المحرر موضوع: كنيسة المشرق الآشورية تُحيّ الذكرى الـ 94 لإستشهاد بطريرك الكنيسة والأمة الآشورية مار بنيامين شمعون  (زيارة 9847 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.




غير متصل opdito

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 255
  • الجنس: ذكر
    • مشاهدة الملف الشخصي
تحية و بعدها تحية لذكرى هذا البطل الشهيد

و معه الاف من شهدائنا الذين غودرو على يد الانكليز

ايام نضالهم التاريخي

الف تحية لهم

اوديشو  الاشوتي             سويسرا
odi

غير متصل Dr. Simon Shamoun

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 302
    • مشاهدة الملف الشخصي
H.H. the late Mar Benyamin Shimun is the PRINCE of all our martyrs and of  our beloved Assyrian nation and ACOE. His memory is alive in the hearts and minds of millions of Assyrians worldwide. May God rest his soul in peace. H.H. Mar Benyamin Shimun is also an Assyrian HERO who sacrificed his life for his nation and beloved ACOE.

Dr. Simon Francis Shamoun
Research Scientist & Professor,
Canadian Forest Service & University of British Columbia, Vancouver, BC, Canada

غير متصل Odisho Youkhanna

  • عضو مميز متقدم
  • *******
  • مشاركة: 20787
  • الجنس: ذكر
  • God have mercy on me a sinner
    • رقم ICQ - 8864213
    • MSN مسنجر - 0diamanwel@gmail.com
    • AOL مسنجر - 8864213
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • فلادليفيا
    • البريد الالكتروني
ألمجد وألخلود لشهداء الأمة الآشوريًة ألجبارة

الشماس اوديشو الشماس يوخنا
may l never boast except in the cross of our Lord Jesus Christ

غير متصل انطوان الصنا

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 4286
    • مشاهدة الملف الشخصي
مقتطفات من مقال لنا (امير وقمر شهداء امتنا البطريرك مار بنيامين شمعون توأمة دينية وقومية وسيرة خالدة) الجزء الاول
----------------
البطريرك الشهيد مار (بنيامين شمعون) شخصية مثالية ونموذجية ساحرة من طراز خاص احدث توأمة دينية وقومية وجدانية متميزة في قيادته التاريخية للكنيسة وامتنا تمتعت بكاريزمة متشعبة الجذور والافرع من حيث الصفات القيادية والعمق الديني والقومي لانه عاش وترعرع في ظل اجواء عائلة دينية وقومية وتربى على القيم والمثل العليا في التضحية والايثار ونكران الذات وتحمل الصعاب في سبيل الكنيسة ومستقبل امته مما خلق لديه امتزاجا متميزا وفريدا اقرب الى المدرسة الفكرية والتربوية ستبقى ينبوعا تنهل منها الاجيال القادمة من ابناء شعبنا فهذه الشخصية القومية والدينية الفريدة صقلتها تضاريس متقلبة وهزات متواصلة وصعوبات تعرض لها شعبنا في تلك الحقبة الزمنية القاسية ...

ان شخصية البطريرك الشهيد مار (بنيامين شمعون) كانت تمتلك القدرة على ابتكار واختلاق اساليب جديدة واتخاذ مواقف شجاعة ورؤية ستراتيجية بما يتلائم مع طبيعة المواجهة وساحة المعركة دون الالتصاق بالتقليدية وملحقاتها لانه كان يقرأ الاحداث والمتغيرات السياسية والعسكرية الدولية والاقليمية والمحلية المحيطة بشعبنا انذلك بدقة وذكاء قل نظيره ونظرة ثاقبة بملامح الشجاعة والصرامة والايمان والمبدئية والثقة بالمستقبل وعدم الركوع والخضوع والاستسلام مهما تكن الحوالك والتحديات والصعوبات رغم ما قدمت له من اغراءات وامتيازات للتنازل عن قضية وحقوق شعبنا وامتنا وكنيستنا لكنه ابى ورفضها بشدة وشجاعة ومبدئية لا تلين ان هذا الموقف الشجاع والصريح لقداسته اثبتت الايام صحته حيث لم يفكر ابدا في يوم من الايام لحياته الشخصية ورغدها والبحث عن الذات العائلية والاسرية حيث كان شغله الشاغل حلمه القومي في تشكيل كيان لامته والحفاظ على مبادىء ورسالة كنيسته السامية عرف عن قداسة الشهيد مار بنيامين انه كان مرشدا ومدبرا حكيما وذو فطنة ودراية وشهم وشجاع وعالم بشؤون الكنيسة والامة ووريث الكرسي البطريركي بجدارة واستحقاق ...
  
للاطلاع اكثر حيث كتبنا موضوع تحت عنوان (امير وقمر شهداء امتنا البطريرك مار بنيامين شمعون توأمة دينية وقومية وسيرة خالدة) الجزء الاول الرابط ادناه

1 - الجزء الاول - امير وقمر شهداء امتنا البطريرك مار بنيامين شمعون توأمة دينية وقومية وسيرة خالدة

http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,560145.0.html

2 - الجزء الثاني - اغا بطرس لامير الشهداء البطريرك مار بنيامين : فداؤك سيدي لا تذهب الى سمكو .. لك الصليب واترك السيف لنا

http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,562166.msg5498054.html#msg5498054


                                                                                                    انطوان الصنا
                                                                                                     مشيكان
                                                                      antwanprince@yahoo.com

غير متصل sam al barwary

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1450
  • الجنس: ذكر
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
كان مار بنيامين في عصر زمانه يجسد وبحق وصدق أسطورة التضحية والفداء في سبيل الكنيسة والأمة التي كتبها قبله أجداده الأبرار بدمائهم الزكية الطاهرة ويكمل ما شرع به مار شمعون برصباي البطريرك الآشوري الذي وهب حياته في القرن الرابع الميلادي قرباناً لمبادئه وأيمانه بكنيسته وشعبه. وتتجلى عظمـة وتضحية مار بنيامين في كل يوم من أيام حياته القصيرة وفي كل موقف من مواقفه البطولية،

غير متصل habanya_612

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 4805
    • مشاهدة الملف الشخصي

