كان يغط في نوم ثقيل بجوار والده الذي استلقى قليلا لينال قسطا من راحة ينشدها جسده المنهك منذ الصباح ..
استيقظ فجأة على صراخ و لهو أطفال الحارة الذين يمرحون في هذا الوقت من النهار قبل أن تغيب الشمس معلنة نهاية يوم ريفي رتيب ...
أعوامه الثلاثة تعطيه مسحة من جمال و براءة و نقاء ...
أزاح الغطاء المرقع عن جسده و هم بالانطلاق مشاركا أبناء حارته صخبهم و مرحهم
يراقب الأب بعيون نصف مغمضة محاولاته المثابرة بالوقوف و الانطلاق ..
حاول مرارا ... و لكنه تذكر أخيرا بأن الله لم يأذن له بعد بالسير كبقية الأطفال ....
هكذا تقول له والدته دوما و هي تبدل له حفاظاته و لباسه الداخلي ثم تترقرق عيناها بدمعتين طازجتين كأحزانها المتجددة كل يوم .
عاد للنوم من جديد يائسا بجوار والده الذي كان يبكي بهمس تحت غطائه الصوفي الفقير ..