المحرر موضوع: لماذا انتشر الفكر المتشدد  (زيارة 590 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل maanA

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 236
    • مشاهدة الملف الشخصي

اغلبنا او كلنا قد سألنا انفسنا، لماذا انتشر الفكر المتشدد، خصوصا في هذه الفترة بكثير من بقاع العالم، واغلبية هذا التشدد يمثله ويرمز له شخصيات معروفة مثل الظواهري ويقوده بكل العالم تنظيم القاعدة.
حين ندقق في اسلوب الحكم الموجود في كثير من دول العالم خصوصا الشرق الاوسط ودول العالم الثالث، نلاحظ ان الحاكم يعتبر نفسه سيد الجميع، والكل عنده عبيد!؟، خصوصا مع الكم الهائل من المنافقين والوصوليين و(اللوكية) الذين ينفخون بالمسؤول او الملك حتى يكاد ينفجر ويصدق بانه فوق العالمين؟!.
بالإضافة الى ذلك فكل حاشية واقارب الملك او المسؤول ووزرائه ورموز نظامه، يتخذون لأنفسهم القصور والاموال الطائلة، على حساب الشعب المظلوم المقهور، الذي لا يجد لقمة العيش، ورغم ان في هذه الدول الكثير من الموارد الطبيعية، فمثلاً العراق وثروته النفطية وغيرها.. من الثروات الطبيعية نلاحظه يستنكر ويشجب الدول المجاورة بحجة قطع حصة المياه؟!، ولا يسال هؤلاء المسؤولين انفسهم عن المبالغ الطائلة التي ينهبوها، ويهربوها للخارج على شكل استثمارات واموال ووووو... الخ، فلو صرفت تلك الاموال على إقامة السدود (المزدوجة/التي تحوي خزان ارضي) في المناطق الصحراوية، فمجرد مياه الامطار التي تهطل في الشتاء يمكنها ان تجعل العراق بستان، يعج بأنواع المزروعات، وتكفيه المياه لمواسم ولا تنضب؟!!، اضافة الى توليد الكهرباء الكافية.
لذلك وحين تجد الشعوب المضطهدة والمظلومة نفسها في هذا الوضع المأساوي المزري، فإنها تلجأ الى الغيبيات (او الدين) فتستنجد به لعل الله يبعث لها الخلاص من السماء، وحين تنصدم الشعوب برموزها الدينية التقليدية وتجدها تسير خلف الحاكم وتفتي بما يمليه عليها (طمعاً بالمال والمنصب والجاه) فأنها تلجأ الى التطرف، وتنبذ كل المفاهيم الدينية التي تسوق لها من قبل هؤلاء، ولا يبقى لها طريق سوى التضحية بالنفس لأجل الكرامة ولقمة العيش، كما حصل ويحصل على مر التاريخ، وفي هذه الايام، شاهدنا في تونس البداية حين حرق (محمد البوعزيزي) نفسه بعد ان ضاقت به سبل العيش بسبب فساد النظام، السابق، وبعدها حدثت وتحدث مثل تلك الامور لنفس السبب، فلا نعجب اذا ونسال لماذا (انتشر فكر القاعدة) بل واصبحت مؤسسات كاملة تابعة لها تحت مسميات مختلفة كتغطية، وافرادها بكل مكان سواء بمؤسسات الدولة او غيرها؟!
 فالإنسان حين يعجز عن تحصيل حقه وقوت اطفاله، ماذا يفعل، وهو يشاهد ثروات بلاده تنهب وتسرق وتقام بها الولائم والعزائم وتشيد ناطحات السحاب في البلاد الاوربية، ودولته التي يعيش فيها تعجز عن إصلاح البنا التحتية، واقامة مساكن لائقة، وتوفير فرص عمل، والماء النظيف، والكهرباء المستقرة، والامن  والامان وووووو....الخ.
اليوم اصبح وقود اي عمل هو المصلحة الشخصية، فنلاحظ بالفضائيات اللقاءات والتصريحات والمسؤول والقائد الفلاني، وهو يرتدي البدلة والرباط، ليظهر للناس على انه (محترم؟؟!!) بخطاباته الرنانة وكلاماته المعسولة، وحين يرجع الى مكتبه تجهده يوقع اوامر الاعتقال والاغتيال والتعذيب؟!!.
حتى الفضائيات، فهي مسيسة يملكها اصحاب النفوذ والمال، فتسير حسب اهوائهم السياسية والجنسية ومزاجاهم المتقلب، وتعتاش من جوع الشعوب، ومن الدعايات الفارغة السخيفة التي تروج لها، وهي تعلم يقيناً ان فيها من الضرر أكثر من فائدتها المزعومة.!؟
اليوم اصبح الجشع هو السيد الامر الناهي، كل المؤسسات العملاقة في العالم تتاجر بالمواطن المسكين سواء بأدويته او غذائه او رفاهيته، ولا يهمها سوى حصد أكبر قدر من الارباح والاموال، مهما كانت الطريقة المتبعة لذلك، ففي امريكا نلاحظ علناً ان الرؤوساء يتم تمويل حملاتهم الانتخابية من قبل مؤسسات ضخمة، مقابل الدعم المتواصل لها حين استلام الرئاسة، وهذا يحصل في بقية الدول (من تحت الطاولة) فعلى الاقل بأمريكا كل شيء يتم تحت الشمس؟!!. بينما في كثير من الدول، خصوصا العالم الثالث، كل شيء يتم في الظلام. فكما نعلم الشمس تقتل المكروبات، لهذا نجد تلك الفايروسات تذهب الى العالم الثالث وتعشعش فيه وتبنى لها الاوكار، وتقيم الممالك والحكومات والسجون والمعتقلات وووو...الخ.
بينما تقام في دول العالم الاول المستشفيات والمدارس وبكل ما يستحدث من تطورات علمية وفكرية وثقافية، وهذا هو الفرق بين مدن الظلام ومدن النور، الاولى يحكمها الشيطان والثانية يرعاها الرحمن.