المحرر موضوع: اصوات لا يهمها انقراض شعبنا!  (زيارة 1739 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل تيري بطرس

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1326
  • الجنس: ذكر
  • الضربة التي لا تقتلك تقويك
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
اصوات لا يهمها  انقراض شعبنا!




تيري بطرس
bebedematy@web.de

شخصيا كنت ولا ازال من انصار الحكم الذاتي لشعبنا مع الاخوة الازيدية والشبك لاسباب شرحتها مرارا ، وكذلك لتداخل مناطقنا والاشتراك في المعاناة ومن المظالم التاريخية. بالنسبة لشعبنا فله امتداد واسع في محافظة دهوك وبعض مناطق اربيل ايضا ولذا فانه بحاجة لحل هناك ايضا.  ولكن ان اكون مؤيدا لفكرة الحكم الذاتي، لا يعني ان اعارض فكرة المحافظة، وخصوصا انها تتضمن مطلب تفعيل المادة 35 من مسودة دستور اقليم كوردستان.
صار من المتفق بشأنه ان خطر الانقرا   ض محدق بشعبنا، نتيجة لما يتعرض له من التشتت المتعدد الاسباب. وعلينا جميعا ان نتجاوز الكثير من الصعاب والخلافات لكي نخلق الارضية المناسبة لحماية شعبنا من الخطر المحدق به. وعدم ادخاله في تجارب المغامرين ممن يريدون استلهام تجارب شعوب قد لا تتماثل مع ظروف شعبنا. والتجربه التاريخية لشعبنا، تؤكد وبلا اي شك انه تعرض على مدى تاريخه الطويل للقتل والسلب والنهب. وقراءة في تاريخ المنطقة سيرينا ان شعبنا كان على الدوام الضحية التي يجب ان تدفع خسائر الاخرين، فالحروب الرومانية الفارسية كنا نحن من ندفع ضريبتها، والحروب بين الامراء المختلفين والامراء او الولاة المتعددين والمتنافسين في المرحلة العباسية نحن كنا ندفع ثمنها، فالخاسر والرابح من هذه الحروب كان يكر بمدن وقرى ابناء شعبنا ينهبها ويدمرها ويتركها خرابا، لكي يعوض ما تعرض له من الخسائر. وما حدث ابان الفترة المغولية وصراع الامراء المغول دليل على ان شعبنا دفع الثمن لانه كان صاحب الارض وكان المنتج على هذه الارض وخصوصا في المنطقة السهلية، ولعل فشل ثورة مالك شليطا حينها دليل ان شعبنا عانى الكثير منهم لحد الاقدام على ثورة ضد المغول للتخلص من ظلمهم. وبعدها وخلال الصراع الفارسي العثماني لم نسلم من انتقام الطرفين وان لم نكن جزء من اسباب الحرب بينهما. والباقي معروف ومكرر ومعلن من المذابح المختلفة.
بعد سقوط بابل عام 539 فقدنا الحكم كشعب، وصرنا تحت امرة الاخرين، لم يكن حكم قوي حتى الامارات التي امتدت الى حوالي نهاية القرن الثالث الميلادي في اورهاي، كانت قواها تعتمد على الحليف الذي تحالفت معه، واما الامارات الجبلية وان حمت جزء من شعبنا فانها انهارت مع نهاية القرن التاسع عشر جراء الضربات المتتالية، من قبل الاغوات الاكراد مدفوعين بالرغبة في الاستيلاء على ثروات شعبنا باسم الجهاد وقتل الكفار.
كذب من قال ان شعبنا كان يعيش بامان واخوة مع المكونات الاخرى، فكل كتب التاريخ الموثق بها، تذكر المذابح المتتالية والضرائب الباهضة التي كانت تستوفي من ابناء شعبنا، لحد ان بعض المؤرخين يذكرون ان ابناء شعبنا كانوا يفدون كنائسهم واديرتهم والبقاء على دينهم بين فترة واخرى، وبين امير واخر باموال طائلة. وما اكثر الامراء الذين تقاسموا مناطق شعبنا، لحد ان تم انهاك شعبنا من كل النواحي حتى ارتضى في النهاية وخوفا على الحياة ان يعتنق الاسلام لكي ينقذ النفس. وكان لايزال شعبنا يعامل كعبيد يجب ان يخدم السيد خلال القرون الاخيرة. ومن كان منهم يرفض حياة العبودية وخدمة السيد العربي او الكوردي كان عليه ان يلجاء الى حماية المليكي في حكاري.
