وقت الرحيل
بنت السريان
بصمت بكيت وقت الرحيل
وخنقت عبراتي
غصّت في صدري حشرجة
كبدتُّ شهقتي
كي لا يكون آخر عهدهم بي
ضعف وانكسار
ولكي لا تؤذيهم عبراتي
تجلّدت
وعيناي تتابع حركاتهم
دقَّّت ساعة الصفر
تألّمت وأنا أغالب دمعي
كي لا يفضحني
يلسعني جمر الوداع
ويسقط أنفاسي تباعاً
كأوراق الخريف
نبضات قلبي
تسارع لإختراق قفصي الصدري
صمت قاتل خيّمَ لحظة الوداع
تسمّرت في مكاني
وجوم إكتسح طقوس الرحيل
ومن دون عناق
تكلمت العيون
ومن يفهم لغتها
يحس بوجع القلب
هناك
وعلى أرض المطار
بترت أمانيَّ
وضاعت أحلامي
حلقت الطائرة
وعيناي ترقبانها
معهاإبتعدت
إلى ما وراء البحار
مدينة بنتها أشواقي
إهتزت أعصاب كينونتي
ولم تعد تقوى
على الوقوف رجلي
ترى هل من أمل في لقاء ثانٍ
أم أنّه آخر المطاف؟؟؟
غابت عن عيني الطائرة
بعد ان علّقت روحي في الفضاء
ففي حناياك أيها النسر
ما لا تستطيع أن تدثره السنين
رجعت بخفي حنين
لاأحمل سوى الذكريات والعبرات
طفت في شوارع المدينة أحمل ألامي
وأبحث عن شيء مني ضاع
قصدت المعبد
وعلى عتبة داره
ركعت
وغسلتها بدموع الصمت