المحرر موضوع: وكم كان نصرُ الصابرين رسولا  (زيارة 726 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل بهاء الدين الخاقاني

  • عضو
  • *
  • مشاركة: 28
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
وكم كان نصرُ الصابرين رسولا

بهاء الدين الخاقاني

أيا بلدي أهديكَ الجراحَ سبيلا .. صَدمْتَ الأعادي من دماكَ ذهولا
لتحملَ شعباً كم تمزّق لحمُه .. تحمّل حقدَ العادياتِ طويلا
وكمْ جئتَ ميعادَ المنيّةِ رغبة .. تشيّعُ أجيالا وتعقِبُ جيلا
فقد كنتَ قدّاسَ الأضاحي وكلّما .. قسى الدهرُ وافاكَ الالهُ جميلا
وينفثُ فيما بيننا من عواذل .. منايا تغذينا السمومَ قبيلا
لتفجعنا في كلِّ جيل نواعياً .. تشرِّدنا المنفى حمى ودخيلا
نعيشُ بأيام الفداءِ وكربلا .. تجدّدُ ركبَا للشهيدِ رعيلا
أراكَ تلقاكَ الأئمة راية .. أذابوا ومن يأس العيون ذبولا
فأحيو اليكَ المجدَ عينَ بصيرةٍ .. لتجمعَ بالنعمى هوى وخليلا
وأدركتَ عصرَ الجهل أفجعَ أمة .. فسيّدَ شيطاناً وأمّ عميلا
توالت جثامينُ المواكبِ مذبحا .. وفي كلِّ جيل يَستجدّ قتيلا
وقد طال دون العالمين بلاءُنا .. وما عاش فينا من يعيشُ ذليلا
ففي سفرنا العهدُ الوثيق نبؤة .. لتطلق منا للربيع فصولا
فيطلع من وحْيٍ عراقٌ مجرّب .. توهّجَ في ليل الشعوب دليلا
وكم جُرحَتْ نفسٌ وفي غيرها الردى..ومن فطرةٍ تأتي الفعالُ جليلا
ستبني مواريثُ الشهادِة روضة .. ويشهدُ ارث الظالمين طلولا
فاِنّا موفون العهودِ يقينَها .. فقرّتْ بأرض الطاهرين حُصولا
فأنشأ نزفُ الرافدَين مساجداً .. ومنطلقاً يحي الحياة أثيلا
سماءٌ وكم أوحتْ اليكَ رسالة .. وكانت بما تعطي الفخارَ كفيلا
لكي يلتقي التاريخ عزّ حضارةٍ .. ولو غيرنا تلقى لكان خذولا
فعندكَ من ذكرى الطفوفِ منارة .. وللحق تأتيكَ الجموعُ سبيلا
أراكَ ومنذ النشأ سرا بخلقة .. يميلُ اليكَ العاشقون فصيلا
فأنتَ بلادٌ للأحبة ما عَنتْ .. هلاكاً فطيّبتَ الودادَ أصيلا
وأدركتَ أنّ البين فرّق قبلنا .. وألّف حشد الحلفِ ضدّك غولا   
تحكمتَ بالأحرار تتقن سيرَها .. وتسمنها التصحيحَ منكَ هزيلا
وسِرّك منثورٌ قوافي قصيدتي .. فخذني رُبى الأسرار كنتُ غلولا
فأصبحتُ من رمل العراق مآذنا .. وطائرَها أهدي الشعوبَ هديلا
يكون هديرا فاتحا ما نعيشه .. وكم كان نصرُ الصابرين رسولا
...............
bahaaldeen@hotmail.com
bahaa_ideen@yahoo.com
>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>