المحرر موضوع: هل في المسيحية مرجعية دينية سياسية ؟  (زيارة 1234 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل صفاءجميل الجميل

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 164
    • مشاهدة الملف الشخصي
من أين جاء مصطلح المرجعية المسيحية؟
أعتقد أن  أكثر أبناء ألشعب العراقي أخذ يتابع الاخبار وألاحداث ألتي طرأت على ساحتنا، لعله يسمع فيها ما يشفي غليله بسبب ألمآسي التي أصابته، وقد كان فيما مضى عائلة واحدة لا يعرف معنى لأي من هذه التسميات التي يضجّ بها عراقنا اليوم والتي فرضت عليه وجعلته فرقا وشعوبا، بينما هو شعب واحد يشهد له التاريخ بذلك.. لم يقف الامر عند هذا الحد، فبعد أن سرقت أمواله علنا وبدون أي رادع، سفكت دمائه، وأصبح الدم العراقي أرخص شيء !! رغم أن أذناب الاحتلال أقسموا لحمايته، فنفذوا قسمهم بقتل هذا الشعب !!.. هذه ألدوامة ما زالت مستمرة ولا نعرف متى تنتهي، وما هي ألاهداف ألتي يريدون تحقيقها ؟ ويحتمل ان لا نشاهد نهاية هذه التعاسة والمأساة التي أحرقت ألاخضر وأليابس، وضيّعت تلك القيم وألاخلاق الرائعة التي كان يحملها ويعيشها الأنسان العراقي بكافة أنتماءاته الدينية والقومية في عموم المحافظات. ظهرت التسميات والتعدديات السياسية والدينية والقومية والمذهبية، على ساحتنا وانغمس ألبعض في هذا ألوادي ألمظلم، وكل أخذ ينادي وكأنه هو ألمنقذ وألمخلّص لهذا ألشعب ألبريء ألمغلوب على أمره... فكثر عدد قادتنا السياسين والدينيين.. ويبدوا لي أن صورة وحالة قادتنا ألجدد لا تختلف عن حال ألديمقراطية ألهزيلة ألمترهلة ألتي ولدت ميتة في بلدنا، ولن تحيا طالما هي بيد المفسدين والعبيد للأجانب والغرباء ممّن ليسوا عراقيين.. فمن يكون عبدا، كيف يمكنه جلب ألحرية لغيره ؟!.. أقصد الحرية التي جلبها الامريكان وأعوانهم ممن كانوا قابعين في بطون دباباتهم وهمراتهم.. ونحن كشعب مسيحي قديم وأصيل في العراق، شملتنا ألتغييرات وربما أنزلقنا في نفس المأزق الذي ما زال يشتت شعب العراق.. فالعاصفة التي أجتاحتنا لم تفرق بين هذا وذاك !.. قبل يومين تحديداً، رأينا وسمعنا نائب أو وكيل الكاردينال دلي والناطق بأسم البطريركية وهو المطران شليمون وردوني, وهو يتحدث بأسم ألطوائف ألمسيحية في العراق، يطالب السيد رئيس الوزارء ألاستاذ نوري ألمالكي، بأن ينصفهم ويجعلهم من أصحاب  ألشأن ومن ألمشاركين في أتخاذ ألقرار ألذي له خصوصية بالمكون ألمسيحي، ويا ليته بصدد تمثيلهم في الحكومة وألبرلمان وهو أهم من كافة المؤسسات الرسمية الاخرى لأنه مصدر صنع القرارات التي تحدد مسار الحياة الحاضرة والمستقبلية للشعب وخاصة المسيحيين منه !!! بل شاهدناه يتقاتل من أجل منصب (رئيس أوقاف المسيحيين وألديانات ألاخرى)، وأهميته ليست بذات قيمة على حاضر ومستقبل مسيحيي العراق... أنا شخصيا لا يهمني كائن من يكون في هذا ألمنصب، ولا أكترث لأنتمائه، لا سيما أن كان هدفه خدمة أخوانه وأبناء وطنه... ولديّ النقاط التالية بخصوص هذا الحدث غير المتوقّع -:
  -1من خوّل الصلاحية الكاملة للكاردينال دلي والمطران وردوني، ليتحدثا بأسم كافة الطوائف المسيحية وهي ليست متفقة فيما بينها الى اليوم ؟ ..!بل ثمة بعض من رجال الدين لا يحسبون له أي حساب، لكونه منغلق على أفكار توارثها من الآخرين تزرع الكره تجاه الآخرين...