            كنيسة المشرق الأشورية
     
              ذكرى أستشهاد البطريرك مار بنيامين \ 94

       كان مار بنيامين في عصر زمانه يجسد وبحق وصدق أسطورة التضحية والفداء
       في سبيل الكنيسة والأمة التي كتبها قبله أجداده الأبرار بدمائهم الزكية الطاهرة
       ويكمل ما شرع به مار شمعون برصباي البطريرك الآشوري الذي وهب حياته في
       القرن الرابع الميلادي قرباناً لمبادئه وأيمانه بكنيسته وشعبه. وتتجلى عظمـة
       وتضحية مار بنيامين في كل يوم من أيام حياته القصيرة وفي كل موقف من مواقفه البطولية

غير متصل داود البازي

  • عضو فعال
  • **
  • مشاركة: 56
    • مشاهدة الملف الشخصي
ألمجد وألخلود لشهداء الأمة الآشوريًة ألجبارة

غير متصل نبيل دمان

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 896
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
سيبقى اسم الشهيد مار بنيامين ممجدا في السماء و في الارض، ولن يكن باستطاعت الزمن طي صفحته في التدبير والشجاعة على مدى الاجيال.
نبيل يونس دمان


غير متصل opdito

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 255
  • الجنس: ذكر
    • مشاهدة الملف الشخصي

ولد مار بنياميــن في عام 1887، وفي الثاني من شهر آذار من عام 1903 رسم مطراناً من قبل عمــه البطريرك مار روئيـل شـمعون وبعد انتقال هذا الأخير الى الحياة الأبدية رســم مار بنياميــن بطريركاً على كنيسة المشرق في 30 آذار من نفس السنة وهو شــاب يافع لم يتجاوز عمره أكثر من ستة عشر عاماً غير أن معظم الذين عاصروه أكدوا بأنه كان يمتلك عقلاً نيراً وحكمـة بالغة وسلوكاً قويماً ووعياً ناضجاً وكأنه رجل في الأربعين من العمــر، كما يوصف بأنه كان سليم الجسم كسلامة عقله يتميز بكرامة واسعة وشهامة بالغة وشجاعة فائقــة بحيث لم يكن يعرف معنى للخوف خاصة عندما تكون المسألة متعلقة بأبناء شعبه، وكان موضوع ثقة كبيرة ليس عند الآشوريين والمسيحيين فحسب وإنما أيضا عند الكثير من العشائر الكردية وزعمائهم الذين كانوا يؤتمنون بحكمتـه وعدالته ويلجئون إليه لفض نزاعاتهم ويحترمون قراراته وتحترم قراراته ففي الكثير من المرات استطاع أن يحل أصعب الخصومات والنزاعات وأن يعقد بينهم العدل والتفاهم، كما كان له مكانة خاصة ومتميزة عند السلطات المركزية والمحلية يولونه احتراماً شديداً، ويؤكد المؤرخون بأن بعض العشائر الكردية المسلمة في عهد مار بنيامين كانت تأكل الحيوان المذبوح من قبل عائلته وتعتبره لحملاً حلالاً غير محرماً كما هي العائدة. هذه الصفات الفريدة والمكانة المتميزة التي كان يتمتع بها شهيد الأمة والكنيسة البطريرك مار بينامين هي التي زادت من حقد بعض زعماء الأكراد المتطرفين والحاقدين عليه وعلى الآشوريين من أمثال سمكو أغا زعيم قبائل الشيكاك الكردية المتطرفة. 

لهذا السبب عندما أنتقل أمير الشهداء إلى عالم الخلود لم يكن هناك أي شخص آشـوري، سواء في الكنيسة أو في الأمة، يستطيع أن يحل مكانه ويجمع أبناء الشعب تحت قيادة واحدة، فكان وبحق آخر قائد آشــوري ديني وقومــي قادر على جمع شمل الآشوريين تحت لواء قيادته التي لم تكن في يوم من الأيام قيادة منفردة أو متسلطة، فقد عرف عنه بأن معظم القرارات التي أتخذها تمت بعد التشاور والتباحث مع زعماء "ماليك" العشائر، الذين كانوا يشاركون في مجلسه باعتبارهم أعضاء في المجلس القيادي للأمة. من هذا المنطلق يقول المؤرخ الآشوري الشماس كوركيس بنيامين في كتابه ( رؤساء الآشوريين في القرن العشرين) المكتوب باللغة الآشورية الحديثة (ص25) يقول  "بأن لو لم يكن الآشوريون قد فقدوا مار بنياميــن في تلك الفترة لربمـا كانت مسيرة تاريخ أمتنا قد تطورت بشكل آخــر، ومن دون أدنى شــك كانت بشكل احسن مما هو عليه الآن لأنه بالتأكيد ما كان يسمح للإنتهازيين أن يلعبوا لعبتهــم كما فعلوا بعد الحرب العالمية الأولى وكما يفعلون اليوم".

نشأ مار بنيامين وترعرع في بيئة دينيـة وقومية وتربـى على المثل العليا في الفداء والتضحية وتمثلت فيه روح الأباء والأجداد العظام في تحمل الصعاب والمشاق ونكران الذات والتضحية في سبيل الأمة والكنيسة، فبالرغم من كونه في العقد الثالث من عمره، استطاع قيادة الأمـة الآشورية في أحرج الظروف وأصعبها نحو الخلود وديمومة التواصل التاريخي رغم كل المأساة والفواجع التي أفرزتها الحرب الكونية الأولى ونتائجها المؤلمــة التي فرضت قسـراً وظلمـاً على الشعب الآشــوري، كالجلاء عن أرض الوطن والابتلاء بالأمراض الفتاكة والمجاعات القاتلة وحملات التنكيل والإبادة الجماعية التي نفذتها السلطات التركية والعشائر الكردية والفارسية المتحالفة معها ضد الآشــوريين .

فإذا كان عمق إيمانه المسيحي وقوة إلهامه الروحــي ووســع معارفه اللاهوتية قد أهلته اعتلاء كرسي بطريركية كنيسة المشرق الآشورية فأن ذكاءه الحاد وفطنته السياسية وحبه اللامتناهــي لأمته وشجاعته القومية التي لم يعرف لها حدود كانت كلها عوامل وضعته في قمة قيادة الانتفاضة الآشــورية ضد الدولة العثمانية أبان الحرب العالمية الأولى والسعي بكل إخلاص وتنافي من أجل تحقيق المصير القومي لشعبه والعيش بأمن وسلام .

