بيان من الحزب الآشوري الديمقراطي
بمناسبة الذكرى الثانية و السبعين لعيد الشهيد الآشوري
. أيتها الجماهير الآشورية العظيمة. . .
يطل علينا السابع من آب ملوّحاً في الأفق البعيد برايات الخلود و الشموخ التي
ظلت ترفرف في ذاكرتنا صوتاً صارخاً بالحقيقة الحمراء , حاملاً بين خلجاته
صوراً منيرةً لشهداء شعبنا الذين داسوا بعظمتهم على أشواك الحقد و الضغينة
و حطموا بكبريائهم جبروت الموت و لوّنوا بدمائهم الطاهرة دروب الحرية لندرك
. نحن من نكون
في مثل هذا اليوم و قبل اثنين و سبعين عاماً آثرتِ البربرية و الهمجية أن
تترك بصماتها الملوثة على صفحات التاريخ البشري مسجِّلة أبشع جريمة بحق شعب
عظيم لا ذنب له سوى تطلعه للحرية , شعب عظيم كان هاجسه منذ البدء رفد البشرية
بالمعرفة و النور, شعب تأصلت جذوره بكل محبة في تراب الرافدين و نهلت من
مياهه روح الحياة , فانطلق في مسيرته ليضيء العالم بأشعة حضارته التي ما
. عرفت الأفول يوماً
. أيتها الجماهير الآشورية العظيمة . .
!
يطلّ علينا عيد الشهيد الآشوري , و العراق ما زال رازحاً تحت قيود الاحتلال
الأنكلو- أمريكي , و ترابه المقدّس يئن تحت وطأة القيود التي كبَّلته بأحقادها
الصدئة فأفرزت ما أفرزت من انفلات الأوضاع الأمنية في كل بقعة منه لتحصد
آلة الموت كل يوم مزيدا من أرواح أبنائه الطاهرة , و ما أشبه اليوم بالأمس
. كأن سيميل قدر عراقي الملامح يعيد نفسه كل يوم بأثواب قاتمة السواد
و يستمر مسلسل المؤامرات و المكائد على مقدرات العراق . . . و تمتد الأيادي
السوداء لتفرّق بين أبناء شعبنا بمختلف طوائفه و لتزرع بذور الشقاق و الفرقة
بينه لتنفيذ ما خططت له من سنين محاولةً أن تمحو كل حقوقه في أرض أجداده
و لتقصيه عن مكانه الذي يستحقه في الدستور العراقي المنتظر كشعب أصيل في
. العراق
كما يستمر البعض في عبثهم بمقدساتنا و ثوابتنا القومية دون رادع من خلق أو
وازع من ضمير جاهدين في تزييف التاريخ و تشويه وجهه الناصع , كما يستمر البعض
في صراع التسميات البغيض بعيداً عن الاسم الآشوري الذي ظل يمثلنا و يعبّر
عن هويتنا وإرثنا على مرّ الدهور , هذا الصراع ال! ذي استهلك الكثير من مقدّرات
شعبنا في ظروف كنا أحوج فيها إلى الوحد ة و الالتحام من أجل ترسيخ حقوقنا
. في المرحلة الحاسمة القادمة من تاريخ العراق الحديث
و كان للحزب الآشوري الديمقراطي الفضل في إطلاق أول مبادرة جدية وحدوية في
هذه المرحلة الحرجة في توجيه الدعوة لكافة التنظيمات و القوى السياسية الفاعلة
في الوطن و المهجر لعقد أول مؤتمر آشوري عام في مطلع هذا الشهر لتوحيد وجهات
النظر و تقريبها و رص الصفوف و صهر المطالب في صوت آشوري صارخ يثبت وجودنا
. و حقوقنا في أرض الوطن
. أيتها الجماهير الآشورية . .
يصادف هذا اليوم ولادة فكر آشوري جديد الملامح تمثل بتأسيس الحزب الآشوري
الديمقراطي الذي ظل الماضي و الحاضر و المستقبل الآشوري هاجسه الأول و الأخير
و استمر في عطائه اللامحدود في سبيل خدمة القضية الآشورية ,و بهذه المناسبة
نتمنى كل خير للأخوة في الحزب الآشوري الديمقراطي في الوطن و المهجر, و
ندعوهم لبذل كل غال في سبيل قضيتنا العادلة و السعي الدائم للنهوض بمجتمعنا
. الآشوري و الارتقاء به إلى المكانة التي يستحقها
و بمناسبة الذكرى الثانية و السبعين لعيد الشهيد الآشوري , نرفع ا! لصلوات لأجل
أرواح شهدائنا البررة الذين سفكت دمائهم بكل بربرية على مذبح الحرية فكانوا
قربانا لخلاصنا , كما تنحني هاماتنا إجلالاً و خشوعا أمام ذكرى استشهادهم
التي تظل صارخة في أعماقنا و جرحا عصياً على الاندمال , و نعاهدهم بالسير
على نهجهم و الاقتداء بتضحياتهم لإحقاق حقوقنا في أرض العراق, كما نجدد الدعوة
لجميع القوى و التنظيمات السياسية الآشورية في الوطن و المهجر لمزيد من الوحدة
و الوعي القومي السياسي قبل فوات الأوان و ندعوها إلى مزيد من العمل القومي
. المخلص لأجل شعبنا الآشوري العظيم
. عاش العراق حراً موحداً
. عاشت القضية الآشورية
. و المجد و الخلود لشهدائنا الأبرار
آ 3 /5/6755 الوطن في
م 3 /8/ 2005 المصادف
الحزب الآشوري الديمقراطي
اللجنة المركزية
