المحرر موضوع: دور الحركة السياسية في الثقافة القومية الوطنية  (زيارة 1312 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل بولص دنخـا

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 145
  • الجنس: ذكر
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • www.nohadra.com
دور الحركة السياسية في حماية وتفعيل الثقافة القومية الوطنية هو الدور الرئيسي الذي يؤثر في تكامل مفهوم الشعب وتقريب جميع الثقافات الصغيرة التي تولد في مجمتمعنا نتيجة تبعثرنا وانتشارنا بين الشعوب المختلفة  والتي ايضاً ادت الى ظهور تسميات مختلفة على شعبنا نتيجة التغلب الطابع الطائفة الدينية علينا وواقع عيشنا تحت سلطات مختلف الشعوب في بلاد ما بين النهرين.
الانسان القومي المخلص الذي ينتمي لمختلف التنظيمات السياسية يفهم جيداً دون الاتحاد وفق الاسس العملية وحماية التطور الثقافي لشعبنا ليس من المكن ابداً ان نصل الى اهدافنا القومية وليس بامكاننا رفع قضية امتنا للمستوى المطلوب لكي نتمكن من الوصول الى حقوقنا الشرعية على ارضنا المقدسة بلاد ما بين النهرين.
في هذه الظروف القائمة تتطلب الضرورة من حركتنا السياسية العمل الجاد المنظم من اجل توسيع ونشر ثقافة شعب بين النهرين في جميع تجمعات شعبنا اينما يعيشون على هذه الكرة الارضية. توحيد العمل لثقافة قومية وطنية في كل جزء من اجزاء المبعثرة من جسد هذه الامة من اجل هدفنا القومي المركزي وهذا العمل الثقافي القومي  المتكامل استطيع هنا ان الخصه كما يلي:
قراءة حقيقية وامينة لمسيرة شعبنا في الماضي والحاضر هي واضحة وجلية بان نضالنا وعمل حركاتنا السياسية لم يكن في المستوى المطلوب للزمان والمكان لانه لم نستطع لا في الماضي ولا في الحاضر من تنظيم الحركة السياسية على اسس علمية لكي تستطيع من جمع وتقوية الافكار وسبل العمل المتكامل الصحيح من اجل تطور مفهوم الشعب واندماج التسميات الطائفية والمحلية والتاريخية في مفهوم الوطني لبيث نهرين، ولكن عكس كل هذا حيث كان عملنا السياسي متقولب في مجموعاتنا الصغيرة حيث ادى هذا العمل الى زيادة الفرقة والاختلاف بين هذه المجموعات التي تنتمي الى حضارة وثقافة بين النهرين ومن الواضح لنا جداً ان هذه التجمعات السياسية كانت دوماً تركز على ثقافتها المحلية والطائفية الصغيرة متناسية كل الثقافات المحلية والتجمعات البشرية الاخرى والتي عاشت في ظروف مختلفة والتي لم تشاركها في مجهودها والذي ذهب هدراً نتيجة قصر نظر هذه التجمعات السياسية الغير ناضجة وغير مدركة مفهوم التطور الطبيعي للشعوب.
يؤلمني ان اقول سبب هذا المرض هو:
   اننا لم نستطع من تأسيس احزاب سياسية مبنية على اسس ونظريات علمية تلائم مع المكان والزمان والظروف الموضوعية والايجابية لكي تستطيع هذه الاحزاب من خدمة وحماية تطور ثقافتنا القومية الوطنية. عدم امكان تأسيس احزاب سياسية على الاسس العلمية كما في العالم المتمدن يعود الى تربيتنا النفسية المبنية على التربية الابوية المتسلطة وعدم ترك مجال للطفل ان ينمو نمواً حراً يستطيع من التفكير الحر ومناقشة الوالدين وتشجيع روح الخلق والابداع فيه لذلك بقي الطفل نموه الفكري والابداعي يعتمد على البيئة الاجتماعية التي يعيش فيها.
ان البيئة الاجتماعية من مدرسة بمختلف مراحلها والعمل ودور العبادة كلها مبنية على النظام االابوي القديم الذي يعتمد في تنشئة الاجيال على الطاعة العمياء والتلقين لا على خلق شخصية حرة تستطيع من التفكير وابداء الرأي واحترام كل الاراء مهما كانت معارضة لرأيه لهذا نرى من الصعوبة على هذا الانسان من التغيير والتطور حتى لو انتقل الى بيئة فيها كل شروط التطور والابداع فهو سوف يبقى يعيش في الماضي وينقطع عن عالم الحقيقة بحيث يبدأ الرجوع الى عالم الغيبة والخيال يعيش على امجاد اجداده، اذن فكيف ننتظر من هؤلاء ان يستطيعوا بتنظيم مجتمعنا على اسس علمية يستطيع في الاستمرار واندماج ثقافاته المحلية والطائفية في ثقافة قومية وطنية  تبرز قضية شعبنا الى المستوى المطلوب في كل المجالات كمجتمع حي له رسالة في هذا العالم المتمدن.