كان مار بنيامين من بين القلائل الذين يدركــون مضامين السياسة الشوفينية للدولة التركيــة ومغزاها الاستراتيجي القائم على أبعاد عنصرية تتخطى كل الحدود الإنسانية والأخلاقية، خاصة بعد استلام حزب الاتحاد والترقي التركي، والمعروف أيضا بـ " تركيا الفتاة"، مقاليد السلطة في الدولة العثمانية عام 1908 والمعروف بسياسته في تتريك الأقوام غير التركية . فقبل حول نهاية القرن الماضي خسرت الدولة العثمانية معظم مستعمراتها في شمال أفريقيا على اثر هزيمتها أمام الدول الأوربيــة التي سيطرت على تلك المنطقة، كما تقلص نفوذها في شرق أوربا وبشكل خاص بعد استقلال معظم دول البلقان نتيجة تصاعد حركات التحرر القومي في تلك المنطقة مما حدا بهذ بالدولة العثمانية إلى تعويض عن هذه الخسائر بتوجيه أطماعها نحو الشرق لتحقيق الأحلام العنصرية لحزب الاتحاد والترقي في إقامة الإمبراطورية الطورانية تشمل معظم مناطق بيت نهرين وفارس وبلدان آسيا الوسطى وباكستان وأفغانستان وحتى الهنــد .

ومن الضروري الإشارة بأن شعوب هذه المناطق المسلمة وغير التركيــة لم تكن تشــكل، حسب اعتقاد الدولة التركية، أي عائق أمام تحقيق سياستها في تتريكهم وذلك بسبب عامل الدين المشــترك وبحجة الخلافة الإسلامية أو تحت غطاء الجامعة العثمانية، في حين شكلت الشعوب المسيحية الأخرى كالآشوريين والأرمــن والروس عائقاً أمام تطبيق سياسة التتريك ودمجهم في الإمبراطورية الطورانية المسلمة لذلك وجدت في سياسة الإفناء والإبادة الجماعية والحروب المقدسة " الجهاد" ضد هذه الشعوب الوسائل الممكنة لإزاحتهم عن طريق تحقيق أحلامها الشوفينية، كما وجدت في الحرب الكونية الأولى الفرصة المثالية لتنفيذ هذه السياسة .

وفعلاً عندما أعلنت الدولة التركية مذابحها المشهورة في التاريخ ضد الأرمن شملت هذه المذابح الآشوريين أيضاً حيث *بدأت القوات التركية وبعض العشائر الكردية المتحالفة معها بشن هجمات على القرى الآشورية الآمنة وحرقها وتشريد سكانها والتنكيل بهم . ويروى بأن أحد المبشرين الأجانب سأل القائد التركي عن سـبب شن حملات الإبادة الجماعية على الآشوريين في الوقت الذي يخص قرار (فرمـان) السلطة العثمانية الأرمــن وحدهم دون غيرهم من المسيحيين، أجاب القائد التركي " إنني لا أســتطيع التمييز بين الروث الجاف والروث الرطب فكلاهما روث كريــه ".

هذه السياسة البربرية وضعت الآشــوريين وعلى رأسهم البطريرك مار بنياميــن في موقف ماحق ومهلك لم يترك أمامه  خيارات متاحة سوى خيارين إما الموت والفناء أو المواجهة والمقاومة لهذه السياسة وبكل الأساليب الممكنة والمتاحة. وفعلاً ففي شهر أيار من عام 1915 اجتمع البطريرك مع بقية الزعماء الآشوريين فاتخذوا قراراً جريئاً وشجاعاً في الانضمام إلى الحلفاء والاشتراك في الحرب ضد الدولة العثمانية وحلفائها بعد أن تأكد له عدم جدوى وقوف الآشوريين جانب الحياد والمذابح تفعل فعلها في أعناق أبناء شــعبه المسالم وبعد أن ثبت بطلان وزيف وعود الأتراك والإغراءات المعروضة على البطريرك وبقية الزعماء الآشــوريين لمنعهم من الاشتراك في الحرب ضدها .

وبعد اشتراك الآشــوريين مع الحلفاء في الحرب ومن ثم نكوص وتخاذل روسيا أولاً ثم بريطانيا ثانياً في الوعود الممنوحة للآشوريين بالمساعدة بالسلاح والتموين والإسناد في حربهم ضد الدولة التركية، اصبح الآشوريون منفردين في مواجهة القوات التركية والعشائر الكردية والفارسية الجيدة التسليح، خاصة بعد انهيار الجبهة الشرقية على اثر انسحاب روســيا من الحرب وعقد الهدنة مع تركيا ودول المحور عند قيام الثورة البلشفية الاشتراكية في أكتوبر من عام 1917 ، لذلك تعرض الآشوريون إلى الهجمات الانتقامية الشــرسة وأخذت القوات التركية وحلفاؤهم تنكل بهم تنكيلاً وتقتل بهم تقتيلاً من أجل تنفيذ سياسة إفناء الوجود الآشــوري من مناطقهم التاريخية، وهي مأساة مفصلة بشكل دقيق في الكثير من الكتب. ففي هذه الظروف المأساوية قاد مار بنيامين شــعبه البائس والجائع والمتشرد من منطقة هيكاري إلى منطقة أورمي في شمال بلاد فارس في هجرة جماعية تعتبر وبحق ســفر من أسفار اضطهاد ومعاناة الجنس البشري على الكرة الأرضية وهو في بداية قرن جديد لم يعرف الآشوريون منه غير الدمار والتشرد والجوع والأمراض الفتاكة والفواجع المهلكة .

