المحرر موضوع: الصراع بين الصدر وسفاح الرصافة  (زيارة 980 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل عمار الدراجي

  • عضو فعال
  • **
  • مشاركة: 51
    • مشاهدة الملف الشخصي


قال مقتدى الصدر مؤخرا في بيان علني نادر من نوعه أنه يعارض أى هجمات ايرانية ضد العراق، حتى لو كان المستهدف من تلك الهجمات هي القوات الامريكية في العراق. وقد جاءت تصريحات الصدر في سياق الرد  على بيان آخر للسفير الايراني في العراق والذي اكد فيه ان بلاده سوف تقوم بالهجوم على العراق اذا ما هوجمت من قبل القوات الامريكية المتمركزة في هناك.

وقد جاء بيان الصدر بمثابة المفاجأة لكل العراقيين وأخذ الجميع على حين غرة ، كما فتح الباب واسعا أمام التكهنات بخصوص نوايا الصدر وعما إذا كان التغيير المفاجىء في قلبه ومشاعره تجاه أيران هو شيئ حقيقي (وهو أمر غير مرجح)، أم مجرد حلقة أخرى من بيانات الصدر ذات الدوافع السياسية التي (وكالعادة) لن يقف الكثيرون على حقيقتها إلا بعد الكثير التدقيق في كلامه.

ولكن ولحسن الحظ لم تستمر التكهنات والحيرة بين العراقيين كثيرا بعد الأندلاع المفاجأ للقتال في مدينة الصدر بين أنصار أبو درع, أو "سفاح الرصافة" كما يعرفه الجميع، وأنصار الصدر والتي تركت العديد من القتلى والجرحى بين العناصر التابعة للطرفين. فقد أوضحت تلك المعارك وبما لا شك فيه أن تغيير الصدر المفاجئ لمشاعره تجاه أيران ليس بالشيئ الحقيقي ولكنها وعلى العكس تأتي في أطار الصراع الدائر بين جماعة أبو درع والصدر من أجل السلطة والمال ومن بخاصة التي تأتي من الجانب الأيراني. وقد أظهرت كذلك أن طلب الصدر الأستعانة بقوات الأمن العراقية للأقتصاص من قوات أبو درع وتصريحه السابق ضد أيران ما هو إلا صفعة على وجه النظام الأيراني الذي بدا واضحا في الفترة الأخيرة أنه يميل لدعم فريق أبو درع على حساب الصدر وأتباعه.
 
ويعد أبو درع من أحد رفاق الصدر السابقين كما كان الزعيم السابق لجيش المهدي خلال عام 2006، وهى الأعوام التي تعد الأسوء من حيث تصاعد العنف الطائفي في العراق. وقد قتل أبو درع الآلاف من العراقيين السنة في عامي 2006 و 2007 وقام بذبح بعض ضحايه علنا في مدينة الصدر. وهرب أبو درع من العراق إلى إيران في عام 2008 لتجنب إلقاء القبض عليه من قبل قوات الولايات المتحدة التي كانت تلاحقه علي ذمة العديد من القضايا, كما هرب إلي أيران لتجنب التعرض للقتل من قبل الصدر واتباعه بسبب رفضه اتباع الاوامر التي أصدرها الصدر بوقف العمليات العسكرية من قبل جيش المهدي في ذلك الحين.

وقد تعاملت أيران مع  أبو درع كبطل عراقي قومي وتم تدريبه على يد الحرس الثوري في العمليات العسكرية والتجسس. ويملئ العراق الكثير من التكهنات بأن أبو درع قد عاد مؤخرا من ايران لقيادة أحدى الجماعات المتطرفة التي تنتمي إلى جماعة عصائب أهل الحق وهى نفس الجماعة التي يشاع أنها كانت خلف المعارك الأخيرة يمدينة الصدر ومقتل العديد من رجال الصدر.