تمكن شعبنا ان يصنع قيادة عالمية امتد تاثيرها من اواسط الصين الى البحر المتوسط ومن اواسط اسيا الى الجنوب في الهند ومناطق عمان والجزيرة العربية، من خلال كنيسة المشرق التي يقال ان تعداد المنتمون اليها بلغ في فترة العباسية ما يقارب الثمانون مليونا، ولكن هذا الكم الهائل من السكان، والخبرات الزراعية والصناعية والثقافية التي امتلكوها، لانهم كانوا في غالبيتهم من العاملون في هذه المجالات، لم يتم تحويلها الى قوة سياسية، وهو امر مؤسف جدا. الا انه حقيقة يجب علينا التكيف معها وبسبب ذلك كان شعبنا يدفع الضرائب الباهضة من مكونه. ومن ناحية اخرى تم انهاك شعبنا من خلال ممارسة الرهبنة، ففي احدى القرى يقال انه كان يوجد حوالي تسعون طفلا، تمكن الرهبان من اقناع اكثر من ثلثهم لدخول سلك الرهبنة، ويقال ان جبل االحمرين كان يسمى جبل الالاف لكثرة الرهبان فيه، هذه القوة بالرغم من ان بعضها انتج منتوجا ثقافيا وزراعيا ، الا ان غالبيتهم كانت تعيش في الكهوف والمغاور منقطعين للعبادة وتعذيب الذات لكي يلتحقوا بالجنة. بهذه الحال كان شعبنا بين طرفين ينتزعان منه ما يمكنهم، الاعداء من خلال القتل والتشريد والسرقة والسلب ومن ثم اعتناق الاسلام للتخلص من كل ذلك، وبين حالة الغير المسؤلة في تجنيد اعداد ضخمة من الرهبان بشكل غير عقلاني ولا معقول. في مراحل معينة تمكنت الكنيسة من اتخاذ مواقف قديرة ومسؤولة لانقاذ شعبها ولعل حركة برصوما في القرن الخامس كانت احداها وتحريم حركة المصلين كانت الاخرى، ولكن في اغلب الاحيان كانت الكنيسة ورغم كل الثقل والرعية الكبيرة وسهولة اقتناء السلاح وسهولة امتلاك مناطق معزولة. تقف موقفا جبانا مؤداه انها تحضر لدولة السماء، وهكذا فقدنا الارض وما فيها ولا اعتقد اننا كسبنا السماء. فالسماء لا يكسبها المتخاذلون المتكاسلون والذين يبكون كالاطفال منتظرين حنو امتهم (العرب والكورد) لكي تحنو وتتعطف عليهم وتعاملهم كالاطفال اليتامى. وترمي الفتات الذي قد يزيد ولكن الشراهة لا تترك اي مزيد. ان من يبكون في انتظار العطف ويدعون ان العراق كله وطنهم، اود ان اسألهم كيف سيكون وطنهم وهو سيفرغ منهم، واذا كانت الاحصائيات تقول بان نصف شعبهم قد غادر خلا السنوات السبع الاخيرة، فعلى اي وطن يتباكون. هل يريدوننا ان نصدق حقا انهم وطنينون لحد التضحية بشعبهم، من اجل ان لا يزعل السيد العربي، الذي تعلم ان يلتهم كل شئ في الوطن، دون ان يترك للاخرين اي شئ؟ ا م اساسا انهم لا يعرفون لشعبهم كيانا له حقوق كبقية بنى البشر؟
مخجل امر هؤلاء الذين يزايدون بالوطنية ويتهمون المطالبون بحقوقهم بالانفصال والتقسيم، ولا يسألون  انفسهم، ان كان تقسيم العراق الى الوية ومن ثم المحافظات ومن ثم تقسيم محافظات الى اكثر من محافظة او اقضية ونواحي تقسيما للعراق؟ ام انهم مستعدون للسكوت عن كل ما يفعله السيد العربي ويؤمر به، ولكنهم يعتبرون مطالب مشروعة، لشعبهم ولشعوب متعايشة ومضطهدة ومهمشة مثله، بالمشاركة في الثروة الوطنية والسياسة الوطنية، انفصالا. عجيب تبرير السيد العربي ان مشاركة (المسيحيين) في السياسة وتعاطفهم مع هذا او ذاك يعرضهم للتهميش وللمظالم، هذا السيد العربي هل نسى ان هؤلاء (المسيحيين) مواطنيين في البلد ومن اولى واجباتهم المشاركة في العمل السياسي لكي يتقدم البلد ويتطور. ان الامم الاخرى تصرف الملايين لكي تدعو مواطنيها للمشاركة في الحياة السياسية. تباء لمسؤول في الزمن (الديمقراطي) يطالب مواطنيه بعدم المشاركة السياسية، ولا يقوم بعمل قوي لوقف كل من يريد ان يفرض عليهم خيارات محددة وخارج عن قناعاتهم. ماذا كان سيكون مصير مثل هذا المسؤول السياسي لو كان في ديمقراطية حقيقة ياترى؟ انهم لا يزالون يروننا عبيدا، نركع تحت اقدامهم ونطلب الرحمة، وليس مواطنين من حقهم الدخول في السياسة والمساومة والمطالبة. اننا مامورين وعلينا الطاعة، هكذا يريدنا السيد العربي.