وإذا كان بعض المحللين الذين درسوا تاريخ الآشــوريين في تلك الحقبــة الزمنية يرون في اندفاع الآشــوريين وترك أوطانهم في هيكاري واللجوء إلى اورمي خطأً عسكرياً واستراتيجياً مميتاً كلفهم الكثير، فيــه نوع من القبول من الناحية النظرية العسكـرية إلا أنه من ناحية أخرى يفتقر مثل هذا التحليل إلى النظرة الموضوعية التاريخية لطبيعة الشعب الآشــوري وللظروف المهلكة التي كانت تحيطه من كل الجوانب بحيث لم تترك له فرصة الاختيار إلا الخيار الصعب والوحيد ذلك لأن بقاء الآشـوريين مع عوائلهم منفردين ومعزولين عن العالم الخارجي ومحاطين بأعدائهم  همهم الوحيد التنكيل بهم وأبادتهم ما هو إلا ضرب من الانتحار الجماعي للأمة وإعطاء الفرصة لأعدائها في تنفيذ سياستهم المرسومة للقضاء على الآشوريين نهائياً . في حين ضمن الآشوريون بلجوئهم إلى المناطق الأخرى بعيدين عن أوطانهم عنصر الحياة والديمومة والتواصل كقومية تاريخية تمتد جذورها لقرون طويلة في التاريخ البشري . فالمقدرة العضوية التي اكتسبها الآشوريون في التكييف والتمحور تجاه المأساة والمعاناة المستديمة والفواجع الاجتماعية والطبيعية عبر تاريخهم السياسي الطويل ضمن لهم عنصر البقاء والخلود وأنطبق عليهم وبحق قانون الانتخاب الطبيعي والبقاء للأصلح،  مع التحفظ للتفسيرات المختلفة لهذا القانون، وكان مار بنيامين قد أستلهم هذه الحقيقة وأدركها جيداً عندما أختــار الخيار الصعب والقرار الوحيد لأجل إنقاذ شعبه من الانقراض والزوال رغم كل الخسائر الفادحة التي كلفت اتخاذ مثل هذا القرار وحتى خسارة الوطن لأنه كان يدرك بأن بقاء شعب، مثل الشعب الآشــوري، سيعوض عن هذه الخسائر بما فيها خسارة الوطن طالما تمسك بالقيم والمبادئ التي خلقته كأمة وككنيسة خدمت العالم وأعطت للإنسانية كثير الكثير واستطاعت المحافظة على نفسها طيلة قرون طويلة من الظلم والاضطهاد .

كان مار بنيامين في عصر زمانه يجسد وبحق وصدق أسطورة التضحية والفداء في سبيل الكنيسة والأمة التي كتبها قبله أجداده الأبرار بدمائهم الزكية الطاهرة ويكمل ما شرع به مار شمعون برصباي البطريرك الآشوري الذي وهب حياته في القرن الرابع الميلادي قرباناً لمبادئه وأيمانه بكنيسته وشعبه. وتتجلى عظمـة وتضحية مار بنيامين في كل يوم من أيام حياته القصيرة وفي كل موقف من مواقفه البطولية، وبعض الأمثلة التاريخية تؤكـد هذه الحقيقة :

 -  عندما أدركــت السلطات التركية عدم إمكانية خداع وإقناع مار بنيامين في استمالته إلى جانبها ضد دول الحلفــاء أو إبقاءه على الأقل على الحياد رغم كل الاغراءات والامتيازات التي وعدته بها له ولشــعبه، لجأت إلى وسائل الضغط والإكراه فوجدت في اعتقاله بتهمــة الخيانة والتحريض على الحرب أو اغتيالــه الوسائل الممكنة في منع الآشــوريين دخول الحرب مع الحلفاء ضدها لأن الحكومة التركية أدركت بأن القضاء على البطريرك، هذا الشخص بالتحديد ، سيكون بمثابة الضربة الماحقة للآشوريين للاستسلام والخضوع. غير أن الإجراءات الاحتياطية التي اتخذتها القيادة الآشــورية بنقل مقر البطريرك التقليدي في قرية قوجانس إلى  منطقة ديز حال دون ذلك. ثم وجدت في أخيه هرمز الذي كان يدرس حينذاك في أسطنبول وسيلة أخرى للضغط على مار بنيامين لتغييــر قرار المشاركة في الحرب . ففي منتصف شهر آب 1915 أنذرته السلطات العثمانية بأن أخاه هـرمز اصبح رهينــة في يدها وسوف يعدم إذا لم يستسلم مار شمعون مع زعماء الآشوريين إلى الأتراك ويمتنعون عن الاشتراك  في الحرب ضدها فكان جواب البطريرك في رسالة وجهها إلى السلطات التركية تعبيــراً عن موقفه البطولي واستعداده الدائم للتضحيـة والفداء حين قال كلمته التاريخية المشهورة التي لا يزال صداها يرن في أذان كل مناضل آشــوري شــريف .. " إني قائد شــعبي وهم أولادي كثــار فكيف أستطيع أن أسلم شعبي من أجل أخي هرمز فهو  شخص واحد فقط فلتكن حياته قرباناً لامتــه " . ثم بعد ذلك جلب هرمز الى مدينــة الموصل واعدم بالقرب من القرى الآشــورية كوسيلة أخرى للإرهاب والتخويف. ولا أحســب وجود مشــقة وعناء في استقصاء عبر البطولة العجيبة لمار بنياميــن وقدرته على التضحية في سبيل شعبه وكنيسته من كلمته هذه، خاصة عندما اعتبر كل الشــعب الآشــوري أولاده قولاً وفعــلاً. كما لا أحسب، إذا نظرنا للمسالة بنظرة موضوعية حيادية بعيدة عن عواطفنا وتصوراتها، وجود ملحمة بطولية من هذا النوع من التضحية حتى في الشعوب الأخرى خاصة عندما نعرف العلاقة القوية الحميمة التي كانت تربط مار بنيامين بأخيه هرمز، فكان من أقرب أفراد عائلته إليه يرافقه في الكثير من جولاته ومهماته. من هذا المنطلق نقول بأن اتخاذ مثل هذا القرار لم يكن بالأمر الهين بل يفوق التصور الإنساني .

