المحرر موضوع: سهل نينوى أرض خصبة بحاجة الى اسوار  (زيارة 991 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل جــلال برنو

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 158
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
سهل نينوى أرض خصبة بحاجة الى اسوار

بقلم: جلال برنو
jbarno56@hotmail.com     

لا أعتقد بأن هناك مثقفاً لا يصدق بأن أبناء شعبي بكل مسمياته كلداني آشوري سرياني لايعترف بأن هذا الشعب هو الوريث الشرعي لأرض ما بين النهرين وأن غيرها من الأقوام التي تتقاسم العيش على هذه الأرض ما هم الا غزاة عبروا الحدود بعد سقوط نينوى وبابل . وكم من الغزاة رحموا السكان الأصليين ومنحوهم حقوقاً وامتيازات تعويضاً لما حل بهم من قتل وتشريد واستيلاء الأرض ونهب خيرات الوطن الذي غزوهُ ، والمثال على ذلك ما حصل للسكان الأصليون في أمريكا الشمالية فأعفوا من الضرائب ومنحوا حق العمل حيثما يشاؤا في الولايات المتحدة أو في كندا حتى استحدثت الأخيرة في عام 1999 أقليماً خاصاً بهم يُطلق عليه أقليم نونوفيت وتبلغ مساحتهُ حوالي مليونا كيلومتر مربع و يبلغ عدد سكانهِ 33,000  نسمة فقط معظمهم من قبائل الأنوِت ويتكلمون لغتهم الأصلية بجانب الأنكليزية والفرنسية وأسم نونوفيت يعني " أرضنا"، ليعيش فيه من يشاء من أبناء السكان الأصليون وليمارسوا عاداتهم وتقاليدهم وطقوسهم بحرية تامة .. فهل يرعوي سياسيو وحكام العراق الغرباء حقيقة أن للورثة الشرعيون الحق في العيش أسوة بهم ؟
لقد بات من الواضح جداً عدم جدوى الأعتماد على الحكومة العراقية في حماية هدا الشعب المغلوب على أمره، سواء كان ذلك تقصيراً بحق هذا الشعب أم عدم قدرتها على القيام بذلك ، كما  ثبت بالأدلة والبراهين عدم قدرة أو بلأحرى عدم رغبة حكومة الولايات المتحدة في توفير الأمن لأبناء شعبنا وأبناء القوميات الصغيرة الأخرى ، متناسين قوانيين وتشريعات الأمم المتحدة بخصوص حماية الأقليات العرقية أو ربما لأن هذا الأمر غير موجود ضمن أجندتها. أما الاعتماد على الكنيسة الوطنية أو تلك التي في أوروبا والتي تبعناها ولا زلنا نتبعها بكل اخلاص فلا يستحق الذكر ... ببساطة لأنها " شاطرة " بالصلاة من أجل الأرهابيون أن يهديهم الله وان أبعد ما يمكن أن يفعلوه هو الشجب والأستنكار وهذا طريقه الى التبخر سهل وسريع ومصيره ُ في سلة المهملات بعد زمن قصير ... وأرجو المعذرة من القاريء الكريم والعفو والمغفرة من الجالس سعيداً على كرسي روما اذا كنت قد أسأت التعبير ....
والآن عزيزي القاريء ما العمل وشعبنا يُذبح و كنائسنا تفجر  والفاعل دائماً مجهول ...  والنتيجة الهجرة متواصلة وربما سيصبح  مصيرنا كمصير الجالية اليهودية في العراق واذا كان البعض من يهود العراق في العالم يأسف على ما فقده في العراق من مال او عقار أو قبور ويَعُد تلك مصيبة فيا ويلاه !!! كم ستكون مصيبتنا أعظم اذا ما فرغ العراق من سكانه الأصليون أصحاب تاريخ موغل في القدم وحضارة عظيمة وكنائس وأديرة عتيقة ؟
والآن أليس من حقنا أن يكون لنا أرضاً  لنعيش فيها آمنين نمارس على أديمها عاداتنا وتقاليدنا وطقوسنا ونجدد تراثنا وارثنا القومي فتكون مركزاً للأشعاع الثقافي والديني، اذ حتماً سنقيم جامعات راقية ، أوَ لسنا أصحاب جامعتي الرها ونصيبين ؟ ومن حقنا أيضاً أن نتجول في طرقاتها ونحرث الأرض ونحتسي من منتجات الكرمة دون رقيب وممانع وأن يخرجن الصبايا الى المروج  كاشفات رؤوسهن ، سافرات لا تلاحقهم الشرطة الدينية أو الأخلاقية كما الصبايا في تنورين و حصرون في جبال لبنان . أليس من حقنا أن نقيم محافظة أوأقليماً أو حكماً ذاتياً  في سهل نينوى الخصب يختار العيش فيه من يشاء من أبناء شعبنا فيكون مأواً له ولغيره  في المحافظات العراقية الأخرى  يلجأ اليه في زمن المحن والشدائد التي طالت وما زالت تطال و تعصف  بالعديد من أبناء شعبنا وما أكثرها .
كيف ومتى وعلى من تقع مسؤولية هذا المشروع المصيري ؟ سؤال وجيه تصعب الأجابة عليه ولكن يجب البحث عن الجواب لأن المسألة خطيرة  وخطييرة جداً ولا تحمتل التأجيل ... وفي رأي المتواضع سوف يكتمل المشروع بالحاح أبناء شعبنا في الداخل وفي أرض الشتات على أهمية توحيد الخطاب ومن ثم المطالبة قولاً وفعلاً  بمثل هذا المشروع الأستراتيجي والذي يخص أمننا القومي وذلك بدفع قادتنا السياسيون والمستقلين ورؤساء الكنائس وتحميلهم معاناة ومآسي شعبنا لأنهم بالتأكيد يعتبرون أنفسهم رعاة ، وكما يقول مسيحنا له المجد " الراعي الصالح يبذل حياته فدى خرافه " ( أنجيل يوحنا 10/11) ، انهم مطالبون بطرح المسألة أمام المسؤولين في الأمم المتحدة وبلدان الأتحاد الأوروبي لتتولى قوة من أصحاب القبعات الزرقاء مهمة اقامة أسوار تحيط بهده المحافظة العتيدة علنا نقتنع بصحة المثل القائل "ما ضاع حق وراءهُ مطالب "