في الوقت الذي كان يجب ان يكون احد اكثر الامور اشغالا للحكومة المركزية والحكومة الفدرالية في اقليم كوردستان وادارات المحافظات، العمل من اجل وضع الخطط السياسية والادراية والاقتصادية، لانقاذ مكونات اصيلة في الشعب العراق مثل ابناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري والشبك والازيدية والمندائية والكاكائية، نرى هذه الحكومات ملتهية بصراعات سياسية تافه وتعتبر معاناتنا ومخاوفنا من الامور الثانوية، هل يريدوننا ان نلتحق بيهود العراق الذي خلى منهم، علما انهم كانوا احد مكونات العراق ومنذ اكثر من الفان وسبعمائة سنة؟  
المحافظة المزمع انشاءها ستكون احدى محافظات العراق المتعددة، وستكون لها ميزانيتها الخاصة التي ستصرف لادارة شؤون ابناءها وبالتاكيد لن تذهب مخصصات منها لدعم اعمال ارهاب لا ضد الكورد ولا ضد السنة ولا ضد الشيعة، لانها ستخضع لمراقبة المكونات كلها، ولكن الاهم ان القوى الامنية واجهزتها ستكون من ابناء المحافظة، وبالتالي ستحمي كل مكوناتها. وكون هناك محافظة في سهل نينوى لن يجبر احد لترك عمله وبيته وقريته لكي يلتحق بهذه المحافظة. فالعراق كله وطننا كما هو وطن الكورد الحاصلين على الفدرالية ويعيش اكثر من مليون منهم في بغداد، وكما هو وطن البصراويون واهل ميسان واهل الانبار واهل الموصل. وحيث ان الكربلاء مثلا تقطنها غالبية تصل لحد 99% من الشيعة، والانبار لنسبة تصل 99% من السنة وغيرهما من المحافظات، لا يعتبر ذلك عنصرية وتقوقع فيما مطالب ثلاث مكونات مختلفة وستضم منطقتهم بعض العرب والتركمان والكورد المسلمين، يعتبر ذلك تقوقع عنصري، يخالف الدستور؟ عجبا لمن يتطوع للدفاع عن الاخرين وهم يسلبون حقوق شعبه، هذا اذا كان يعتبر نفسه جزء من شعبنا اصلا، فليس كل من حمل اسما  من اسماءنا المعروفة يعتبر جزء منا.ان هذه المحافظة ستكون اغنى المحافظات بالتنوع، ولكنها ستكون افضل المحافظات بعدم قدرة اي طرف الاستقواء على الاطراف الاخرى، وبالتالي ستعمل بشكل سليم في السياسية التي هي تبادل المصالح والمساومة لتحقيق العدالة للجميع.
مرة اخرى ان الثروة الوطنية لا تمنح الى الافراد بشكل مباشر، بل تمنح من خلال تسنم مواقع ووظائف وما فيها من رواتب ومن خلال الخدمات التي تقدمها الدولة من خلال مؤسساتها المختلفة. ان تشكيل محافظة خاصة باهل سهل نينوى يعني محافظا من ابناءها، ومديريات مختلفة بما فيها من الموظفين من ابناء المحافظة، وبالتاكيد ان ابناء المحافظة ادرى بمتطلباتهم التنموية من غيرهم. وهكذا يمكن ان نخلق حركة تنموية مراقبة جيدا لكي لا يكون هناك اسراف وتبذير من مختلف الاطرف المشاركين في ادراة المحافظة
.
ܬܝܪܝ ܟܢܘ ܦܛܪܘܤ