 -  وفي نفس الشهر من نفس العام سافر مار بنيامين إلى مقاطعة أورمي في شمال بلاد فارس (إيران) للالتقاء والاجتماع بقيادة الجيش الروسي في مدينة سلامس لبحث موضوع الوعود والمساعدات الروسية الموعودة للآشوريين وحسب الاتفاق المعقود بين الطرفين. وفي طريق السفر وعبر الجبال العاصية والغابات الموحشة تعرض إلى هجمات قطاع الطرق والى مطاردات القوات التركية وغارات العشائر الكردية وبعد مشاق الطريق الذي أستمر عدة أيام وليالي، لم تكن نتيجة الاجتماع بقيادة الجيش الروسي غير وعود جوفاء لم يحصل الآشوريون منها شيئاً غير المزيد من المأساة والفواجع. وأثناء الاجتماع حاولت القيادة الروسية إقناع البطريرك بالبقاء في سلامس تحت حمايتهم وتوفير الأمن والإقامة الآمنة له لضمان حياته من خطورة العودة إلى شعبه المعزول والمحاصر من قبل الأعداء، غير أنه أبى ذلك ورفض بشدة محاولات الروس حيث فضل الموت بين أبناء شعبه على العيش الرغيد بعيداً عنه، فقال للقائد الروســي كلمة  أذهلته وأذهلت المجتمعيــن أيضاً : " جئت لأنقذ شعبي لا لأنقــذ نفســي فأنا عائد إليه حتى أعيش أو أموت معه " فقفــل راجعاً متحملاً مشــاق الطريق الطويل والصعب ومخاطر نيران أسلحة الأعداء .

مرة أخرى نتلمــس بكل وضوح وجلاء استعداد مار بنيامين للتضحية، لا بأخيه فحسب بل بنفسه أيضاً من اجل شعبه ومن أجل أي يكون قريباً منه رغم شبح الموت الذي كان يخيم عليه بدلا من أن يعيش هانئاً أمناً ولكن بعيد عنه، ذلك لأنه كان يشعر بأنه منه واليه يعود مهما كانت العوائق والمصاعب ومهما كانت المغريات والحوافز. فهذه الصفات هي التي أدخلت مار بنيامين في التاريخ الآشوري ومن أبوابه الواسعة وأصبح رمزاً قومياً ودينياً لكل من يحمل صفة الآشوري بفخر واعتزاز . وهي الصفة التي تجعله وبكل حق وأنصاف الزعيم العضوي الوحيد للآشوريين في هذا القرن، أي الزعيم الذي هو جزء من الأمة، والأمة جزء منه فكل واحد منهما لم يكن بالإمكان وعلى الإطلاق أن يتواجد أو أن يعيش إلا بتواجد وعيش الآخر. هكذا نرى نقرأ التاريخ الآشـوري ليؤكد لنا بأن ضياع مار بنيامين كان يعني تشتت الأمة وتحطم نسقها الاجتماعي بين أمواج الحرب العالمية الأولى وبالتالي فرضت المأساة فرضاً مميتاً على أبناء الأمة وشتتهم بين مختلف زوايا العالم بعد أن عجزوا في إيجاد وخلق زعيم قومي وديني يوازي عظمة أمير الشهداء مار بنيامين.

 -  في بداية شهر آذار، حسب التقويم القديم أي في 13 منه حسب التقويم الجديد ، وفي اليوم الأول من الصوم الكبير عام 1918  عقد اجتماع بين البطريرك الآشوري مار بنيامين والزعيم الكردي إسماعيل الشيكاكي، والمعروف بـ " سمكو " زعيم قبائل الشيكاك الكردية المتطرف والمشاكسة لبحث موضوع تحالف الشعبين ضماناً للأمن والاستقرار وتمهيداً لتطبيق حقهم في تقرير مصيرهم القومي بأنفسهم في ضوء المصالح المشتركة بين الشعبين والتي أفرزتها أوضاع ونتائج الحرب العالمية الأولى. وكانت روسيا البيضاء تستهدف من هذا التحالف والتي ســعت إلى ترتيبه ضمان الاستقرار في هذه المنطقة تمهيداً للسيطرة عليها عن طريق استخدام تحالف الآشوريين والأكراد لضرب القوات التركية وإيجاد موطئ قدم لها بعد الخسائر التي منيت بها من جراء وصول الشيوعية إلى السلطة في موسكو. كما لعبت الاستخبارات البريطانية دوراً كبيراً في تشجيع سمكو للاجتماع بمار بنيامين وعقد تحالف معه وذلك من اجل استغلال وحدة قواتهم لتحقيق أهدافها الاستراتيجية في المنطقة خاصة بعد أن وضعت ثقتها بسمكو الذي كان قد حلف على القرآن بأن يكون وفياً ومخلصاً للإنكليز وان يســعى بكل شرف وأمانة للاجتماع بالبطريرك الآشوري لعقد الحلف المنشود .

لقد أدرك مار بنيامين أهمية هذا التحالف مع الأكراد لضمان الأمن والسلم لشعبه التعيس بالرغم من الخلفية العدائية بين قبائل الشيكاك والآشوريين والتحذيرات التي انذر بها مار بنيامين من أن محاولة اغتيال قد تكون مدبرة له خلال الاجتماع للتخلص منه ومن إصراره على مواصلة النضال حتى أن ينال شعبه حقه في موطنه الذي طرد منه، غير أن كل ذلك لم يمنع البطريرك من الذهاب قدماً لان حبه وتفانيه من اجل إسعاد شعبه كان أقوى بكثير من مخاوف اغتياله لهذا وهب حياته ورخص دمه ذخراً وفداءً لأبناء شــعبه عندما اغتيل غدراً وخيانةً من قبل المجرم سمكو بعد انقضاء الاجتماع، وهي ملحمة مأساوية في تاريخ الآشـوريين زمعروفــة للكثير منهم. وقد ثبت فيما بعد تورط الحكومة الفارسية في عملية اغتيال البطريرك عندما عثرت القوات الآشورية التي هاجمت مقر سمكو على كتاب من حاكم تبريز يحث فيه سمكو على قتل مار بنيامين مقابل وعود واغراءات قدمتها الحكومة الفارسية لسمكو لان هذه الحكومة كان تريد التخلص من مار بنيامين بسبب رفض تجريد شعبه في أورمي من الســلاح لحين ضمان الأمن والاستقرار في المنطقة .

