ملاحظات حول الاجتماع الموسع في عنكاوا يوم 4-1-2012
بقلم جمال مرقس
الموضوع الحساس والمعقد الذي تم بحثه في هذا الاجتماع كان بعنوان ( التغير الديموغرافي في عنكاوا ) الموضوع مقبول لحد ما لكون المدينة فعلا اصابها هذا المرض الخطير , وانني قدت الحملة مع بعض الاخواة والاخوى من اهل الغيرة في المدينة منذ عام 2005 اي بعد عودتي من الغربة وعملنا بجد واخلاص من اجل اولا ايقاف هذا التغير ومعالجة بقية مشاكل المدينة ثانيا . نعم انني اقول وكما كان موقفي سابقا وسأبقى الى جانب المظلومين من ابناء بلدتي حتى الرمق الاخير من حياتي ولن اساوم او اتنازل عن ثوابت مدينتي واهلها مهما كان الثمن غالي ومستعد ان ادفع ثمنه .. وقلت هذا عدد مرات وامام اعلى المستويات الحكومية والحزبية من خلال مقابلات خاصة او عبر القنوات الأعلامية المرئية والمسموعة وعشرات المقالات في الانترنية والصحف المحلية والعالمية هذا لايعني انني مغرورا بما قمت به او انه فضل على بلدتي و اهلها بل بالعكس هو من اهم واجبي ومن واجب كل غيور على بلدته ان يدافع عن قدسية هذه البلدة , كتبت هذه المقدمة لمن ليس لديه اطلاع على الاحداث وخاصة بعض الاخوى الذين يرون الاسود ابيض والابيض اسود اي انهم معارضون في سبيل الله وليس الا....
كنت احد المدعوين لهذا الاجتماع وشاركت فعلا وكان لي مداخلة مطولة وللأسف تم مقاطعتي من قبل ادراة الاجتماع ومن قبل سيادة المطران (بشارمتي) تبين ان بداية مداخلتي كانت غير مقبولة لديهم ... على كل حال .. اوضح رأي ادناه بما يملي ضمير وما املك من المستمسكات القانونية حول مجمل مشاكل المدينة .. الكثير منها تم ذكرها سابقا ولكن الموضوع المهم في هذا الاجتماع والذي تبنته اللجنة المشرفة وبموافقة سيادة المطران هو التغير الديموعرافي في عنكاوا نعم جرى ما جرى واقولها وقلتها سابقا في قناة (هولير الفضائية ) انها كارثة بحق المدينة والمسبب الرئيس كان جهاز السلطة في المدينة فعلا ولكن ايضا شاركوا اطراف اخرى في هذا التغير وعلى سبيل المثال المجلس البلدي الذي كان للكنيسة دور رئيسي في معانات المدينة وسكوت رجال الكنيسة مقابل حصولهم على امتيازات من الاراضي والسيارة ودفاتر من الدولار ومولدات كهربائية والى .... الخ , لم يذكر هذا في الاجتماع تعاطفا مع مشاعر سيادة المطران . فعلا كانت بعض المدخلات معقولة ومنطقية ولكن كانت تفتقر الى معلومات ومستمسكات دقيقة منها مثلا وكما املك الوثائق تم تخصيص اكثر من (120) دونم لبناء الكنائس والاديرة والمدارس الدينية ودور العبادة لمختلف الطوائف المسيحية علما ان مدينة عنكاوا كلدانية كاثوليكية اكثر من 95% مع بعض الاخوى الاشوريين الساكنين قديما في عنكاوا , اذا لمن هذه الكنائس ولما هذه المساحات الواسعة . تم تمليك بناية نادي الموظفين بأسم الكنيسة لغرض جعلها حديقة ومنظر جميل يليق بالكنيسة او جعلها بارك لوقوف السيارات لتقليل من الازدحام وخاصة بالمناسبات والتعازي وعلى هذا الاساس امر السيد المحافظ الاخ( نوزاد هادي ) بتسجيل البناية والقطعة بأسم الكنيسة وليس بناء (مول ) لكي يكون سوق تجاري تتاجر به الكنيسة . وانني ما لاحظته في شخصية سيدنا المطران بشارمتي هوالفكر التجاري لغرض اغناء الكنيسة الكلدانية على حساب عنكاوا واهلها ...مثلا يريد بناء مستشفى هل يجوز منع اخواننا من غير المسيحيين بعدم مراجعة المستشفى وهل يجوزمنع اطفال غير المسيحيين من الدخول في جامعة الكنيسة او مدرسة مار قرداغ ... ومن جانب اخر تم طرح بعض الافكارالشوفينية الدينية المتزمتة من قبل بعض الاخوى المداخلين مما توازي من حيث الفكروالتقيم بالمتطرفين السلفين .