المحرر موضوع: يوم تعيس في حياتي لكي لاننسى جرائمهم  (زيارة 1547 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل حكمت شناوه السليم

  • عضو فعال
  • **
  • مشاركة: 65
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
يوم تعيس في حياتي
 لكي لاننسى جرائمهم
في امسية  جمعتني مع ابنائي واحفادي  تناولنا فيها شتى المواضيع وان غلبت عليها الأحداث السياسية وخاصة نحن  على ابواب احتفالية ثورة 14 من تموز الخالدة,  التفت نحو ي احدهم  سائلآ  ماهو اتعس يوم  مر عليك  وقد قاربت الرابعة والسبعين من عمرك؟
الأيام كثيرة اما اتعس يوم في حياتي وقد فاق جميع المآسي التي مرت علينا بعد جريمة  البعث واعوانه  باسقاط النظام الجمهوري  والجرائم التي ارتكبت بعد سيطرة  مجرمي  البعث  واعتقالي  من قبلهم حيث كنت  من الناشطين في  انتخابات الدوره الثانية  في  القائمة المهنية لنقابة المعلمين  بالرغم  لم اتجاوز الثانية والعشرين من عمري كانوا يحملون الحقدالأسود ضدي , لقد مررت في جميع مسالخ حرسهم  القومي , لا اريد الكتابة  عن جميع  اساليبهم  البشعة في التعذيب  فقد تناولها الكثير من  الذين مروا  بلجانهم التحقيقية بل تناول هذه الأساليب من كانوا من البعثيين  امثال هانئ الفكيكي والسعدي وطالب شبيب  ومانشره المناضل  توفيق جاني الناشء  وابتسام نعيم الرومي  في كتابها الموسوم (طوارق الظلام) وما نشرته المناضلة  ثمينة ناجي  في كتابها ( سلام عادل  سيرة مناضل ) وغيرهم 
  انني  اتذكر اتعس يومى في حياتي ولازال لايبارح  رؤيتي :
 بعد خروجي  من سجن نقرة السلما ن  صدرت قراراتهم باعادة مسحوبي اليد الى التعليم ثانية  فأ لتحقت  الى  مدرسة  الأبله  الأبتدائية  للبنين الواقعة في محلة الهادي في مدينتي البصره كمعلمم للأجتماعيات   للصف السادس.  في يوم من االأيام( لا اتذكر التأريخ بالضيط) وقفت سيارة بيضاء امام المدرسة  ونزل منها اثنان بلباسهم   الزيتوني   ودخلوا الى ادارة المدرسه  وبعد فتره قصيرة جاء فراش المدرسة  يطلبني  الى  الأداره, طلبوا مني  الصعود الى السياره ومرافقتهم اطعت امرهم  وانطلقت بنا السيارةبعد فترة قصيرة توقفت امام مبنى مديرية امن المعقل انزلوني منها   وادخلوني  الى غرفة  صغيرة  جرداء من جميع الأثاث ما عدا  كرسي واحد وخرجوا
, بعد  لحظة   دخل  احدهم  ينادونه سيدي  فهمت بانه يحمل رتبة عسكرية  معينه   القى علي  محاضرة  عن حزب البعث   ونضاله  وانهم يريدون الأستفادة من كل المواطنين  بما فيهم  من اساء وقاوم  الثوره  ثم اضاف بنبرة حاده  (بانك لا زلت ترفض الأنضمام لحزب البعث  او الصف الوطني  و تدعي   لا  توجد  لك علاقة مع اي حزب سياسي ) فأجبته  بالأجاب  و عندما رفضت طلبه  ناولني ورقة  طلب مني التوقيع على ماجاء فيها  قائلآ بان هذا تعهد  بانك لم ولن تعمل  مع اي حزب سياسي  وتتعهد بان تبقى مخلصآ  لحكومة الثوره   وعندما   رفضت,   فوجئت بشاب لا يتجاوز الثالثة عشر من عمره  يدخل وبيدة لوحة  طويله مربوط بها  حبل  من الطرفين   ذهلت عندما  نظرت في وجهه   وتذكرت انه( احمد )احد طلابي  في الصف السادس في السنة الماضية  ثم طلب مني خلع احذيتي وطلب من احمد طالبي ان يربط الفلقه  على رجلي ويبدء العمل   نفذ  احمد ما  طلب منه   فصرخت  به انه طالبى كيف تسمحون لتلميذ  يعذب  معلمه الا يوجد لديكم غيره  يقوم بالمهمه  ضحك الضابط  قائلآ نعم نحن نعلم ذلك جيدآ بأنه احد تلامذتك  ولذا اتينا به  ليقوم بالعملية  أذلالا  لكم  لأنكم  لاتستحقون  الأحترام والحياة , استمر تلميذي  يؤدي واجبه   بالضر ب على قدميي المربوطتين على الفلقه   وانا اصرخ من شدة الألم .
 هذا المنظر  تلميذ  يعذب معلمه لم يفارقني  طيلة  سنواتي الماضية  ولايزال  يلازمي   عندما اذكر جرائمهم  التي  تجاوزت  كل القيم الأنسانية وسيبقى  اتعس يوم  في حياتي  الذي  فاق جميع  اساليب التعذيب والحرمان التي مررنا بها
 
حكمت شناوة السليم
لايبزك- المانيا