المحرر موضوع: فضائية عشتار , مرة تهنينا ومرة تبكينا ......!!!!!  (زيارة 1805 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل ehab2005

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 412
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
                                    فضائية عشتار , مرة تهنينا ومرة تبكينا ......!!!!!

                                                                         المحامي
                                                                     افرام فضيل البهرو

عشتار .. هذا الاسم الذي اصبح خالدا في التاريخ بسبب ارتباطه بأحلى وأجمل علاقة بشرية وهي علاقة الحب ..
عشتار او عشتروت , كانت ترمز الى  إلهة الحب لدى البابليين , وكانت تقابلها ( انانا ) لدى السومريين و(افروديت  ) لدى الإغريق اليونانيين , و (فينوس ) لدى الرومان، وعندما تمخض الاعلام الكلداني الاشوري السرياني , انجب لنا مولودا  جديدا ... هي قناة فضائية إعلامية شاملة , ابت ان تحمل اسما  غير اسم (( عشتار )) تيمنا بالهة الحب , ولكي تنثر الحُب لمن يبتغيه من مشاهديها في أرجاء المعمورة كافة .
فعلا هذه الفضائية _ رغم كونها قناة فتية قياسا بالفضائيات الاخرى _ اثبتت وبحق انها قناة المحبة والتواصل   بين مكونات شعبنا العراقي بشكل عام وشعبنا الكلداني الاشوري السرياني بشكل خاص ,   كما أثبتت جدارتها ومكانتها بين الفضائيات , و دقت ركائزها على تربة الوطن , وسلبت قلوب مشاهديها , وان دل ذلك على شيء إنما يدل على حيادها وواقعيتها ومصداقيتها .... ولأنها تضع مصلحة وسعادة  الانسان العراقي _ بغض النظر عن انتماءاته _   نصب أعينها وهدفها الاول والرئيس .. وهذا ديدن جميع الشرفاء من ابناء هذا الوطن .
نتابع برامجها المنوعة بشوق ... ونترقب شاشتها الفضية المفضلة والتي تطل علينا يوميا ببرامجها المميزة التي تشدنا اليها بحيث يعز علينا مفارقتها الا لامر مهم ... فكم من ام أبت ان تبارح مكانها من امام حبيبتها عشتار الا بعد ان صرخ طفلها الجائع او بعد ان أفاقتها رائحة اللحم المحروق بعد ان تركته  على الموقد لتهيئ  الطعام لافراد عائلتها  ولكن بسبب اندماجها مع برنامجها المفضل نسيت طعامها , وكم من فتاة اخفقت في الامتحان من جراء سهرها على برنامج (( القيثارة )) ومقدمه يوسف عزيز الذي ربما يسبب مشاكل عائلية من كثرة المعجبات وغيرة الأزواج وهذا ما نستنتجه من اتصالات المشاهدات _  وهو فعلا مميز _ ولا أود الإشارة الى برنامج دون اخر , فلكل منهم طعم خاص ونكهة زكية ... منها ما يسلينا ويضحكنا ويُدخل البهجة والفرحة الى قلوبنا ومنها ما يحزننا ويؤلمنا ويجعل الدموع تنهمر من مآقينا  وخاصة عندما تعرض علينا  برامج من حياتنا وواقعنا الأليم... فهذه العائلة تنتحب ابنها الذي قتل غدرا على يد الإرهابيين  وترك وراءه أطفالا بعمر الزهور وزوجة مكسورة الجناح وأم ثكلى ...وتلك الأم تذرف دموعها بحرارة تكاد تحرق وجنتيها الذابلتين وهي توجه سلامها الى أولادها وهي تقول بصوت مبحوح : ( اهدي قبلاتي الحارة إلى ابني  خوشابا وعائلته في استراليا , وسلامي الى ابني كوركيس وعائلته في امريكا , وتحياتي الى ابني وصغيري حنا  في السويد ... متى تعود لى يا حبيبي لازوجك احلى فتاة في المحلة ؟؟؟  واهدي سلامي الى ابنتي سرة وزوجها في كندا وتحياتي الى شقيقي جورج في فرنسا ....... الخ  ) وكأن هذه المسكينة انجبت وربت اولادها ليشتتهم القدر في قارات العالم , فهي لم تكن تعلم بان كل منهم سيترك في قلبها الحنون جرحا عميقا ... ذلك القلب الذي كان يخفق لهم وبشدة  عندما كانوا صغارا , وتخشى عليهم من نسمة هواء تصيبهم , وها هم الان بعيدين عنها بُعد الشرق عن الغرب لا تعرف ماذا يأكلون اوماذا يشربون .. وهل يغطون أنفسهم جيدا عندما يخلدون الى النوم ؟؟؟  .... كذلك تعرض لنا عزيزتنا عشتار مشهد الرجل العجوز وهو يتكأ على عكازه .. يسمع زوجته وهي توجه تحياتها وسلامها الى اولادها ... يختلس النظرات اليها احيانا ويخفي حزنه العميق عن زوجته والمشاهدين , الا ان ذلك لا ياخذ منه وقتا طويلا حتى ينفجر بالبكاء وتسيل الدموع من عينيه الغائرتين  على خدوده المتجعدة والتي فعل الزمن فعلته بهذا الوجه المنكوب ,, ويرفع كفه المرتجف ليمسح دموعه دون ان ينتبه بان مصوروا عشتار المبدعين قد اقتنصوا الفرصة  .... هذا المنظر الذي تتفطر له أقسى القلوب يجعلنا نذرف دموعنا بغزارة لاننا جميعنا نحمل  نفس المعاناة .... ولكن بغض النظر عن كل هذا وذاك ... فان الرسالة التي تحملها المدللة عشتار هي رسالة إنسانية بكل ما تحمله الكلمة من معاني,  كانت حلما تراودنا ونحن  نتطلع الى الفضائيات الاخرى حيث كنا نقول مع انفسنا : (( متى سنتمكن من تحقيق هذا الحلم ونصبح مثل باقي الشعوب  ونمتلك فضائية خاصة بنا نفهمها وتفهمنا ؟؟؟؟ ))
وهنا لا يسعنا الا ان نتضرع الى الله عز وجل ان يوفق حبيبتنا  عشتار وان يسدد خطى العاملين فيها كافة .. واما نحن كمشاهديها ...فليس أمامنا الا ان نغنى مع الموسيقار الراحل فريد الأطرش أغنيته (( مرة يهنيني ومرة يبكيني ))