و السكوت بدون رد منطقي من قبل ادارة الجلسة او سيدنا المطران مما يفسر رضاهم وهذا ما يسبب لنا الحرج الكبير خاصة نحن اهالي عنكاوا حيث عشنا مئات السنين مع اخواننا الكرد المسلمين متعاونين متحابين ولم نشعر لحد الان بأية مشكلة كبيرة مع اخواننا من الجيران حتى تستحق الذكروبالعكس كان لدور جيراننا من الكرد المسلمين مواقف مشرفة تستحق الوقفة والتأمل والتقدير لو لا هم لما كنا نستمر بهذه الحياة طيلة هذه الفترة الطويلة من تاريخ مدينتنا ومنهم العشائر وشخصيات اربيل واخص بالذكر (ملا افندي ) رحمه الله وعشيرة (كردي) . وكل من يريد او يحاول نشرالافكار الدينية المتطرفة قبل ان يفكر بذلك عليه ان يهيئ حقيبته للرحيل وارجو ان لايكون سبب الرحيل الجماعيي للمدينة وخاصة انصح بعض اخوى المسيحيين الغرباء الذين احتظناهم بصدورنا المليئة بالرحم والشفقة وجعلناهم اكثر من اهل البيت عليهم ان يراعون شعور اهل المدينة مقابل انسانيتنا لهم . انني اسأل كافة الاخوى الحاضرين في هذا الاجتماع . اليس افراغ مدينة شقلاوة وكويسنجق وديانة وهوديان وسليمانية والمناطق الاخرى المستقرة امنيا اليس تغير ديموغرافي مزدوج حيث تم ترحيلهم من مسقط رأسهم بأغراءات مادية وخلق حالة الاختناق السكاني في عنكاوا مما ادى الى حرمان قسم كبير من شبابنا من الحصول على قطعة ارض اليس هذا تغير ديموغرافي , لماذا لم يتم البحث في هذا الاجتماع هل لأنهم مسيحيين احتراما لمشاعر سيدنا المطران ... لماذا لم يطالبوا المجتمعون بمحاسبة المتورطين في مشاكل المدينة ؟ ونحن نعلم اكثريتهم مسيحيين من المدينة وغيرها اليس تناغما مع مشاعر سيدنا المطران لكونهم مسيحيين اليسوا هم السبب الرئيسي في كل هذه المعانات ..
عندما نطالب السلطة بتطبيق القانون علينا نحن المواطنين ان نحترم القانون واذا السلطة نفسها اجهلة القانون بقصد او بغير قصد علينا ان ننبه السلطة لا ان نعمل بالعمل المماثل هنا اقصد ان السلطة في اقليم كوردستان اعترفت بأن هناك فعلا خلل قانوني وتجاوز على المدينة بعد ان عرضت المستمسكات والادلة الدامغة عبر قناة (هه ولير الفضائية ) بعدها ببضعة ايام تم تغير مدير الناحية ومدير البلدية ومن ثم تم نقل الحلقة الثانية من موظفي البلدية وهناك اجراءات اصلاحية اخرى امر بها الرئيس مسعود بارزاني ومنها اعادة دراسة المسطحات وكيفية استملاك الدور الحكومية وكيفية توزيع الارضي السكنية وعلى اثر ذلك قامت لجنة التحقيق بتدقيق سجلات البلدية لمدة اكثر من ثلاثة اشهر وحسب معلوماتي سيتم احالة ملف البلدية الى السلطات القضائية وملف كل من شارك وساهم في التجاوزات التي حصلت على المدينة . كل ذلك لم يسمح لي في هذا الاجتماع بطرح وجهة نظري وما املك من المعلومات لذا انني افسرالاجتماع ومن خلال الطروحات من قبل بعض المداخلين وكذلك حضور مكثف لبعض الاحزاب وغياب بعض الاخرى كلها تدل على ان الاجتماع هذا مفبرك ومنسق من قبل بعض الجهات التي لا تريد الخير لبلدتنا واكثرهم هم ضيوف معززين مكرمين لدينا . سيادة المطران رد على طرحي حول حملة التغير الذي امر بها الرئيس بارزاني بنف قاطع وقال سيادته (لايوجد اي تغير) ... انني اسأل سيادته كيف استنتج بأن الرئيس بارزاني لا يرغب التغير . ومن جانب اخر نلاحظ ان اول مطران او القس يقف بجانب اهل المدينة ولكن يجب ان يكون بعيد عن المصالح الشخصية و فرض مصلحة المدينة على المصلحة الخاصة للكنيسة ورجالها . السوْال الاخير موجه الى كل من يهمه الامر. اين كانوا احزاب شعبنا طيلة هذه الفترة علما ان مقرات اكثريتهم في عنكاوا واين كانوا منظمات المجتمع المدني ومقراتهم في المدينة واين كانوا ممثلينا في برلمان الاقليم واليوم وبعد كل هذا التغيرالايجابي الحاصل في المدينة الان نهضوا الاخوى من غفوتهم ونومهم العميق (كأهل الكهف ) ويبكون للمدينة ويشاركون مأساة اهلها . اذا تبين بشكل واضح ان وراء هذا الاجتماع نفس سياسي مقصود من ورائه كسب ثقة اهل المدينة وتهيئة للأنتخابات القادمة وليس عطفا بالمدينة واهلها لذا ارجو من ابناء بلدتي عنكاوا عدم الانجراف لهكذا مهاترات سياسية او دينية لغرض ادخال المدينة في مشاكل كبيرة مع الجيران ونحن بغنى عنها و اهل المدينة نتحمل نتائجها الوخيمة وندفع ثمنها مستقبلا ِِ وليس غيرنا .
