المحرر موضوع: هل هي صحوة كلدانية متأخرة أم بوادر نكسة قومية؟  (زيارة 1799 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل عبدالاحد سليمان بولص

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 2135
  • الجنس: ذكر
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
هل هي صحوة كلدانية متأخرة
أم بوادر نكسة قومية؟
البيان الأخير للكنيسة الكلدانية جاء مفاجئا للجميع ومتشنجا بدرجة كبيرة وقد نال الكثير من ردود الفعل بين مؤيد وناقد لا بل قد وصل الأمر ببعضهم الى أسلوب الهجوم غير الحضاري حيث انحدر هذا البعض الى كيل الأهانات المبطنة الى شخص نيافة رئيس الطائفة الروحي عمانوئيل دلي الذي يحمل بالأضافة الى درجته الباطريركية رتبة كاردينال التي قل من يتقلدها في  الشرق الأوسط والتي يجب أن يفتخر بها كل العراقيين بمختلف أنتمائاتهم الدينية وليس فقط أبناء الكنيسة الكلدانية. ولكن ما هي الأسباب التي دفعت رئاسة الكنيسة الكلدانية المعروفة بهدوءها المعهود لأن تخرج عن اسلوبها التقليدي ؟ هل وصلت التدخلات من قبل الأخوة الأعداء الى درجة لا يمكن أحتمالها أم أن هناك أسباب أخرى سوف يكشف عنها الزمن القادم؟ الجواب بالطبع لدى الجهة التي أصدرت ذلك البيان فقط وكل الآراء المنشورة حوله لا  تتعدى كونها اجتهادات قد تصيب أو تخطئ.
 أحاول فيما يلي أن أبدي رأيي حول هذا الموضوع وآمل أن يسامحني كل من لا تعجبه آرائي لأن قصدي ليس الأساءة الى أحد وأنما محاولة وضع النقاط على الحروف قدر الأمكان بعد أن وصلت الأمور بين منتسبي كنيسة المشرق  الى درجة القطيعة وبداية أقول أن كل مؤسسة سياسية كانت ام ثقافية/أجتماعية أو دينية لا بد أن يكون لها قيادة فاعلة وديمقراطية تديرها بما يخدم مصالحها وأستمراريتها ومستقبل المنتمين أليها وأن تستأنس برأي الأكثرية بعيدا عن التسلط والمكابرة وبعيدة عن التراخي الذي يؤدي الى التسيب والأهمال.
الشعب الكلداني أو الأمة الكلدانية  أو ما تبقي منها حقيقة موجودة شاء الآخرون أم ابوا وأذا تعرضت لنكسات أو أختراقات من هنا أم هناك فهذا لا يدل على زوالها بقدر ما يعكس ضعف  أدارتها وحالة الأرتباك في التسلسل الأداري في الكنيسة الكلدانية ظاهرة للعيان وفيما يلي أيجاز لأهم نقاط الضعف الذي تعاني منه الكنيسة ومن ثم القومية الكلدانية أذ يصعب التفريق بين الأثنتين لأن الواحدة مكملة للأخرى:
1) ليس السيد يونادم كنا المقصود بالبيان سوى ضلع واحد من المثلث  الذي يحاول طمس الأسم الكلداني وليس سبب أستئثار هذا الشخص أم ذاك بأدارة شؤون المسيحيين في العراق بالشيء الجديد لأن الراية قد سلمت منذ أن بدأنا بتعليق النياشين على رقبة المحسن الكبيرالذي لا يقل أندفاعا عن السيد كنا بالأضافة الى غبطة رئيس الفرع الآشوري المستحدث لكنيسة المشرق لأن هذا الثلاثي يعمل لنفس الغاية يساندهم مجموعة كبيرة من المؤيدين ولا يعابون على ذلك فكل أنسان يبحث عن مصالحه في هذا الزمن الرديء ولم يعد للمبادئ المثالية تلك القيمة التي يتمسك بها البعض كتغطية لحالة الضعف او الأهمال التي يمرون بها. أن قياداتنا سبق وأن تنازلت كثيرا منذ أن أرتضت أن تقف في الصف الثاني بدل  الموقع الأول الذي كان عليها أن تتبوأه في كل الأمور التي تخص الدين المسيحي وليس فقط موضوع هيئة وقف المسيحيين والديانات الأخرى بأعتبارها ممثلة لأكبر طائفة مسيحية في العراق.