لقد كان البطريرك مار بنيامين رمزاً للتضامن الآشــوري تنطوي تحت ســلطته الدينيــة والدنيوية وحدة الآشوريين القومية والدينية والفكرية واستطاع أن يجمع ويوحد جميع العشائر الآشورية وان يقودهم لسنوات عديدة حتى استشهاده. فهــو وبحق وجدارة يستحق لقب البطل القومــي الآشــوري وأميراً للشهداء الآشوريين، وحسناً فعلت كنيسة المشرق الآشزرية بإحياء ذكراه في يوم الأحد السابق للصوم الكبير من كل عام واعتباره من شهداء الكنيسة وهي مسؤولية قومية أيضاً ملزمة لكل المنظمات والأحزاب الآشورية لإحياء ذكرى هذا البطل التاريخي في مسيرة النضال القومي الآشــوري ويستلزم منهم إقامة صرحاً تذكارياً له في المراكز الدينية والقومية أو تسمية إحدى الكنائس الآشورية باسمه تخليداً لذكرى أمير الشــهداء مار بنيامين. كما أنها مسؤولية المفكرين والكتاب الآشوريين للبحث والتنقيب في مغزى البطولة والاستشهاد التي أكدها مار بنيامين في التاريخ الآشــوري والتي تعد دروساً في التربية الدينية والقومية وزاداً لكل المناضلين الآشــوريين في مواصلة مسيرة النضال القومي الآشـوري .

مات واستشهد البطريرك الآشــوري مار بنياميــن ولكن بقـى وســيبقى مدى الدهــر حياً خالداً في ضمائــر كل الآشـوريين الشرفاء .


ميشيل  برخو / هلمــــون
odi

غير متصل ash19713839

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 686
  • الجنس: ذكر
  • الايمان بل العمل خير من المواعظ الكاذبة ‎- ويليام
    • رقم ICQ - 2102284822
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • www.ankawa.com
    • البريد الالكتروني
مار شمعون الحادي والعشرون بنيامين بالسريانية: ܡܪܝ ܒܢܝܡܝܢ ܫܡܥܘܢ ܥܣܪܝܢ ܘܩܕܡܝܐ‏ ، كما يعرف ب-مار بنيامين شمعون، هو آخر بطاركة كنيسة المشرق  المقيمين في هكاري . ولد سنة 1887 وتولى البطريركية في قودشانس سنة 1903. قاد حوالي 50,000 من رعيته إلى أورميا أثناء المجازر الآشورية. اغتيل في 3 شباط 1918 مع 150 من مرافقيه بينما كان في حماية أحد الزعماء الأكراد.



المصدر : الموسوعة الحرة




خدمة ابناء شعبنا العزيز هي المهم وليس المجد الباطل والتاج الناقص
Service of our dear people is important, and not false glory and the crown missing

غير متصل opdito

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 255
  • الجنس: ذكر
    • مشاهدة الملف الشخصي
 خابوركوم

الصفحــة الرئيسيــةألبومـات الصــورمنتديــات الخابــور 
ذكرى إستشهاد أمير شهداء آشور قداسة البطريرك مار بنيامين شمعون     


 
آشور كيواركيس - بيروت - لبنان
 
 

 

 

 

 

يعتبر الشعب الآشوري اليوم من أعرق الشعوب التي ما زالت تعاني من الحرمان والتهميش بعد أن خاض مجازراً دموية منذ سقوط عاصمة الدولة الآشورية "نينوى" عام 612 ق.م، ولدى اطّلاعنا على تاريخ الآشوريين نلاحظ تنوّعاً في تعامل القوى المسيطرة على وطنهم عبر الزمن، كما نلاحظ أن الإنسان الآشوري بقيَ توّاقاً إلى الحرية منذ أفول نجم الإمبراطورية الآشورية حيث ثار آشوريّو بابل مراراً على الملوك الفرس بعد سقوطها، ففي عهد داريوس ثار القائد البابلي" نندينتو- بيل" عام 522 ق.م وقمعت ثورته، ثمّ في عهد أحشيوَرش أعلن الآشوريون استقلالهم ونصبوا ملكاً على أنفسهم يدعى "بيل– شيمانّي" وتبعه الملك "شمّش إيريبا" ولكن هذه الثورة أيضاً تمّ سحقها عام 482 ق.م، ويتكلّم المؤرّخ الإغريقي هيرودوتس (490-420؟ ق.م) في كتابه "التواريخ" عن عدّة ثورات آشورية ويذكر كيف كان الآشوريون يسخرون من المحتل الفارسي ويهينون الملك نفسه عندما كان يمرّ موكبه في المدن الآشورية...

 

أمّا بعدَ مجئ السيّد المسيح، فكان الآشوريّون أوّل من اعتنق المسيحية، وذلك في بابل ومملكة "أور- هاي" (تسمّى اليوم "الرّها" أو "أورفا") التي أسسها الآشوريون بُعَيد سقوط نينوى عام 612 ق.م، وولاية "آشور" في أربيل- شمال العراق الحالي التي كانت تتمتع بالحكم الذاتي ضمن مناطق حكم الفرس الساسانيين وكان أحد ملوكها سنحاريب؛ والد القديسين بهنام وسارة واستمرّت هذه الممالك قروناً بعد الميلاد.

