المحرر موضوع: مفرحة اخباركم ...........  (زيارة 1495 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل تيري بطرس

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1326
  • الجنس: ذكر
  • الضربة التي لا تقتلك تقويك
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
مفرحة اخباركم ...........
« في: 23:03 22/05/2011 »
مفرحة اخباركم ...........




تيري بطرس
كنا جالسين في حضرة المرحوم مالك ياقو مالك اسماعيل عام 1973 ومما اتذكره مما كان يتحدث به، هو انهم في الكثير من الاحيان، كانوا يقومون بامور لاثبات القدرة وليس لتحقيق نتائج، وذكر لنا مثلا الاستيلاء على جبل من الاعداء، ولكن لم يتم الاحتفاظ به لانهم لم يكونوا بحاجة له اصلا.
اليوم يجب ان ندرك ان العمل السياسي هو الانجازات الحقيقية التي تقدم للشعب لكي يتمكن من ممارسة ذاته، او لكي يزيد من امكانياته المادية او لكي يتمكن من ممارسة حريته، وضمن اطار الدولة. موجب ما ذكرته هو ما علمناه من قيام المجلس النيابي بتعيين ثلاثة نواب لرئيس الجمهورية وليس من بينهم واحد من ابناء شعبنا او حتى من التركمان، وهذه خسارة ليس لنا فقط بل للعراق كله، لانه بهذه الخطوة تم حسم التنوع العراقي بالمكونات العربية (السنية والشيعية) والمكون الكوردي. ليس لدينا ما نقوله غير ذلك. ومن الواضح ان هذه الممارسة لا تتلائم مع روح الدستور العراقي، وكل ما لا يلائم هذه الروحية والتي تقول بان الوطن شراكة، علينا العمل من اجل ازالته، لا بل علينا العمل من اجل تغيير الدستور عندما ندرك انه يقف عائقا امام تحقيق طموحاتنا القومية المشروعة ويكون عاملا في تهميشنا الوطني.
ومن الواضح ان قوانا السياسية لم تدخل المعركة اصلا، لم تتهياء لها، من خلال التفاوض مع القوى التركمانية التي كانت ايضا تطمح لمثل هذا الامر، للاتفاق على النواب والدخول في المعركة بشكل موحد، كان ياخذ ابناء شعبنا نائب رئيس الجمهورية والتركمان نائب رئيس الوزراء او بالعكس، فلو دخلنا هذه المعركة لكان لها صدى اسع في الواقع السياسي العراقي، ولكانت خطوة نحو ترسيخ اقدامنا على الجبل العراقي الذي نحاول اقتحامه والذي صار لنا عصيا على الاقتحام، بتهمة كوننا اقلية لاحول لها ولا قوة. ان دخولنا المعركة مشتركة مع القوى التركمانية كان يعني اعطاءها بعد وطني كبير، ومحاولة العمل من اجل عدم تهميش مكونين اساسين من ابناء الشعب.
نحن لم ندخل معركة هذه الوظيفة السيادية ولذا لن تكون لنا تجربة حول اسلوب التمتع بها وهو حق لشعبنا وللتركمان ايضا، لان اشغال هذه الوضيفة السيادية يعني اننا مشاركون في الوطن. اي نعم قد يكون للوضيفة موقع رمزي، لانها لا تتمتع بصلاحيات كبيرة، ولكن لها موقع اخلاقي ارشادي للدولة ولمؤسساتها، وبالتالي كان من المفترض العمل من اجل نيلها لكي تبقي سابقة يستند عليها. علينا ان نعمل من اجل اقتحام المواقع والوصول اليها لانها حق لنا، وليس فقط دخول حروبها وعدم الاهتمام بالنتائج، وفي الحالة هذه علينا ان نخلق تحالفات مختلفة تلائم كل حالة منها نوع المعركة السياسية التي يجب ان ندخلها، على ان لا ننسى معركتنا الاستراتيجية في العمل من اجل تكوين محافظة خاصة بابناء شعبنا وبالمشاركة مع الازيدية والشبك.
من الواضح ان التوزيع المناصب ليس فقط السياسية الكبيرة، يخضع لنظام المحاصصة، بل الامر امتد ليشمل كل مجالات الحياة، وبهذا فنحن نخسر الكثير، ليس الموارد المادية فقط على ضرورتها، بل الشعور بالكرامة وبالمساواة وبالمواطنة. لا تقوم الدول بتوزيع الاموال على الناس وحسب حصة كل منهم من الدخل القومي، بل تقوم بتنفيذ المشاريع الخدمية والانتاجية وتخطط للمستقبل، والمواطنين يستلمون حصتهم من هذه الخدمات، كحق الا ستخدام او كمقابل مادي عن القيام بالاعمال المنفذة، وعندما تعزل انسان عن القيام بالعمل لانه من الدين او القومية الفلانية، فهذا معناه اهانته في كرامته الشخصية او الفرض عليه لكي يعتنق او يغير ايمانه او قوميته. وهنا لا دور للمواطنة بل الدور كله للعقيدة. صار من الواضح ليس تحديد العنواين الرئيسية لمطالبنا بل ايضا النزول بها الى التفرعات، والاتفاق على ذلك، والعمل من اجل تحقيقها، وبشكل موحدة وتحت تسمية موحدة. 
لا اخفيكم ايها الاخوة بسعادتي بمانسمع، ولكن الفرح لا يعني التصفيق، يعني الدعم والدفع واظهار مواقع القصور والنقص، قبل ان يكون حبورا ورقصا ورفع كؤوس الاحتفال. في مقالات سابقة طالبت بالعمل من اجل توحيد الموسسات الشبابية والطلابية والنسائية والادبية والثقافية. والتي هي الان اذرع للاحزاب المختلفة، ليس الا، وتحويلها الى مؤسسات تهتم بشانها الذي تاسست من اجله، من خلال الاهتمام بتطوير المعرفة القانونية والابعاد المستقبلية. في ظل تنوع سياسي عام يفسح المجال للقاء الاعضاء من مختلف المشارب السياسية والمناطقية واللهجوية والطائفية. مما يخلق ارادة موحدة وشعورا بوحدة المصير. ومثل هذا العمل لا يتم من خلال نشر اعلان او دعوة اعلامية، بل لقاءات اولية واتصالات للوصول الى الادراك الواعي بابعاد الخطوة في مختلف مراحلها، ومن ثم الاعلان عن الخطوات التقاربية مما يخلق الشعور الايجابي بين ابناء الشعب.
لن تعيش الامة بلقاءات زعماءها، بل بالانجازات المتحققة، وواقع امتنا يشي باننا خسرنا الكثير، والسبب نتحمله كلنا قبل ان يتحمله الذي حاول قتلنا وترهيبنا، لان الاخير معروف لنا ان لم يكن بالتحديد ولكن الماضي المؤلم يعلمنا الكثير عنه. صار مطلوبا انجازا والبناء عليه لكي نخلق استمرارية وامل وقوة دافعة لهذه الامة التي ليس لها اي جهة داعمة الا ابناء شعبها. فاذا كان للاخرين من يفكر في ردود افعالهم، فاننا نكاد ان نكون ملغين من مثل هذا الترف، الذي تقدم الامم الاخرى من اجله التضحيات الكبيرة، اعني ان تؤخذ ردود فعلها بنظر الاعتبار المسبق. ليس ما اقوله محاول زرع الياس ولكن وضع الامور في نصابها وقول الحقيقة المرة لكي ندرك ما نحن فاعلون.
ܬܝܪܝ ܟܢܘ ܦܛܪܘܤ