المحرر موضوع: بين فؤاد وعلي ضاع ( الخيط والعصفور) – بقلم / سلوان ساكو  (زيارة 1000 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل سـلوان سـاكو

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 454
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
   شخصيتان مميزتان ذات دور قوي وفعال ، لا يمكن ذكر بديات حزب البعث العراقي دون ذكرهما، ليس فقط على الصعيد الداخلي العراقي ولكن ايضاً على الاتجاه الخارجي الذي يحيط به الكثير من الغموض .
انه النمو والتطور الفعلي  للبعث العراقي  وثم استلام السلطة والصعود السريع وبعد ذلك الصقوط المدوي .
فؤاد الركابي ( 1931- 1971) هو أول امين قطري لحزب البعث العراقي وأول وزير بعثي في ثورة 14 تموز ، ولد بمدينة الناصرية ، ودرس الهندسة في جامعة بغداد .عين وزيراً للإعمار بعد ثورة يوليو 1958 إلاانه استقال من منصبه في فبراير 1959 تضامناً مع مجموعة من الوزراء احتجاجاً على عدم تلبية المطالب التي تقدموا بها، ومنها إتاحة المجال امام احزاب جبهة الاتحاد الوطني بممارسة نشاطاتها السياسية .
لجأ الى سوريا في نوفمبر 1959 بعد إصدار أوامر بالقبض عليه ، وحكم عليه غيابياً بالاعدام في مارس من عام 1960 بسبب تخطيطه لمحاوله اغتيال عبد الكريم قاسم الفاشلة .
ولعل كثيرون لايعرفون ان المقدم عبد الرزاق النايف ، مدير الاستخبارت العسكرية ورئيس وزراء انقلاب 17 تموز 1968 ، عرض على الركابي رئاسة الدولة ومجلس الوزراء ، اذا وافق على التعاون معه ولكن فؤاد رفض ، كان هذا قبل فترة وجيزة من تحالف حزب البعث مع النايف وجماعته .
يبدو ان حركات فؤاد كانت مرصودة ومخترقة بشكل كبير حيث اعتقل مع مجموعات من العراقيين من مختلف المذاهب والمشارب بتهمة  التجسس ، لا احد يعرف لمن ومع من . بالرغم من اصدار تعميم على منتسبي الحزب بعد الحكم عليه بأنه لم تثبت عليه تهمة التجسس وسوفة يطلق سراحه فقد تم اغتياله حيث كلف سجين بقتله مقابل وعد باطلاق سراحه  فهاجمه بسكين زودته به ادارة السجن ونقل الركابي الى المستشفى ويقال أنه لم يسعف وترك مسجى على النقالة ليموت بأمر من صدام حسين شخصياً ، صفحة مهمة انطوت بي موت فؤاد الركابي وبدأت صفحات اخرة اكثر خطورة.
ام علي صالح السعدي (1928-1977) صاحب { اننا جئنا الى الحكم بقطار امريكي } فهو احد القيادات التاريخية الأولى لحزب البعث في العراق ، خريج كلية التجارة والاقتصاد جامعة بغداد 1955، كان يمثل التيار المتشدد داخل الحزب . قاد الانشقاق داخل البعث الذي تسبب بأحداث الحرس القومي والتي نجم عنها اقصاء البعث في حركة 18نوفمبر 1963من قبل رئيس الجمهورية عبد السلام عارف .
لقد جاءت حركة 8 شباط واصبح علي السعدي نفسه يتولى اخطر مناصب في الدولة والحزب . امين سر القيادة القطرية ورئيس المجلس الوطني لقيادة الثورة ونائب رئيس الوزراء ووزيرا للداخلية . كما تركزت الاضواء عليه باعتباره الرجل الذي قاد الحزب وخطط للثورة واسقاط عبد الكريم قاسم . ساهم بعد حركة فبراير 1963 بقمع المليشيات الشيوعية بشكل وحشي لا مثيل له . تم تسفيره مع مجموعة قيادات الى اسبانيا ثم تم فصله من عضوية الحزب من قبل القيادة القومية بسبب تزعمه لحركة الانشقاق . توفي في 19 سبتمبر 1977 بلندن .
لقد رحل السعدي عن الدنيا بعد أن كان قبلها قد ترك التنظيم البعثي وأتجه الى أفكار سياسية اخرى مبتعداً عن البعث ، ولكن عقدة الاسرار بقيت تلاحقه وتربك حياته فأفقدته التوازن والشخصية وتوفي حاملاً اسراره واسرار الكثيرين من رجالات البعث وتاريخه معه .