المحرر موضوع: عدنان عبد الحمزة ـ مدير العاب الشرطة.. الزهور ذات العطور الزكية لاتـُعمر!!  (زيارة 1863 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل jalal charmaga

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 290
    • مشاهدة الملف الشخصي
        في الذكرى ألأولى لأستشهاد البطل اللواء / عدنان عبد الحمزة ـ مدير العاب الشرطة ـ .
                          الزهور ذات العطور الزكية لاتـُعمر!! 







جلال جرمكا / سويسرا


في الحادي عشر من أيلول ـ سبتمبر ـ 2005 أقدم الأرهابيون التكفيريون على عمل جبان وخسيس حينما أغتالوا أحد أبرز أبطال العراق في رفع ألأثقال الا هو الشهيد الخالد اللواء ( عدنان عبد الحمزة ) والذي كان قد أستلم مسؤلية العاب الشرطة قبل عدد من ألأشهر فقط... لانستغرب حينما يقدم ألأوغاد على هدم الكنائس والجوامع والحسينيات وأغتيال أساتذة الجامعات والعلماء وألأطباء ألأختصاصيون والصحفيون والشعراء والكتاب ... ياترى هل ممكن أن يستثنوا ألأبطال الرياضيون؟؟؟.
عزيزي عـدنان :
أنت كنت أبو الوفاء... لقد رحلت أو سافرت .. ولكن ياللعجب لم تودعنا..!! هل نسيتنا أم كانت سفرتك وقرار رحيلك سريعة بحيث لم تستطيع حتى ألأتصال بنا...!!! اليس كذلك؟؟.
رحلت أم رحلوك ..؟؟ وماذا تعني الحالتين ...؟؟المهم رحلت ولا أظن أن تعود الينا .. ولكن أنشاءالله تعالى سأكون أول من بين كل ألأصدقاء سأزورك أنا... وحينها سأكحل عيوني برؤيتك .. وأتمتع بأحاديثك التي لم أشبع منها وبقهقهات ضحكك وكلامك الجميل ... ولكن متى ؟؟؟ لاتتسألني .. أتمنى اليوم قبل غد ..أنشاءالله .
لم تقل سأرحل .. لم يكن ألأتفاق هكذا... لقد قلت لي وفي أخر مكالمة قبل رحيلك :
 ــ جلال... ألأمور سوف تتحسن .. أريدك أن تزورنا وبأسرع وقت ، سوف أستقبلك في المطار .. وسأجلب معي باقة ورد من ورود مزرعتي...!!.
أين وعدك ياعدنان؟؟؟ لقد حزمت حقائبي وأشتريت الهدايا .. وعطرك المفضل ولكن .... رحلت ... نعم رحلت وأخشى أن تطول رحلتك!!!.
بالأمس حلمت حلماٌ مزعجاٌ ... نهضت وجسمي كله يصب عرقاٌ.... أستغفرت ربي ( ياربي خير أنشاءالله ) .. قرأت الفاتحة وشربت كوب ماء ...
حلمت وأني في مزرعتك... ياريتني لم أزورها ... وأية مزرعة ..؟؟؟:
ما أن دخلت .. حتى أصبحت ألأشجار تتكلم ... البرتقالة ... والرمانة .. والنخلة :
ــ وين عدنان؟؟؟ لماذا جئت وحدك...؟؟.
لم أستطع الرد؟؟؟ أي عدنان؟؟ عدنان عندكم.. جئت من وسط أوربا قطعت آلآلآف ألأميال لرؤية أخي العزيز  ومع ذلك تسألوني عن عدنان؟؟؟ أي كلام هذا؟؟؟.
تركتهم وتوجهت الى الجهة اليسرى من المزرعة التي كانت كلها ورود ورياحين... ياريتني لم أخطو تلك الخطوة!!! :
لم أرى غير ألأشواك...!!! سألت ألأشواك : أين الورود؟؟؟.
