الاشــــوريـــون
قرأت هذا الموضوع في مجلة (( الراعي الصالح )) وهي مجلة دينية ، اجتماعية، ثقافية تصدر اول كل شهر عن كنيسة مار الياس العربية في شـيـكاغــو. هذا العدد كان الثامن.....ايلول 1996
الموضوع/ بقلم الأستاذ سـعد الســعـدي
الآشوريون ::
قوم ساميون انشأوا احدى الأمبراطوريات القديمة ووحدوا منطقة الهلال الخصيب لتُصبح تحت سيطرتهم لفترات متقطعة بدءا من القرن 14 ق م . عاصمتهم وِالههم اشور ثم نينوى. ومن اشهر ملوكهم تغلاث بلاصر في القرن 12ق.م. وسرجون الثاني في القرن 8 ق.م. واشور بانيبال في القرن 7 ق.م. قضى التحالف الميدى البابلي على دولتهم بسقوط نينوى سنة 602 ق.م. ويُطلق اسم الآشوريين حاليا على احفاد الحضارة الرافدية بتسمياتها الثلاثة اشورية والبابلية والكلدانية الذي تتوزعهم طوائف مسيحية تحمل اسماء مختلفة اهمها : السريان والكلدان والنساطرة وجميع اولئك ينطقون جزئيا او كليا بالسريانية ويستخدمونها في ليتورجيات كنائسهم وتطلق بشكل خاص على الذين تضمهم كنيسة الشرق الآشورية والكنيسة الرسولية الجاثيليقية القديمة .ويشمل اسم سورياي بلغتهم جميع طوائفهم، وهو اسم يرتبط حسب اغلب المختصين باسم سوريا المنسوبة الى اشور . تميز الآشوريون اتباع كنيسة الشرق القديمة عن غيرهم من مسيحي الشرق وشابهوا الموارنة في المحافظة على كيان ذي وزن سياسي لعب دورا مهما في تاريخ المنطة وتجاوزه الى الشرق الأقصى ، الصين، الهند، منغوليا،حيث وصلت بعثات كنيستهم التبشيرية فنشرت المسيحية والسريانية وابجديتها بين هذه الشعوب ولعبت دورا سياسيا مهما في القرن 13 اثناء غزوا المغول للمنطقة عبر الجاثليق.. يهبالاها .. الثالث التركي المغولي الأصل، ورحلة الربان برصوما الى روما وفنسا وانكلترا سفيرا للخان ارغون بغرض توحيد الصف المسيحي ضد المسلمين بعد ان خسر الصليبيون القدس امام جيوش صلاح الدين .دوّن برصوما اخبار الرحلة ومازالت محفوظة بالسريانية وسبق لهم ان قاموا بدور حيوي في خدمة الخلافة الأموية والعباسية عبر ترجمة العلم اليوناني الى العربية وعبر علماء كلية جنديسابور الطبية قاموا بدور الأطباء الخاصين للخلفاء والولاة . خضعوا في العصر العثماني لنظام الملة الذي اصبح البطريرك بمقتضاة ذا سلطة زمنية ودينية
ومنذ عام 1480 م اتبعوا نظاما وراثيا يرث فيه المنصب البطريركي ابن اخي البطريرك المتوفي،
واستمر هذا النظام حتى اغتيال البطريرك شمعن ايشاي في 6 تشرين الثاني 1975م في مقره بكليفورنيا في عام 1828م هاجر الاف منهم الى ارمينيا وروسيا نتيجة الأضطهاد العثماني .
وفي عام 1915م تحالفوا مع روسيا ضد العثمانيين ثم مع الأنكليز بعد تخلي الروس عنهم اثر ثورة 1917م الشيوعية .قتل قائدهم البطريرك مار شمعون بنيامين غيلة على يد القائد الكردي سيمكو وتعرضوا لخسارة قرابة ثلثي عددهم وفقد موطنهم في حيكاري من تركيا وهجرة اعداد كبيرة سيرا على الأقدام غالبا الى روسيا حيث تقوم الآن جالية منهم. وعدهم الأنكليز وعودا مراوغة باقامة وطن قومي لهم في ولاية الموصل حيث اطلال نينوى واشور واستفادوا منهم سياسيا وعسكريا في تحقيق اغراضهم بضم الموصل الى العراق بغرض استثمار نفطها لصالح بريطانيا .
في عام 1933م قامت ثورة اشورية في الموصل اسفرت عن مذابح قام بها الجيش العراقي في قراهم، وهجرة اعداد كبيرة منهم الى منطقة الجزيرة من سوريا ويقدر عدد المهاجرين حاليا باعداد تفوق عدد المقيمين في الوطن. اهم المهاجر الولايات المتحدة الأمريكية لهم عدد من النوادي والمنظمات السياسية والأتحادات في المهجر ، وفي العراق منظة زوعا ( وهي الحركة الديمقراطية الآشورية ) شاركت الأكراد في الشمال قتالهم ضد السلطة وحصلت على مكاسب في الحكومة الفيدالية الكردية فقد حصلت على خمسة مقاعد من اصل 105 مقاعد في البرلمان عند تاسيسه في 19 ايار 1972 . ينقسم الآشوريون الى عشائر كبرى هي جلو وباز ودي وتخوما وتياري . يصفهم القوميون العرب بانهم شرفينيون . اما الأصوليون المسلمون فيقولون الآشوريون ينتسبون الى عرق غير عربي عرف قبل الأسلام حيث قامت دولتهم في ارض الفرات (( العراق )) ويقرر الموضوعيون منهم ان السلطات العراقية رفضت مطلبهم في حكم ذاتي وعاملت المتمردين منهم بقساوة شديدة.
