في يوم الجمعة الثاني من شهر كانون الأول الماضي قامت زمرة من الذئاب المفترسة بأعمال تخريبية وفوضوية ضد أبناء شعبنا والإخوة الإيزيديين في مدينة زاخو وسميل ودهوك، حيث شرعوا بحرق الفنادق والمحلات التجارية ومن ثمّ سلبها ونهبها....
ها قد وصلت الفتنة الدينية إلى إقليم كوردستان الآمن من بوابة شعبنا الذي لا حول له ولا قوة، فهو شعب أعزل شعاره السلام والمحبة. فتلك كانت تعليمات متطرفة من بعض التكفيريين شحنوها عن طريق المغرّر بهم إذ لوّثوا عقولهم بأفكار تكفيرية كانت بعيدة كل البعد عن ابناء كوردستان.
إن مرتكبي تلك الأعمال الاجرامية ليسوا مؤمنين بالتعايش الأخوي ولا يمتلكون الإيمان بحرية الإنسان للعيش بكرامة... هذا ما جعل شعبنا في الفترة الأخيرة يعيش في قلق لأنه ما كان من المتوقع إستهداف مكوّنات الإقليم. الكل يعرف بأن المسيحيين والمسلمين منذ مئات السنين يعيشون في هذه البقعة بمحبة وسلام ولم يحصل ما حصل هذه الأيام ... فالذين قاموا بالإعتداء على ممتلكات شعبنا تحت شعار الدين؟ نسوا أصلاً جريمتهم الشنيعة التي ينآى عنها الدّين فأي منطق هذا... إن هذه الأحداث المؤسفة لم تكن عفوية ولا اعتباطية وإنّما كانت مدبّرة ومخطط لها منذ زمن...
إنّ على الذين قاموا بهذه الاحداث يعرفون حق المعرفة بأن مهاجمة الأقليات المسالمة الذين لا يمتلكون السلاح عمل غير عادل لأنّهم لا يؤذون ولا يسرقون ولا يفعلوا ما فعلوه هم...
إننا نعلم أن من قام بتلك الاعمال هم المارقين وكان هدفهم السرقة وزعزعة الوضع الأمني واستهداف السلطة. لقد كان رد السيد مسعود بارزاني رئيس اقليم كوردستان سريعاً وحازماً بتعاطفه وتضامنه مع أبناء شعبنا، فعند زيارته إلى المحافظة لتقصّي الأحداث وعد بقوله: (بأنه سوف يدافع عن المسيحيين حتى وان اضطر لحمل السلاح من جديد) كانت هذه الكلمات لها صدى واسع بين ابناء شعبنا في الداخل والخارج وسهم قاتل موجه إلى صدور الإرهابيين القتلة....
أخيراً نقول بأن السلطات في المحافظة تتحمل مسؤولية ما حدث إمّا بالتقصير المتعمد أو بالإهمال وعلى الحكومة دفع تعويض للخسائر التي حصلت لابناء شعبنا والاخوة الإيزيديين بأسرع وقت ممكن وعدم المماطلة بها وتقديم المتورطين من المقصرين والمخربين الى المحاكم المختصة لينالوا جزائهم العادل.....
كاميران عبد الاحد
دهوك - العراق
10-1-2012