المحرر موضوع: ماذا بعد الثورات العربية ورياح التغيير  (زيارة 1413 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل Henry Yokhana

  • عضو
  • *
  • مشاركة: 19
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
ماذا بعد الثورات العربية ورياح التغيير

تشهد البلاد العربية منذ أشهر عاصفة شعبية منها منظمة ومنها غير منظمة منها المدفوعة من الخارج ومنها المنفجرة من الداخل وقد تم تعريف هذه العاصفة حسب مفهوم الفضائيات العربية برياح التغيير .
هذه الرياح لحد يومنا هذا قامت بتغيير حكومات كل من تونس ومصر بعد عقود من الدكتاتورية والظلم والتهميش وكان للشعب التونسي والمصري كل الحق في مطالبه المشروعة وقدم قدم الشعبين الشهداء في سبيل الحرية والتغيير ولكن سؤالي هو ماذا بعد ذلك؟؟ ماذا بعد تغيير الوجوه؟؟ هل المشكلة كانت في رأس الهرم الحاكم ام الوزراء ام العناصر الامنية ام ماذا؟؟ وهل التغيير سيكون شامل ام جزئي؟؟ هناك عشرات الأسئلة التي تحتاج الى الأجابة بعض منها كانت أجابتها فورية من خلال الأحداث والبعض الأخر سيتضح بمرور الأيام .
أن الولايات المتحدة والأتحاد الأوربي ينظران الى ما يحصل في اضطرابات الدول العربية بعيون مختلفة وحسب تقاطعات مصالحهم الأقليمية والأقتصادية مع كل دولة ، ففي تونس مثلا، حصل التغيير بسرعة كبيرة وبتأييد دولي واسع علما أن حاكم تونس السابق كان حليفا أستراتيجيا مهما لدول الغرب الا أنهم قد تخلوا عنه وتركوه يواجه شعبه الثائر وكذلك الحال بالنسبة لمصر فلقد كان الرئيس السابق مبارك من أهم حلفاء أمريكا وأسرائيل ومع ذلك فقد كانوا يطالبونه بتسليم السلطة وبالتغيير السلمي ومارسوا عليه الضغوط الكبيرة حتى أضطر الى التنحي وتسليم مقاليد الحكم للسلطة العسكرية .
بعد هاتين الثورتين جاءت التصريحات الأيرانية بأن ما يحصل في المنطقة العربية عبارة عن ثورات ذات صحوة أسلامية وبرأي أن كلامهم صحيح فبعد الثورة التونسية وأزاحة الحاكم السابق بدأت الكثير من أحزاب المعارضة التونسية المنفية بالعودة الى البلاد ومن أبرز وجوه هذه المعارضة هي وجوه أسلامية تحمل في طياتها أفكار تدعو لأقامة امارة أسلامية ،وكذلك بالنسبة لمصر فقد بدأ أتساع نفوذ الأخوان المسلمون بعد تنحي مبارك وهذا النفوذ يشمل فتح مقرات جديدة ومشافي ومدارس خاصة تابعة للأخوان مع أتساع رقعة الفكر الأخواني ونشره داخل المجتمع المصري بعد عقود من المنع والتهميش.
وهنا نتسائل عن مصلحة أمريكا وحلفاؤها الأوربيين في تغيير من كان حليف لهم وتشجيع الرموز الأسلامية في الوصول الى السلطة وفي هذه الحال سوف تدخل كل من مصر وتونس في صراعات اخرى من نوع أخر ليتحول من صراع مع السلطة الى صراع بين العلمانية والأسلامية ومحاولة كل طرف فرض سياسته على الاخر مما قد تدخل هذه الدول في فوضى قد تستمر الى فترات طويلة والله أعلم .
اما في ليبيا فالأمر مختلف كليا عن جيرانها في مصر وتونس فالبلد يتمتع بثروات نفطية كبيرة مما جعلها هدفا مهما بالنسبة للغرب فبدأ الصراع الليبيي بمظاهرات مناهضة للنظام ثم تحول المتظاهرون الى ثوار وتشكيل مجلس وطني انتقالي المتمركز في مدينة بنغازي الواقعة في الشرق الليبي ومن خلال تطور الاحداث والصراعات المسلحة توضحت لدينا الأمور بأن ليبيا يراد تقسيمها الى شرقية وغربية والدليل على ذلك دعم الغرب للمجلس الانتقالي وبنفس الوقت لا يريدون الاطاحة بالقذافي مما يدعو الى بقاء مركزين لصنع القرار واحد في بنغازي الشرق والاخر في طرابلس الغرب .
ويتوقع الكثر من المراقبين ان الصراع سيطول اشهر عديدة بين الثوار وبين كتائب القذافي الموالية للحكومة واصبحت المعركة بينهما عبارة عن كر وفر فهذا الطرف يحتل المدينة ويرجع الطرف الاخر لاستعادتها وهكذا .... والضحية هو الشعب الليبي الواقع بين مطرقة القذافي وسندان الثوار .
هنري يوخنا
henryyoukhana@yahoo.com