2) في الجانب الروحي هناك شبه استقلال لدى الكثير من رؤساء الأبرشيات بحيث يعمل البعض منهم بحسب رغباته وقناعاته وعلى ما يبدو دون الرجوع الى القيادة العليا المتمثلة بالسدة البطريركية وبصورة خاصة أبرشيات المهجر وقد وصل الأمر حتى الى الأمور الدينية و ظهور أكثر من صيغة واحدة لرتبة القداس والصلوات الطقسية التي هي من أقدم الطقوس الكنسية في العالم ويبدو أنه كانت قد شكلت لجنة قبل سنوات عديدة لدراسة اٌقتراح  بعض التعديلات ولكن الصيغة المقترحة لم تعمم وأنما تم تطبيقها من قبل البعض لكن الأكثرية لا زالت ملتزمة بالصيغة القديمة وهذه حالة تدل على وجود فوضى أذ لا بد أن تطبق التعديلات  في جميع الكنائس في وقت واحد أو أن  تهمل من قبل الجميع. فأذا كانت  هذه هي الحال مع أقدس مقدساتنا فماذا عسانا أن نقول عن الأمور الأخرى.أذن فالمطلب الآني هو ضرورة أعادة هيبة التسلسل الأداري للكنيسة وأيقاف انجراف الكثيرين من أبناء الطائفة وراء منظمات أنجيلية وشهود يهوه وغيرها.
3) الشعب الكلداني شعب رجال أعمال بأكثريته وقد سيطرت المادة على تفكيره حيث فضلها على  الأمور الأخرى ومنها الشعور القومي الذي لا يراوده ألا أذا كان سيجني منه فائدة مادية وفي الأنتخابات العراقية الأخيرة  سمعت من أحد السياسيين الكلدان أنه حاول شحذ همة بعضهم ليصوتوا لحركته فقالوا له ماذا تعطينا حتى نصوت لك؟ أذن كيف يجوز لنا أن نلوم الآخرين الذين أكتشفوا نقطة الضعف هذه وأستغلوها أحسن أستغلال وحصدوا المقاعد بأصوات الكلدان من ورائها؟
4)  بسبب فقدان القيادات الكلدانية المؤثرة  والبعيدة عن المصالح الشخصية وحب الذات نشأت كيانات سياسية طارئة ضعيفة غير مستندة الى قاعدة شعبية ولا تأثير لها على الشارع الكلداني تتبع أساليب تجعل الناس ينفرون من الشعور القومي والشيء الوحيد الذي نجحت فيه هو فتح المكاتب الفارهة  وكيل الأتهامات لبعضها البعض أو الدخول في سجالات ومهاترات غير ذات نفع مع المنظمات الأخرى المسمات بالشقيقة.
5) كنتيجة حتمية لما جاء في النقاط  أعلاه ظهر الكثير من هواة الكتابة يدعون باطلا تمثيل الكلدان ويصرحون بأسمهم ويتشاجرون مع من يخالفهم الرأي الى حد المهاترة غير المستساغة ويطالبون بحصة من الكعكة وغيرها من المطالب المنفرة  وأكثر من يتميز في هذا الحقل هم الذين يعيشون في المهاجر وهم بعيدون جدا عن المصائب التي تحل بأبناء جلدتهم في الداخل.
6) أن أهم ما يجب على المؤسسات الكلدانية سواء كانت روحية أم علمانية هو الأهتمام بمسيحيي الداخل ورعاية شؤونهم حيث يلاقي الكثيرون منهم مصيرا مجهولا بسبب صعوبة توفير لقمة العيش الكريمة وبصورة خاصة المهجرون الذين فقدوا أملاكهم ومصادر رزقهم وذلك عن طريق شحذ همم الخيرين من أبداء الطائفة في المهجر وفيهم الكثير من المتمكنين ماديا وحثهم على أستثمار جزء من فائض أموالهم في أقامة مشاريع صغيرة في القرى والبلدات التي يتعايش فيها أبناء جلدتنا وبهذه الطريقة يمكن أيجاد بعض الأعمال لهم في الوقت الذي يحصل المستثمرون على أرباح لا يستهان بها .
عبدالاحد سليمان بولص