وبما أنّ المسيحية دين سامي يدعو إلى التبشير، من هنا فقد تحوّل الآشوريّون إلى النشاط التبشيري الذي امتدّ في فتراتٍ مختلفة إلى أقاصي شرق آسيا (الصين، اليابان، منشوريا، التيبت) وأرمينيا شمالاً والجزيرة العربية جنوباً وعُرفت كنيستهم بكنيسة المشرق، وكانت بمثابة "الإمبراطورية الكنسيّة" ورئيسها يحمل لقب "جاثليق المشرق"، وقد أسسها القدّيسون الرسل توما وأداي (تدّاوس) وماري، لذلك فاسمها "كنيسة المشرق الجاثاليقية الرسولية المقدّسة" وقد سُمّيَت عبر التاريخ "كنيسة المدائن" و"كنيسة ساليق" و"كنيسة بابل" و"كنيسة فارس" و"الكنيسة السُّريانية الشرقيّة"، كما تعرَف اليوم خطأ في الشارع الآشوري عامّة وفي بعض الأدبيات بعبارة "الكنيسة الآشورية"، ولهذه المغالطة أسباب تعود إلى طبيعة العلاقات الخارجية لهذه الكنيسة منذ قرون طويلة؛ فقد تمتع بطاركتها بسلطات "الحاكم" في الكثير من الأمور لدرجة أن اعتبرها المستشرقون "الكنيسة – الأمّة " بالنسبة للشعب الآشوري، كما كانت حال الموارنة المستقلين في جبال لبنان (منطقة "قاديشا") برآسة بطريركهم وزعماء العشائر. وهذه النظرية أدّت خطأ بالمبشرين والباحثين، ثم الإنتداب البريطاني إلى حصر الإسم القومي الآشوري بأتباع الكنيسة الشرقية إضافة إلى كون مار بنيامين شمعون ثمّ مار إيشاي شمعون، القادة الأبرز للحركة القومية الآشورية لدى انطلاقتها - علماً أن أتباع الطائفتين الأخريين من الشعب الآشوري (سريان، كلدان) لم تكن مناطق سكناهم استراتيخية بالنسبة للحلفاء لذلك لم يتمّ دعمهم لينضمّوا إلى الحرب، ولكنهم رغم ذلك شاركوا في الشهادة ودفعوا ثمن مسيحيّتهم وآشوريّتهم غالياً كما أبناء جلدتهم من الكنيسة الشرقيّة - ومشت السلطات العراقية على نفس الخطى البريطانية فيما يخصّ التسمية حيث تعرف الطائفة الشرقية في العراق بعبارة "الطائفة الآثورية"، إنّما لأسباب سياسيّة تهميشيّة بحتة بهدف صهر الإسم الآشوري في المجتمعات الحديثة العهد التي حلت على أرض الآشوريين، وتعدّ هذه المغالطة إحد الأسباب الرئيسيّة في سوء فهم التسمية القوميّة الصحيحة لدى الآشوريين(كلدان، الكنيسة الشرقية، سُريان) وحتى الكثير من الساسة الآشوريين والباحثين والمثقفين من غير الآشوريين.

 

من هم البطاركة الشمعونيّون ؟

 

بسبب تدخل المحتلين لبلاد آشور في تعيين بطاركة المشرق من جهة، وصعوبة المواصلات بين الأبرشيّات لإنتخاب البطاركة من جهة أخرى، إضطرت رئاسة الكنيسة في أوائل القرن الرابع عشر إلى حصر الرتبة البطريركية بعائلة واحدة بحيث ينتقل الكرسي البطريركي من العم إلى إبن أخيه الأكبر، وهكذا بقيت بطريركيّة كنيسة المشرق وراثية منذ 1328 حتى 1975، أي حوالي 650 سنة توارث خلالها 23 بطريركاً الكرسي الرسولي تحت لقب "مار شمعون" ومن عائلة واحدة هي عائلة "مار شمعون" وكانوا بمرتبة القدّيسين بالنسبة لأتباعهم لكثرة تضحياتهم فيما عانوه من العذاب في سبيل كنيستهم وبني قومهم، وكان آخر سلسلة البطاركة الشمعونيين، البطريرك مار إيشاي شمعون (1920-1975) وهو إبن أخ البطريرك مار مار بنيامين شمعون، موضوع بحثنا.

بعد أن بلغت كنيسة المشرق أوج عظمتها في العصر العباسي، جاء الخطر المغولي ليهدد الشرق بأكمله حيث وصل جيش هولاكو حفيد جنكيزخان إلى بلاد آشور عام 1258 وقتل المستعصم، خليفة المسلمين في بغداد... وبسبب الظلم الذي تعرّض له أبناء هذه الكنيسة، أنتقلت جاثليقيتها من بغداد إلى "أربيل" في عهد البطريرك مار مكّيخا شمعون، ثمّ بلدة "ألقوش" في بلاد آشور (شمال العراق الحالي) بعد أن كان الأكراد قد دخلوا إلى أربيل بدعمٍ من المغول وفرّغوا المنطقة من سكانها الأصليين، وكان ذلك في عهد البطريرك مار طيماثاوس شمعون (1318-1328)، وتعاقب على الكرسي الرسولي في ألقوش ستة بطاركة خلال حوالي 300 عام، وقد دفنوا جميعهم في دير "ربان هرمزد" قرب ألقوش ثمّ انتقلت البطريركية إلى عدّة أماكن بسبب مضايقات الأكراد والأتراك والمبشرين الكاثوليك. ففي عهد البطريرك مار دنخا شمعون برماما (1552-1558) بدأ الإنقسام في كنيسة المشرق حيث انضمّ الراهب سولاقا بت بَلّو العقراوي (رئيس دير "ربّان هرمزد") إلى الكثلكة بسبب الحماية التي يمكن أن تقدّمها الأرساليات "التبشيرية" لأتباعها (أتباعها فقط)، وذلك برشوَة الأكراد والأتراك بمبالغ مالية لمنعهم من التعرّض لهم، ويعرف اليوم القسم الكاثوليكي من كنيسة المشرق بإسم "الكنيسة الكلدانية". أمّا من لم يتبع الكثلكة فقد بقي يعاني من إضطهاد المسلمين والمُبَشِّرين في سهول آشور (شمال العراق الحالي) مما دفع البطريرك مار ايشوعياب شمعون (1653-1690) إلى نقل الكرسي البطريركي من ألقوش إلى مدينة أورميّا الآشورية في شمال غرب إيران قرب الحدود التركية (هُجِّر منها الآشوريّون مراراً ولم يبق فيها اليوم سوى بعض العجزة)، وبقي البطريرك هناك لمدّة أربع سنوات ثمّ انتقل إلى "خسراوا" (خوسر- أباد) في سهل "سالامس" على الحدود التركية، فلاحقته إضطهادات المسلمين، وبعد سنة انتقل إلى جبال آشور العاصية، المعروفة بجبال "هكاري" (تصل قممها إلى ارتفاع 13000 قدم = 4400 متر) حيث استقرّ الكرسي البطريركي لمدّة أربعين عاماً في حماية قبيلة "ديز" الآشورية ثمّ انتقل في عهد البطريرك مار يهبالاها شمعون (مار يوّالاه ، 1558-1580) إلى منطقة "قودشانس" ("المَقدِس" – أيضاً في هكاري) بسبب وعورة منطقة "ديز"، وبنيت في تلك المنطقة كنيسة "مار شليطا" في العام 1689 واستقرّ الكرسي البطريركي في "قودشانس" بحماية العشائر الآشورية حتى أواخر العام 1915- الحرب العالمية الأولى.

