المحرر موضوع: لماذا لا يكون خيارنا نحن ايضا التوجه الى الامم المتحدة لنيل حقوقنا القومية ؟  (زيارة 1304 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل فاروق كيوركيس

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 311
    • مشاهدة الملف الشخصي
لماذا لا يكون خيارنا نحن ايضا التوجه الى الامم المتحدة لنيل حقوقنا القومية  ؟
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تابعنا مؤخرا تصريحات الزعيم الفلسطيني محمود عباس التي يلوح فيها بالتوجه الى الامم المتحدة لنيل الحقوق الفلسطينية او لحل القضية الفلسطينية ، بعد ان يأس من الوعود ومن المفاوضات مع الجانب الاسرائيلي التي ترعاها الولايات المتحدة والمجموعة الاوروبية والتي لم تنجح في  الوصول الى حل ينهي مشكلة القضية الفلسطينية منذ عام 1948 الى يومنا هذا .
وبرغم ملاحظاتنا العديدة على طبيعة الصراع الفلسطيني  ــ الاسرائيلي والصراع العربي ـ الاسرائيلي وتدخل الدول الكبرى في هذا الصراع ، الا ان الذي لفت انتباهنا في هذه القضية  هو تلويح  الفلسطينيين بالتوجه الى الامم المتحدة  بعد يأسهم من  الحصول على حقوقهم من الاسرائيليين .
لذلك فأن ما نود طرحه اليوم  هو.. لماذا لا يكون خيارنا نحن الاشوريون التوجه الى الامم المتحدة والمحافل الدولية  من اجل نيل حقوقنا القومية المشروعة ، بعد ان يأسنا من نيل حقوقنا المشروعة في ظل الحكومة العراقية الحالية  وكما كان الحال عليه في ظل الحكومات العراقية المتعاقبة  منذ عام 1921 والى يومنا هذا ، خصوصا وان القضية الاشورية اقدم من  قضايا التحرر للكثير من الشعوب والحركات التحررية ، حيث ظهرت قضيتنا على المسرح السياسي العالمي بعد الحرب العالمية الاولى وحال تأسيس الدولة العراقية سنة 1921   ، وتمت مناقشة القضية الاشورية على مستوى عصبة الامم ، وبمعنى اخر  ، فأن القضية  الاشورية ليست بحاجة للقيام بجهود كبيرة للتعريف بها من جديد  بسبب وفرة الوثائق والارشيف الخاص بجلسات مناقشة القضية ووثائق الكثير من المعاهدات الدولية  وكان ابرزها الحاق ولاية الموصل ( نينوى) بالعراق من اجل منح  الحقوق القومية الاشورية في حينه من قبل الحلفاء المنتصرين في الحرب وفي مقدمتهم بريطانيا ، خصوصا ان  ولاية الموصل تمثل الارض الاشورية تاريخيا والمتمثلة حاليا  بمحافظة دهوك ونينوى.
فالحكومة العراقية الحالية وبساساتها المناهضون للتطلعات القومية  الاشورية يراهنون على مسألة الزمن في  افراغ العراق من الاشوريين ( المسيحيين) حيث نرى  استمرار مسلسل القتل والارهاب والتشريد  بحق الاشوريين  مع محاولات التهجير والتغيير الديموغرافي في القرى والبلدات الاراضي الاشورية  في كل انحاء العراق بحيث فقدت معظم الاراضي الاشورية هويتها ، بالاضافة الى فرض القوانين والتشريعات الاسلامية  وبما ادى الى تضييق الحريات على شعبنا الاشوري المتفتح على الثقافة العالمية ، وبعبارة اخرى يمكننا ان نقر بفقدان مصداقية  الحكومة العراقية وساستها نهائيا  وعدم الوثوق بالوعود والتصريحات التي يطلقها المسؤولين العراقين لتطمين المسيحيين ، من الجانب الاخر نجد ان القيادات السياسية لاحزابنا  القومية قد اصبحت عاجزة تماما اليوم على النهوض بالواقع القومي لشعبنا ولم تعد مؤهلة  لتحمل مسؤولية قيادة مسيرة العمل القومي والسياسي من اجل نيل حقوقنا القومية المشروعة  لاسباب ذاتية خاصة بها واخرى خارجية تتعلق بأملاءات القوى السياسية العربية والكردية ، لذلك كان من الطبيعي ان نرى  احزابنا السياسية وقد تراجعت عن الثوابت والمبادئ والاهداف القومية الاشورية التي تأسست من اجلها ، واختارت ثوابت واهداف بديلة ، أقل ما يمكن وصفها بأنها غريبة عن جوهر القضية الاشورية ، بسبب عجزها  عن وضع الاستراتيجية السليمة الكفيلة بتسيير  دفة قيادة العمل القومي وخصوصا بعد عام 2003 فنجدها بالامس  تطالب بالحكم الذاتي  ثم تنام وتصحو اليوم  لتطالب بمحافظة مع المكونات العراقية ، ولسنا نعلم بماذا ستطالب غدا ، كل ذلك يحدث ونحن ندرك تماما ان الزمن لا يسير في صالحنا لاسباب كثيرة وفي مقدمتها المخاطر التي تهدد الهوية الاشورية  والوجود الاشوري على الارض الاشورية  ، وعليه ومثلما ذكرنا في مناسبات سابقة من كون الدولة العراقية  قد اسست على يد الحلفاء سنة 1921 وبأن الاكراد  تمتعوا بالمنطقة الامنة بموجب قرارات التحالف والامم المتحدة بعد حرب الكويت سنة 1991 وان العراقيين تحرروا من الدكتاتورية وحصل الشيعة على الحكم والاكراد على الفيدرالية بفضل التدخل الامريكي في العراق عام 2003 ، فأن السؤال الذي نطرحه اليوم هو  .....  لماذا لا يكون خيارنا الوحيد اليوم   .. التوجه بالقضية الاشورية الى الامم المتحدة والمجتمع الدولي من اجل نيل حقوقنا القومية ؟؟  ، خصوصا وان الآسباب االتي تدعونا لهذا الخيار وجيهة ومنطقية  يمكننا اقناع المجتمع الدولي بها من خلال الامكانيات التي نملكها في المهاجر وبجهود الخيرين والمخلصين من ابناء هذه الامة ، وفي ما يلي بعض النقاط التي يمكن الاستناد اليها في مسعانا هذا  ، راجين من ابناء امتنا اغناءها بالملاحظات والاضافات التي من المؤكد انها فاتت علينا :
اولا ــ ان الشعب الاشوري يعتبر اقدم شعب في العراق ، يملك هوية وحضارة وتاريخ وتراث كان له دور كبير في خدمة الانسانية   وتنطبق عليه مواثيق الامم المتحدة الخاصة بالشعوب الاصيلة .