  -2معروف أن الكنيسة لا تتدخّل في ألشؤون ألسياسية، وأذا تدخلت فذلك منافي لتعاليم المسيح! فهل تغيرت المفاهيم المسيحية اليوم لتأخذ شكلا آخر ؟! أين تكمن المصداقية : أفي التعليم الحالي أم السابق ؟ وهل كان أولئك القدامي يكذبون على رعيتهم ألتي ربما كانت لا تفقه شيئا في ألدين؟ 3-  ماهي الغاية التي يبتغيها الأب الكاردينال من تعيين شخص ربما هو غير مناسب أو غير كفوء أو غير نزيه ؟ وهل هناك منافع شخصية، لا سيما ونحن نتذكر سابقا ان البطريرك هدم كنيسة القديس باتري بير في بغداد/السنك، وطرد العوائل المسيحية الفقيرة الساكنة فنها، وجعلها محلات تجاريه تحت عنوان (ريعها للفقراء    …؟(
4-  منذ متى اصبح لرجال الدين في بلدنا، هذه الحرية الصارخة للتعبير عما يؤمنون به، بدون خوف أو رقيب، وعلى وسائل الاعلام العالمية ؟.. نعلم انهم بالأمس كانوا أبواقا على منابرنا الكنسية (ابواقاً لصدام)، وكانوا يرددون بفرح ومحبة، مثل الببغاء، كل ما يملى عليهم عن طريق ألكتب ألتي كانت تصلهم من ألمنظمات ألحزبية ألصدامية  !! وفي كلّ المناسبات.
  -5أأمل أن لا تتكرر مثل هذه المطالب اوالمواقف مستقبلاً لأنها ستزيد بلّة الطين للعراقيين المسيحيين...
 -6أحياناً نشعر بالغبن من ألطرف الآخر وهو ألاكثرية ، ونعتقد انه لا يعترف بوجودنا وهذه حقيقة.. ويبدوا لي اننا أتخذنا نفس نهج ومسار أولئك  لأننا لم نحترم شركاؤنا في موقع الحدث من تسمياتنا والمسميات الاخرى...
 -7الكل على دراية بأن كلمة المرجعية ليس لها وجود في القاموس المسيحي، ويستعملها اخواننا المسلمين، فكيف تسنى لرجال الكنيسة حيازة هذا المصطلح أو الموقع ؟...
       أسفي شديد لما وقع فيه قادتنا الدينين من مهزلة أمام ألرأي ألعام لأتفه مسألة لا يتوقّعها القاصي ولا الداني... وأتسائل : ان منحنا الحكم الذاتي الذي نبتغيه لأستقرارنا وديمومة وجودنا وحضورنا في العراق، فكيف سيكون الأمر ؟ هل سيتطلّب قتالاً بيننا وأراقة دماء الابرياء والمساكين الذين يبحثون عن لقمة الأمن والعيش ؟؟ يبدو ان قادة الكنيسة نسوا أو تناسوا غسل يسوع أرجل نلاميذه... وقوله له المجد : من منكم أراد أن يكون أولاً فعليه أن يكون خادماً... وختاماً، أتمنى أن تصل كلمتي الى الأبوين دلي ووردوني، لأقول لهم : لماذا لم يصدر منكما هذا الموقف الحازم الجازم أزاء مذبحة سيدة النجاة واستشهاد الأب فرج رحو والأب بولص اسكندر وتفجير باصات الطلبة الجامعيين المسيحيين من ابناء بغديدا/قره قوش، وهدم وتفجير الكنائس في كلّ المحافظات، والكثير من المظالم التي لحقت بمسيحيي العراق وما زالت تمسّهم الى يومنا هذا ؟؟؟؟؟؟؟... والرب يحفظنا من كل الفتن الاهواء الواهنة الزائلة، ويمنحنا البصيرة لننموا روحيا وينير قلوبنا وعقولنا نحو الكمال... آمين.