   انعدام البرامج الثقافية والتثقيف القومي الوطني في احزابنا في الماضي والحاضر، وهذا الانعدام قد ادى الى ضعف الاحساس القومي الوطني بين اعضاء ومؤيدي الاحزاب وعامة الشعب مما ادى الى ازدياد التفكير في ترك الوطن والعيش في المهجر دون التفكير او العمل من اجل العودة حين توفر الظروف له في العيش الكريم في الوطن.
الثقافة القومية الوطنية هي اهم عنصر في تثبيت هوية الانسان وشده الى الوطن في كل الانظمة والبرامج السياسية للاحزاب في العالم المتمدن، وهذا ينعدم في الحقيقة في كل الاحزاب التي اسست في داخل الوطن او خارجه حيث ان جميعها تخلوا من برامج ودورات الثقافة القومية الوطنية بحيث تكون مبنية على اسس وافكار واقعية تربط الكادر الحزبي بامته وارضه وجعله حاملاً لهذه الرسالة لشعبه في اي مكان يعيش فيها.
ان احزابنا السياسية الى يومنا هذا لم تلجأ الى تثقيف اعضائها بدورات تثقيفية يقوم بها اناس ذات اختصاصات في العلوم التنظيمية والاقتصادية والاجتماعية لكي يستطيعوا من تنظيم شعبنا على الاسس العلمية ورفع من معاناة شعبنا الثقافية والاقتصادية والسياسية.

   الحركة السياسية سواء في  داخل الوطن او خارجه لا تعمل على تقوية وحماية الجمعيات الثقافية والاجتماعية والفنية باتجاه قضيتنا القومية الوطنية ، ولكنها تعمل عكس هذا حيث انها تحاول دوماً للسيطرة على هذه المؤسسات بحيث يؤدي ذلك الى ابتعاد الشخصيات المهنية والفكرية عن هذه المؤسسات واخيراً فشل هذه المؤسسات وتوقف اعمالها الثقافية القومية الوطنية وانحصار عملها على اشخاص ليس من اختصاصاتهم المهنية لتطوير وحماية ثقافتنا القومية الوطنية. وهذا هو في الحقيقة نتيجة انعدام الثقافة القومية الوطنية بين اعضاء هذه الاحزاب وعدم ادراكهم لاهمية هذه المؤسسات التي هي نواة عمل هذه الاحزاب من اجل استمرار شعبنا في الحصول على المكاسب القومية الوطنية وحماية وجوده على ارضه التاريخية  وتطوير ثقافته القومية الوطنية في بلاده بيث نهرين.

   الاعلام الحزبي يفتقر بكل معنى الكلمة بان يعكس حاجات شعبنا ومطاليبه اليومية والمستقبلية ولم يستطع هذا الاعلام من ربط هذه الحاجات والطموحات بوجودنا القومي في الوطن وثقافتنا القومية الوطنية ولكنه كان عاملاً مساعداً لهجرة الكثير من الكوادر المثقفة والمتمكنة واحياناً كان سبباً في هجرة هذه الكوادر عن وطنها بيث نهرين.
الاعلام الحزبي لم يستطع من تحرير نفسه من التفكير القديم لكي يستطيع من نقد الاخطاء في منظمته والدفاع لفكر وايديولوجية الحزب وابتعد يوماً بعد آخر عن ثقافتنا القومية الوطنية، وبهذه الطريقة اصبحت ثقافة هذا الحزب او التنظيم ثقافة محلية وطائفية او تعود الى مجموعة متسلطة في التنظيم او لجهة خارجية، لهذه الاسباب انها لم تستطع من خدمة المفهوم التكاملي للامة ولم تستطع من خلق اي بصيص للامل لشعبنا من اجل نيل حقوقه الشرعية في بلاده بيث نهرين لكي يستطيع من حماية ثقافته القومية الوطنية وتطوير حضارته ليواكب حضارة عالمنا المتمدن.