المحرر موضوع: الشبيبة ومرحلة التغيير..  (زيارة 627 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل هنري سـركيس

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 976
    • مشاهدة الملف الشخصي
الشبيبة ومرحلة التغيير..
« في: 13:04 06/09/2011 »
الشبيبة ومرحلة التغيير..
يقول جان جاك روسو(الناس الذين يعرفون القليل يتحدثون كثيراً،أما الذين يعرفون الكثير لا يتحدثون إلا قليلاً.)
كيف تغير هذه النخبة الشبابية واقعها.؟ هل يكون من الصغير الى الكبير، أم من الكبير الى الصغير..؟ بمعنى هل يجب أن تبدأ بالتغييرمن الأنسان المتواضع وتمضي به الى الأنسان المستعلي والمنافق.؟ أم يجب أن تبدأ بالتغيير من واقع الأنسان المستعلي المنافق، وتمضي به الى الأنسان المتواضع.؟ اذن على هذه الفئة الشبابية، أن تعمل على كلا الحالتين، وهي قد تكون مطلوبة في تغيير الواقع.. وذلك اذا أرادت فعلا تحقيق طفرة نوعية للتغيير والشروع بعملية الاصلاح السياسي والاجتماعي والثقافي، بكل ما تحمله هذه المفردات من معنى ومغزى.
كثيرة هي القناعات التي ترغب وتؤمن بعملية التغيير من الانسان المتواضع في الفترة الراهنة. فيجب أن يبدأ ذلك الأنسان بتغيير سلوكه ومعرفة حقوقه. والا فاذا قمنا بالتغيير من المستعلي والمنافق، ثم جئنا بأناس اخرون وكانوا في مثل سلوكيات السابقين، فلن يحدث أي شيء في ظل أستمرار ذلك الانسان في حال عدم الوعي الذي يمر به. وبالتالي سوف تظل العملية الاصلاحية على نفس وتيرتها بدون حدوث أي تغيير، حتى ولو كانوا هؤلاء المستعلين الجدد على أخلاق وثقافة شبه كاملة..
يجب على المتواضعين الصامتين من هذه النخبة الشبابية أن يخرجوا من صمتهم، وأن يدافعوا عن حقوقهم في التعبير والمناقشة، واستحقاقاتهم، ولا يجب ان ينتظروا من احد بان يملىء عليهم ما يريد..
ان التغيير في أي عمل أو نهج، يتطلب من هذه النخبة الشبابية، الحقيقة مع النفس اولا، ونكران الذات ثانيا، والشفافية والصراحة والعمل الدوؤب والمثابرة، لتفعيل نشاطها التغييري نحو الاهداف المرجوة، والتي انطلقت من اجلها.. وهذه الفئة لابد ان تخرج وتقدم ما في جعبتها المدفون من افكار وعطاء والبوح بها، ومن ثم كسر قيود الانتهازية. ووضع المصلحة العامة فوق كل الاعتبارات، وان تبذل جهود وامكانيات حثيثة من اجل مواصلة عملها التغييري والاصلاحي..
وعلى هذه الشبيبة نبذ العمل المتسلط المغلق والشمولي عند بعض النفوس المريضة، ولا يمكن الاتكال عليه في مسيرة اي نشاط مهما كان مضمونه ومستواه. ان تفاعل كل هذه الامكانيات النخبوية الشبابية، والاتفاق على مبدأ المشاركة الايجابية المفعمة بانشطة وافكار المجموعة، والتي تشارك الرأي وتتفق على الحد الادنى في حل جميع القضايا المصيرية. وبالتالي الابتعاد عما يعكر صفوة الاجواء والنقاش، وفك القيود المكبلة بسلاسل التسلط الفردية، والتي أصبحت اليوم من مخلفات الجهل وافرازات الماضي الاليم. فهم اليوم اي الشبيبة ،امام اختبار صعب بعض الشيء، في ظل التطورات والاحداث التي يشهدها الشرق الاوسط، بشكل عام ووطننا بشكل خاص. وعليهم  ان يدركوا ويتفهموا ما هو قادم وما ينتظرهم للمرحلة القادمة..
ان طاقات هذه النخبة الشبابية، سوف تلعب دورها على جميع الاصعدة، والتي بامكانها ان تتبؤء مناصب قيادية غابت عنها لسنوات، جراء الظلم والاقصاء والتهميش والتبعية وسيطرة العشائرية ومن ثم بمقدورها ان تصل الى تلك المواقع التي اصابها الخلل والتعفن في زمن كانت الدكتاتورية ولا زالت تسيطر بكل قوة على مجمل مرافق الحياة السياسية..
وعليه لابد ان ندرك، أن التغيير والاصلاح يجب، ان يبدأ من داخل مواقع العمل،وليس استيراده من بازارات خارجية بعملات صعبة، وان تلك اي الطاقات المستوردة على حساب العشائرية والتبعية، لا يمكن الاتكال عليها، ولا يمكن أن تؤثر في بيئتنا لمدة طويلة، بالعكس سوف يتلاشى دورها حينما تتحرك تلك الطاقات الوليدة وتشق طريقها للاتعبر عن ذاتها  ونهجها وحركتها في تنشيط  العمل في شتى الميادين.
وان نشجع وندعم تلك المواهب والطاقات، لمواصلة مسيرتها من دون كلل وملل، على ابراز نفسها وفرضها على الساحة بكل قوة، وعرض امكانياتها بكل ما تحمله من معاني وتفسيرات، كي تخدم مسيرة العمل، في المرحلة الجديدة والقادمة. وواجب على الجميع دحر واجتثاث مصطلح الفردية والغطرسة العمياء، والوقوف بوجه كل المؤمرات التي تحاك هنا وهناك من وراء الكواليس..
وهذه الطاقات الشبابية التي نحن بصددها ، عليها بان تكون واعية ومدركة لحلحلة ومناقشة جميع المواضيع والقضايا التي تمس مصير قضيتنا القومية.وبالتالي تستطيع بان ترسم ملامح التجديد لمستقبل امتنا..
لذا فان العناء والشقاء سوف يستمر في صفوف هذه الفئة الشبابية التحررية على هذا الاساس. وحين نقول التحررية نقصد به، بان تتحر هذه النخبة، من جميع القيود المفروضة والتي قد تفرض. وان تحاول قدر الامكان الابتعاد عن اي احباط نفسي او شكلي، قد تصطدم في طريقها بحواجز متروكة صنعها الغير من اجل ابقاء الوضع كما كان عليه.
فان هذه المرحلة الحساسة، على النخبة بان تقف بكل اصرار وحزم، وان ترفع صوتها عاليا كالثورات التي عصفت بظلالها منطقتنا، الان ولا تزال، نيرانها ملتهبة على جميع الاتجاهات، ونحن ضمن احد هذه الاتجاهات.
واخيرا لا بد بان نضع الامل بهذه الطاقات الشبابية من اجل تعزيز الانتصار، وان يكون هدفها الاول هو بان لا تسمح للياس ان يعشعش داخل قلوبها، وان يقفوا سدا منيعا امامه، محاوليين هزمه بكل قوة. وان يكون التفاؤل قائما في مسيرتهم ومبتسما لمستقبلهم. والسلام
هنري سركيس