المحرر موضوع: الدكتور شاكر حنيش يزور مسقط رأسه (تلكيف) بعد أربعين عاماً  (زيارة 1992 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل علاء كنـــه

  • عضو فعال
  • **
  • مشاركة: 33
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
الدكتور شاكر حنيش يزور مسقط رأسه (تلكيف) بعد أربعين عاماً




  أبدأ مقابلتي هذه بأبيات من الحنين إلي الوطن  ذكرت  في شعر الجواهري إذ قال فـي قصيـدة ((أطياف و أشباح)):
 سَهِرْتُ وَ طَالَ شَوْقي لِلْعَـراقِ وَ هَـلْ يَدْنُـو بعيدٌ بِـاشْتِيَــاقِ
وَ مَـا لَيْلـي هُنَــا أَرَقٌٌ لَـدِيْغٌ وَ لَا لَيْلي هُنَـاكَ بِسِحْــرٍ راقِ
وَ لَكـنْ تُربَـةٌ تَجْفُـو و تَحْنُـو كَمَــا حَنَتِ المَعَاطِـنُ لِلنّيَــاقِ  
فالوطن جزء غال من الشخص ومسرح احداث حياته بمراحلها المختلفة وحياة اجداده وعبر عن ذلك ابن الرومي حين قال:
        وتستعذب الأرض التي لا هوى بها                    ولا ماؤها عذب ولكنها وطن
    حيث إلتقيت قبل أيام بزميلي في الجامعة الأستاذ الدكتور شاكر حنيش (أستاذ العلوم السياسية ) ورئيس برنامجها في جامعة (National University) في ولاية كاليفورنيا/ الولايات المتحدة الأمريكية، والتي تعتبر ثاني أكبر جامعة خاصة غير ربحية في ولاية كاليفورنيا، والذي عاد مؤخراً من زيارة الى أرض الوطن (العراق) لإول مرة بعد أكثر من ثلاثين عاماً الذي تركه مكرهاً في بداية عقد الثمانيات. حيث زار محافظة أربيل ودهوك ومسقط رأسه (تلكيف) الحبيبة في محافظة نينوى، حيث كان قد غادرها بعد أن أنهى فيها دراسته المتوسطة في عام (1971).
وكنت متلهفاً ليوم رجوعه الى كاليفورنيا ومقابلته حيث تبادلنا أطراف الحديث عن زيارته لأحدى بلدات شعبنا في سهل نينوى. ويقول الدكتور شاكر أنه رغم ظروف العراق العصيبة والأحباط الناتج عن الوضع غير الطبيعي في العراق والأخبار التي تزيد الوضع تعقيداُ لم أستطع أن أنتظر أكثر ومقاومة الشوق والحنين الى الوطن حيث لهذه الكلمة رنينها في عقلي حيث أتذكر الأيام الخوالي فعبرت الى العراق عبر بوابة كردستان الشامخة ونزلت ضيفاً في مدينة (عينكاوة) والتي زرتها مرة واحدة فقط في منتصف السبعينيات. ويضيف الدكتور قائلاً أنه تفاجأ من الحركة الغير طبيعية  للعمران من بناء وتوسع والذي كان واضحاً توجه الحكومة الإقليمية  في كردستان على أضفاء الطابع الحضاري والمدني لها والمحافظة عليه، والذي كان له الأثر الكبير في بقاء الكثير من أبناء شعبنا في هذه المدينة العزيزة.
       كان الدكتور شاكر قلقاً بشكل كبير قبل سفره من عدم إستقرار الوضع الأمني، لكنه لاحظ خلال زيارته تعايش الجميع بشكل ملفت للنظر بالرغم من إختلاف قومياتهم ومذاهبهم الدينية وهذا يبرهن الترابط والآخوة بين العراقيين على مر الدهور. ويعزي الدكتور السبب أيضاً في إستقرار البلدة وأستتباب الأمن فيها الى تواجد القوى الكردستانية وحرصها على تطبيق النظام حيث هم المسؤوليين الحقيقين للأمن فيها. وكانت سعادته الكبيرة بزيارته لبلدته الحبيبة تلكيف والتي تركت مشاعر جياشة في قلبه حيث يقول أنه لم يتمالك دموعه عندما زار البيت الذي نشأ وترعرع فيه حيث تسكنه الأن عائلة عراقية نازحة من الموصل بعد الحملة الشعواء على المسيحيين فيها وأضطهادهم. وأضاف الدكتور أن الفترة التي قضاها في تلكيف والتي لاتتجاوز الثلاثة أيام كانت كالحلم الجميل الذي مر بسرعة خاطفة ويتمنى ان يتكرر مرة أخرى. ويقول ان تلكيف القديمة لم تتغير حيث تم ترميم الكثير من البيوت القديمة فيها. والذي أثار أعجابه أيضاً هي تلكيف الجديدة والتي تقع خارج نطاق الطريق العام الذي كان يحيط بتلكيف، حيث أغلب الدور جديدة وواسعة والكثير منها مبني على الطابع العصري مقارنة ببيوت تلكيف القديمة. وزار أيضاً كل المدارس التي درس فيها وتتلمذ على خيرة أساتذتها، ومن ضمنها (روضة الراهبات) و(إبتدائية تلكيف الأولى) والثانية (عرفان) والثانوية (مار يوسف). كما لاحظ وجود الكثير من معامل تصنيع الراشي وتصفية الحبوب وخزنها والسوق الناشطة فيها.    
وكان الدكتور شاكر مسروراً للغاية بزيارتة لأول مرة مدينة دهوك وقام بزيارة خاصة الى (جامعة دهوك)، حيث التقى برئيس وبعض أساتذة الجامعة، والذين وجهوا له دعوة للتدريس في الصيف القادم لمادة في العلوم السياسية. وقد كان الدكتور شاكر سعيداً بطلب الجامعة وأنه ينتظر حلول الصيف القادم على أحر من الجمر حيث سيكون هناك الكثير من طلبته من هذه البلدات  الكلدوأشورية وبذلك سيتحقق حلمه الذي طالما حلم به وهو تدريس طلبه عراقيين من أهله  ووطنه، إضافة الى انها ستكون فرصة له ليقضي فترة أطول في تلكيف والبلدات الأخرى كألقوش وتلسقف وباطنايا وباقوفه وغيرها.  
كما كان الدكتور شاكر مسروراً للغاية بمروره في بلدات وقرى قسم منها لم يرها من قبل حيث زار القوش (حيث زار الدير الأعلى والأسفل فيها) وباقوفه وتلسقف والشَرَفية (والتي شاهدهم لأول مرة في حياته) وكذلك بلدة باطنايا وبرطلة وكرمليس وغيرها من البلدات الأخرى.
وأخيراً يأمل الدكتور باقامة ندوة عن زيارته للوطن يعرض فيها بعض السلايدات ولقطات الفيديو التي التقطها خلال زيارته الى أرض الوطن والى تلكيف العزيزة،  ومن هنا أقول لتلكيف هاهو أبنك البار قد رجع عرفاناً بالوعد ولم ينساك حيث كنت دائماً قريبة من القلب.  وأتمنى أن أكون أحد الحاضرين في ندوته هذه متمنياً للدكتور كل الموفقية والنجاح.

                                                                                                       د. علاء كنـــه
                                                                                                    سان دياكو/كاليفورنيا