المحرر موضوع: فلسطين: في الطريق الى الدولة.....!!  (زيارة 1023 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل باقر الفضلي

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 495
    • مشاهدة الملف الشخصي
فلسطين: في الطريق الى الدولة.....!!

باقر الفضلي

لا غرابة، ولا من جديد؛ فمحاولات الإدارة الأمريكية برئاسة السيد باراك أوباما، بشأن إجهاض إعلان الدولة الفلسطينية من قبل منظمة الأمم المتحدة، ليست بنت يومها، وبالتالي فكل ما ورد ويرد على لسان السيد أوباما ومَنْ قبله، ومنها خطابه الأخير في إفتتاح الدورة الحالية للأمم المتحدة، والذي خيب آمال البعض ممن كان يبني قصوراً في الخيال، ما هي إلا إمتداد لنفس النهج الذي إختطته الإدارة الأمريكية منذ ما يزيد على الستين عاما، في تمييع حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته الحرة الوطنية على ترابها الوطني، والحيلولة دونه ودون هذا الحق المشروع، بكافة الطرق والوسائل المخادعة والغادرة، ومنها الوعيد والتهديد، بما فيها سد الطريق بينه وبين اللجوء الى المجتمع الدولي والشرعية الدولية المتمثلة بالأمم المتحدة، في إعلانها الإعتراف الشرعي بالدولة الفلسطينية المنشودة..!!؟


أقول ليس بالجديد على الرئيس الأمريكي أن يفتتح خطابه في إفتتاح الدورة الجديدة للأمم المتحدة لهذا العام، بتنصله من كل ما يمت بصلة لوعوده الإنتخابية وتعهداته بخصوص دعم القضية الفلسطينية، المتمثلة في ثوابتها؛ بإقامة الدولتين وحق العودة وإنهاء الإستيطان طبقاً لقرارات الأمم الشرعية الدولية، فما أقدمت عليه الإدارة الأمريكية برئاسة السيد أوباما من إستخدام حق الفيتو في مجلس الأمن ضد مشروع القرار العربي بشأن إنهاء الإستيطان، كان وحده كافياً للتدليل على مدى حقيقة مصداقية السياسة الأمريكية بشأن القضية الفلسطينية، تلك السياسة التي في جوهرها لا تخرج عن كنه السياسة الإسرائيلية، المدعومة باللوبي اليهودي في أمريكا، وبالتالي فإن دعوة السيد أوباما الفلسطينيين الى ولوج طريق "المفاوظات المباشرة" مع الإسرائيليين، إذا ما أرادوا الحديث عن دولتهم الفلسطينية، والتهديد بإستخدام حق الفيتو، إلا التعبير الأكثر صدقاً في حقيقته عن واقع السياسة الأمريكية بالنسبة للقضية الفلسطينية بشكل خاص، ومنطقة الشرق الوسط وما يدعى ب "الربيع العربي" المدعوم أمريكياً ومن حلف الناتو..!؟(*)


لقد كانت خطوة الرئيس الفلسطيني السيد محمود عباس، بالتوجه المباشر الى الأمم المتحدة،  مدعوماً بتأييد منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي للشعب الفلسطيني، ومساندة غالبية منظماته وفصائله الوطنية، خطوة ليست فقط بالجريئة، بل هي وفي حقيقة الأمر؛ من الخطوات الأكثر حسماً في تأريخ نضال الشعب الفلسطيني عبر أكثر من ستة عقود من الكفاح، ولها من دلائل الحكمة والتبصر والبعد السياسي الموضوعي والواقعي، ومن الإتعاظ بدروس التأريخ والتجربة النضالية العميقة،  ما يدحض كل التخرصات والتأويلات المحبطة، ومنها "التذرع بالتخوف من التفريط بحق العودة، في حالة اللجوء الى الأمم المتحدة"، التي وقفت وتقف بوجه الموقف الفلسطيني الصائب في حراكه السياسي، بعيداً عن النوايا الحسنة، أوالمواقف المتطرفة والأجندات المشبوهة، من أجل الدفاع عن حقوقه المسلوبة، التي هدرتها مواقف الإدارة الأمريكية المساندة للتعنت الإسرائيلي طيلة العقود الماضية..!

إنه ومن المنطقي القول، بأن وضع المجتمع الدولي، ممثلاً بشرعيته الدولية، أمام مسؤولياته التأريخية في إقرار حق الشعوب، إنما هو إمتحان عسير لهذا المجتمع، لا يقبل التسويف والفبركة والكيل بمكيالين؛ ف "ربيع الشعوب" الذي تدعو اليه وتريد أن تقوده أمريكا والناتو، وأن تُرخص من أجله عشرات الألوف من ابناء تلك الشعوب، مصحوباً بتدمير بناها الهيكلية الإقتصادية والإجتماعية، ووضع اليد على ثرواتها الوطنية؛ إنه ذات "الربيع" الذي سوغ وأجاز لتلك الشرعية الدولية، الترخيص لأمريكا والناتو بتلك القيادة..!؟؟

 إن هذه الشرعية الدولية، رغم تزعزع ثقة الشعوب بحدود مصداقيتها؛ هي نفسها اليوم من سيقول كلمته بشأن حق الشعب الفلسطيني بإعلان دولته الوطنية على ترابه الوطني، وهي نفسها من يلزمها ميثاقها الأممي، بأن تهيأ لوجود هذه الدولة كل الآليات والوسائل التي تؤمن حمايتها وممارسة صلاحياتها وحقوقها على الصعيد الدولي كدولة حرة مستقلة، معترف بحدودها وإستقلالها؛ ومن هنا تأتي خطوة القيادة الوطنية الفلسطينية، ممثلة بشخص الرئيس محمود عباس، في وقتها المناسب، لتثبت للرأي العام العالمي مدى المصداقية والتمسك بقواعد الشرعية والسلام، التي إنتهجتها تلك القيادة الوطنية في النضال من أجل تحقيق مصالح الشعب الفلسطيني، سواء على صعيد إقامة دولته الوطنية في حدود 67، أم الإعتراف بحق العودة، وإنهاء الإستيطان، وأمام جميع تلك الثوابت الوطنية، هناك ما يكفي هذه القيادة الوطنية، من القرارات الدولية التي تلزم إسرائيل والمجتمع الدولي بتأمين تنفيذها على صعيد الواقع..!


 فهل هناك في الأفق ما يشير الى ذلك أيها السيد أوباما، إذا ما إتجه الفلسطينيون الى المفاوظات المباشرة مع إسرائيل، وأنت خير العارفين..؟؟!(**)

 ولكننا نقول؛ بأن المثل السائر يقول: "بأن المؤمن لا يلدغ من نفس الجحر مرتين..." 
22/9/2011
______________________________________________________
 (*)    http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=246979
(**)  http://www.amad.ps/arabic/?action=detail&id=63115