ترابيات
أمير بولص ابراهيم
بعد ما تلذَذَ آدم و حواء بمذاق التفاحة
سَحَلَهما ذلك المذاق
نحو التراب
وعندما أيقنت الأرض
إن الموت يلاحقها
اختبأت خلف ستائر ضبابية
------------------------------------
بينما كان التراب يرفض منتفضا ً
استقبال جثث مقطعة حسب رغبتها
كانت الغربان تَشحذ ُ مناقيرها المعقوفة ِ
بانتظار انتهاء الانتفاضة لصالحها
----------------------------------------
بعد أن التقطوا له صورة فوتوغرافية
بالأبيض والأسود
وعلقوها على جدار ٍ مطلي بالأحمر البشري
توارى الوطن ُ عن الأنظار
------------------------------------------
بعد آلاف السنين
أكتشف الوطن إنه ممزق
مع سبق الإصرار والترصد
ولم يبق من وجه الحضارة هنا
غير تشوهات ٍ
لم يعد لها نبضا
----------------------------------------
حينما غادر المطر السماء
بكت الأرض
وحينما حلَّ الموت عليها
بكت السماء عليها
وهكذا تبادلتا السماء والأرض الأدوار
------------------------------------
في زمن ٍ غريب
وهو ممد د ٌ
تحاصره ُ الأسئلة بخبثها المعهود
تحت رأسه ِ وسائد ٌ ترابية
وفراشه ُ لوح خشبي
أستجدى الأجوبة من وطن ٍ لم يحميه
تَلقفه ُ الموت
زاعما ً إنقاذه ُ من القادم المجهول
------------------------------
أنتفض َ الجوع ُ بعدما ألتهم َ
من التراب ما يكفي
وسئمت الأفواه ُ
مذاق التراب ِ
لأن التراب لم يُغير مذاقه ُ
برطلة