أجابتني شوكة كبيرة :
ــ أية ورود لقد جفت جميعها منذ 11 / سبتمبر من العام الماضي!!!.
توجهت الى الحوض والذي كان في يوم من ألأيام مملؤاٌ بطيور البط والبجع !!! رأيتها قد جفت ولم أرى أي طير!!!.
من هناك شاهدت غـُراباٌ ... أقترب مني وقال :
ــ عن ماذا تبحث؟؟؟.
قلت له : عن طيور الماء.. تلك الطيور التي كانت تملأ هذه البركة !!.
رد على بصوت حزين:
ــ أي مجنون أنت ( أنت غير قديم ) الطيور ... كل الطيور ..هاجرت مع الطيور المهاجرة الى أواسط آسيا.. وقرروا عدم العودة الى هنا... لكون لامجال للطيور أن تعيش في العراق...!!.
ــ ولكنك أنت هنا؟؟.
ــ أنا غـُراب والغراب يكيف نفسه.. ومع ذلك تعرضت لكذا محاولة أغتيال!!!.
تركت الغـُراب وتوجهت الى جارك ( أبو أحمد ) .. ما أن رأني حتى أنفجر من البكاء وأخبرني أشياءٌ مذهلة!!:
ــ كل ألأشجار ... النخيل والبرتقال والتفاح والرمان ... لم تعد تعط أي ثمر ... أنهم أمتنعوا عن أعطاء الثمر الا بعد عودة ـ عدنان ـ !!!.
تركته ... وأنا في حسرة من أمري وأقول وأكرر :
ــ متى تعود الينا؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟.
واليك أخر ألأخبار :
أصدقائك ألأوفياء لم ينسوك أطلاقاٌ... لقد كتب عنك ( ماجد عزيزة ) أجمل كتاباته ... حتى أبنتي الصغيرة ( أفين ) التي كبرت آلآن قد كتبت عبارات محزنة عنكم!!!.
أختنا العزيزة / السيدة سميرة ... أحالت نفسها على التقاعد .. تركت الرياضة وكلية الهندسة وكرة المضرب.. أرتدت السواد والحجاب ... في كل يوم تبعث لك عشرات العشرات من سورة الفاتحة !!.
أرى صمتاٌ رهيباٌ في مناطق طفولتك ( الشيخ معروف والرحمانية ) لابل كل الكرخ ... الجميع يتوقعون أنك في دورة تدريبية وستعود اليهم !!!.
عد لنا ياعدنان... !! هل تعرف أذا عدت :
ــ ستعود الطيور المهاجرة الى البركة !!.
ــ ستثمر النخلة أحلى والذ أنواع التمور!!!.
ــ وكذلك التفاحة والرمانة .. والورود وألأزهار...!!.
رحلت ولم تتحقق أمنياتك .. في كل يم يستشهد العشرات من عدنان...!!.
رحلت ولكنك بيننا... يشهد الله لم ننساك ولايوم............... من بعدك :
ــ لم نعد نسمع المقامات العراقية وأغنيتك المفضلة ( داري..داري ) !!.
ــ أمتنعنا عن كل ألأكلات التي كنت تحبها!!!.
ــ لم نعد نجتمع ونسهر.. وأية سهرة وأنت غائب عنا!!!؟؟.
لن أنساك ياعدنان...لا أصدق أنك رحلت والى ألأبد.. مع كل رنة هاتف أقول :
ــ أنه عـدنان!!!.
عد الينا ولو لمدة أسبوع فقط!!!.. وحينها أرحل ثانية ... أرجوك ياعدنان ...أرجوك .. أن لن تعود أتصل بنا .. لكوني لا أصدق قد رحلت نهائياٌ.... أن الشهداء لايموتون...أنهم خالدون والى ألأبد... هنيئاٌ لنا ولك بذلك الوسام ألأبدي!!.......... ولك تحية جميع ألأصدقاء وألأحبة والجيران وألأهل .... وما أكثرهم !!.