكذا وأهل المنطقة يسموها ب ( برزورى ) . وهي قريبة من الحدود العراقية التركية محافظة دهوك الجميلة . ووحدتنا كانت من الوحدات التي لا يحبها أحد لا الحكومة ولا منتسبيها !! أي كانت جميع منتسبيها متطوعين مغضوبين على أمرهم منتهية خدمتهم التطوعية لمدة خمس سنوات وهم ينتظرون التسريح ومعضمهم هم من أهالي الناصرية ( ذيقار )المحافظة الجنوبية التي تذكر بطبيبة أهلها ومقارعتهم للنظام السابق ومعارضتهم له . وبما أن نحن احتياط مكلفين فأيظا من المغضوب على أمرنا ! فبعد الألتحاق في اليوم الأول بالوحدة العسكرية ونحن أكثر من خمسين واحد والقوائم بيد الضابط ومعه ضابط آخر ورئيس عرفاء الوحدة و..... ، أول ما بدأ وقبل أن يستقبلنا بوردة عطرة أو الله بالخير كالتقليد العراقي ،،،،،، وبدأ يسأل ؟ كم واحد منكم بعثي ؟ورفعت الأيادي بحدود 30 من مجموع 50 ، والسؤال الثاني كم واحد منكم كان بعثي ومبطل ؟ هم رفعوا أياديهم مجموعة من الحاضرين ، والسؤال الثالث من منكم يريد من أن ينتمي الى حزب البعث ؟ ورفعت البعض الآخر  أياديها !! والكل وجوههم شاحبة وخائفة من عدم الأنتماء ما عدى نحن الذين صفينا  ( 3 ) ثلاثة فقط !!! شنو يابة انتم عصات ليش ما تنتمون ؟ والجواب جاء مني لا سيدي احنة مالنة دخل بالسياسة !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!.
هاي هاي قال ضابط الاستخبارات ..... ولكم أكو واحد مائلة دخل بالسياسة اليوم ؟ وصحيح هو يصدق ونحن نكذب ! ولكن لازم نكذب وألا جلدنا يروح على الدبخانة !                                             
الثلاثة هم / سعيد الياس شابو ، لويس عطو شيشا ، أدوارد  ، شاب من بغداد الذين قاوموا استفزاز وتعذيب وأساليب القمع للنظام العسكري الفاشي في بغذاد في عهد الطغمة العسكرية الجاثمة على صدور ورقاب العراقيين في عهد الدكتاتور .                                                                   
ومن ثم الاصرار من قبل الضابط بالأنتماء للبعث وان لا تحمل عواقب الرفض وعدم الأنتماء ! وأصرينا كل بحجج متنوعة منها من لا يحبذ السياسة ومنها من مشغول في العمل ومنها من يمنعونه أهله وأحاديث الخبط كانت كثيرة ومتنوعة وغير مقتنعين بها لا نحن ولا أسيادنا الضباط !!! وبعد ثلاثة أشعر من التعذيب المتنوع منها الجسدي وليس الضرب بل الجلوس في انتظار في موقع بارد ورطب وفي عز الشتاء ولمدة ساعات لكي نرد عليهم بنعم ، ولكن على طول الخط كان الرفض والانتماء من مطلبنا ! الحيرة كانت على وجوه الضباط والمخابرات ..... شنو هذولة ما ينتمون ؟ كان التهديد والوعيد في كل ساعة وفي كل مرة يدعوننا وحتى 3 أشهر كان الفلم يتكرر ، وعندما يسألوا أدوارد .. يابة هذولة من الشمال يعصون علينا ، ولكن أنت من بغداد ليش ما تنتمي ؟ ويقول أدور والله سيدي اذا سعيد يصير وينتمي !! أنا راح أنتمي . وهذه كانت ورطة أضافية وجملة أصبحت مشخوطة يترددها كل يوم أدور ، الى أن حصلت على الأجازة في الثانية عشرا ليلا في 4.5.1979.