قصة للاطفال/ العيد والملائكة

[حكمت عبوش]

قصة للاطفال

العيد والملائكة

                                                                                                     حكمت عبوش


بعد العيد وعندما دخل المعلم إلى صفه كان شذى الطفولة الزكي عابقا كعطر ورود ربيعية وانطلقت التهاني من أفواه التلاميذ مثل موسيقى شجية ثم جاءته هداياهم البسيطة وهي تتحدى أيام الفقر والحصار الصعب وتفصح عن طيبة قلوبهم الصغيرة وبراءتهم  المحببة واخذ ينظر إلى الهدايا مبتسما أنها ( كليجة ) محشوة بالتمر وكيس ( ملبس ) صغير وبطاقة تهنئة جميلة ومرفق بها قلم جاف عادي وأشياء أخرى مشابهة لها ( ولكنها كبيرة في معناها ) هكذا كان يقول , بل ويضيف : ( إن أعدت هذه الهدايا إليهم سيشعرون بالخيبة والفشل وهم لا يستحقون ذلك . إذن كيف أبادلهم الهدايا وأنا لا املك ما اشتري به من مجلات وقصص أطفال تكفيهم وهي انسب الهدايا لهؤلاء الصغار ومكتبة المدرسة شبه خاوية ) واخذ يفكر .
وفي صباح اليوم التالي تأبط تحت ذراعه قسما من مجلات وقصص أطفال سبق وان اشتراها لابنته عندما كانت في عمرهم وهي محفوظة في البيت , يقرأها إخوانها , لكنه يستطيع استعارتها منها وهذا ما فعله . وبعد المجئ إلى المدرسة ودخوله الصف اخذ يكلم التلاميذ عن هذه المجلات والقصص وكيف إنها تبعث الفرح والمسرة فيهم عند قراءتها و الفرجة فيها .ثم قام بتوزيعها عليهم فابتسمت وجوههم الملائكية بعفوية وعذوبة معبرة عن فرحهم وسعادتهم وكما أوصاهم فقد أعادوها سليمة تماما وغير ممزقة لكي يعيد توزيعها مرات أخر على غيرهم كما أوصاهم .


*نشرت في طريق الشعب

[قيس جبرائيل شكري]

جميلة جدا ياأخ حكمت عبوش ..

      قيس جبرائيل شكري
             هولندا