ثانيا ــ ان الشعب الاشوري صاحب ارض هي الارض الاشورية  في نينوى واربيل ونوهدرا وبكل قراها وبلداتها الاشورية واديرتها وكنائسها واثارها وشواهدها مع الخرائط والوثائق التي تثبت الهوية الاشورية لتلك الارض .
ثالثا ــ ان الاشوريين أمة بكل معنى الكلمة  لها تاريخ يمتد الى اكثر ستة الاف سنة ، وهم ليسوا أقلية دينية او مذهبية .
رابعا  ــ  ان الارض الاشورية وبكل قراها وبلداتها وسكانها تعرضت وتتعرض للتغير الديموغرافي بهدف  تجريدها من هويتها الاشورية و تفريغها من الشعب الاشوري .
خامسا ـــ  ان الاشوريين  تعرضوا ويتعرضون الى حملات ابادة ومجازر ترتقي الى مستوى جرائم ضد الانسانية  كما في سميل وصوريا والانفال  وما بعد 2003 وما رافقها من عمليات النزوح والتهجير القسري باتجاه مختلف دول العالم ،  ومن خلال مقارنة  بسيطة بين الواقع الحالي لاعداد الاشوريين اليوم في مناطقهم التاريخية وقراهم وبلداتهم  مع الواقع الذي كان قائما قبل عشرات السنين وبالاستناد الى الاحصاءات والوثائق القديمة ، يظهر جليا حجم  الدمار الذي لحق  بهذا الشعب ، وحجم المؤامرة التي تحاك ضده .
سادسا ــ ان الاشوريين يتعرضون اليوم  الى حملة عنصرية تهدف الى طمس والغاء هويتهم الاشورية وتبديلها بتسميات غريبة تهدف الى اقتلاع اصحاب الارض من جذورهم لتصبح عمليات الاستيلاء على ارضهم وحضارتهم وتراثهم في متناول المتربصين والطامعين بالارض الاشورية .
سابعا ــ ان الاشوريين لم تمنح لهم اي  فرصة حقيقية   للتعبير عن طموحاتهم وتطلعاتهم  واهدافهم بحرية أو بدون تأثيرات وضغوط خارجية ، ولم تسنح لهم الفرصة لاختيار ممثليهم بحرية في مختلف مفاصل الدولة العراقية ، وعلى هذا الاساس فأن السلطات التشريعية كالبرلمان ومجالس المحافظات لايمكن اعتبارها بأي حال من الاحوال  معبرة او ممثلة لتطلعات وطموحات الاشوريين   ، وكل ما نراه اليوم ما هو الا  واجهات  اشورية ومسيحية للقوى والاحزاب العراقية العربية والكردية تدافع عنها وعن سياساتها وتعمل على تنفيذ اجنداتها  التي تتعارض مع آمال وطموحات الاشوريين .
ثامنا ــ  وازاء ذلك سيكون غير منطقيا ان يثق الشعب الاشوري بالقيادات السياسية العراقية ، لانها  وبرغم خلافاتها ، يجمعها  هدف مشترك وهو اقصاء والغاء الشعب الاشوري من الخارطة السياسية العراقية  وتحويله الى اقلية دينية مسيحية لا غير  ، وعلى هذا الاساس   فيجب ان لا نتوقع من ممثل العراق في الجامعة العربية ان يذكر الاشوريين ومعاناتهم ، وان لا نتوقع من  ممثل العراق في الامم المتحدة ان يتطرق الى الحقوق الاشورية وماساة الشعب الاشوري  في احدى خطبه ، وهكذا الحال بالنسبة لجميع المنظمات الانسانية والدولية التي  يملك العراق فيها تمثيلا .
تاسعا ــ وبناءا على ما ذكرناه فأنه لا خيار  للشعب الاشوري  الا بالتوجه بقضيته العادلة  الى الامم المتحدة والمجتمع الدولي من اجل نيل حقوقه القومية المشروعة  ، ويمكن  الاعتماد على الامكانيات الهائلة التي يملكها شعبنا في المهاجر من اجل تحقيق هذا الهدف .
والى اللقاء في موضوعنا القادم..... المحافظة المسيحية في ميزان الحقوق الاشورية .