 

البطريرك مار بنيامين شمعون:

 

وُلد البطريرك مار بنيامين شمعون من المحترم إيشاي شمعون، شقيق البطريرك مار روئيل شمعون، وقد تمّت رسامته في أحد الشعانين في 30/آذار/1903 على يد مار إسحق خنانيشوع مطران إقليم "شمِّزدِن"، ومار إسطفانوس أسقف إقليم "غاور". وخلال توليه كرسي كنيسة المشرق مارس صلاحيات أسلافه في إدارة شؤون الكنيسة، وتعيين رؤساء العشائر، وتحصيل الضرائب التي لم يكن باستطاعة الأتراك تحصيلها من القبائل الآشورية المستقلة، وكان يعتبر كما أسلافه، المرجع الوحيد للعشائر الآشورية التي لم تكن تعترف بالسلطان العثماني (عشائر تياري، تخوما، جيلو، ديز، باز) وكان البطريرك بمثابة قاضي العشائر كونه الوحيد من يفضّ الخلافات بين العشائر الآشورية، وحتى بعض القبائل الكردية المستوطنة في جبال آشور.

في عهد البطريرك مار بنيامين شمعون (1903-1918) دخلت الأمة الآشورية في مرحلة حرجة، فمع بداية الحرب العالمية الأولى، تجددت دعوات إبادة المسيحيين في تركيا عام 1914 وأخذ الأكراد والأتراك بنهبون ويحرقون القرى السهلية الآشورية تحت شعار "الجهاد" ويخطفون الفتيات إلى "دور الحريم" كحلالٍ لهم على جهادهم، حين تمّ إحراق أكثر من 600 قرية ومدينة آشورية وذبح أكثر من 600.000 آشوري من كنيسة المشرق والكنيسة السريانية والكنيسة الكلدانية في المناطق الممتدّة بين أورفا وأورمية، ودمّرت جميع الكنائس على يد الأكراد والأتراك تحت شعار "الجهاد".

وبسبب الإضطهادات التي تعرّض لها الآشوريون غبر مئات السنين قبل الحرب العالمية الأولى، وجد الروس الفرصة في كسب الآشوريين إلى جانبهم - كونهم من أشدّ الشعوب في حرب الجبال - ومع إعلان "الجهاد" من قبل السلطنة العثمانية لم يكن أمام البطريرك مار بنيامين شمعون إلاّ الإنضمام إلى أقرب دولة من دوَل الحلفاء؛ روسيا. وبعد اتخاذ البطريرك قراره في 10/06/1915، ألقى الأتراك القبض على شقيقه، المحترم هرمزد الذي كان يُكمل دراسته في الموصل، ليجبروا البطريرك على تسليم سلاح الآشوريين لكنه رفض قائلاً جملته الشهيرة: "إن أخي هو واحد، أمّا أبناء أمّتي فهم كثر، فكيف استغني عن الكثير من أجل واحد ؟؟" فتمّ قتل هرمز مار شمعون فوراً على يد "حيدر بك" والي الموصل.

ومع بداية الإنتفاضة الآشورية ضد الجهاد، استغلت روسيا شهامة البطريرك وثقته بها لتستدرج شعبه إلى أطراف مدينة أورميا فيقف سدّاً منيعاً أمام الأتراك على الجبهة الغربية لمنطقة القوقاز، وهذا ما حصل فعلاً فقد صدّ الآشوريّون أربعة عشر هجوماً تركياً- كردياً حيث دحروا االفيلقين التركيين السادس والرابع، وفرقتي المشاة الخامسة والثانية عشر، وقبائل البرادوست والشيكاك الكردية الكبيرة العدد، والقوات الإيرانية بقيادة مجيد السلطاني... لدرجة أنّ الخبراء العسكريين في الدول الحليفة اعجبوا بشجاعة هذه الأمة الصغيرة. وبعد انسحاب الجيش الرّوسي من الجبهة بسبب اندلاع الثورة البولشيفية عام 1917، تفهّم البطريرك الموقف وبقي على اتصال وثيق بالروس فيما كان شعبه يواجه الإيرانيين والأتراك والأكراد بما تبقى له من أسلحة... وهنا جاء دور الإنكليز لاستغلال ظرف الآشوريين وروحهم القتالية العالية فتدخلوا لدى البطريرك ليسحبوا البساط من تحت أقدام الروس حيث عُقد اجتماعٌ بين الآشوريين والدوَل الحليفة في أورميا في شباط 1918 وحضَر الإجتماع القنصل الروسي "نيكيتين"، والقنصل الأميركي "شيد" والضابط الفرنسي "كوجول" والنقيب الأنكليزي "غرايسي" الذي وعد البطريرك الآشوري بإسم الحكومة البريطانية بدولة مستقلة (تمتد من أورفا إلى شرق بحيرة أورميّا وجنوباً حتى مدينة الموصل)، ولكنه بالمقابل طالب الآشوريين بوجوب التخلي عن الروس بسبب خروجهم من الحرب إثر الثورة البولشيفية، والإنضمام إلى بريطانيا التي ستؤمّن لهم الدولة المستقلّة بعد انتهاء الحرب.

بالفعل لم يكن أمام القيادة الآشورية إلاّ الإنضمام إلى الإنكليز سواء كذبوا أم صدقوا، خصوصاً بعد أن بدأت أسلحتهم تنفذ، ولكن الأنكليز يدركون جيّداً أن البطريرك ميّالٌ إلى الروس – الجار القديم للآشوريين – فأقنعوه بلقاء الآغا الكردي اسماعيل (ملقب "سيمكو") مع علمهم الكامل حول الإتفاق الكردي – الإيراني على اغتيال البطريرك في ذلك الإجتماع، فالأمير الإيراني "مهدي شمس" كان يريد التخلّص من البطريرك ليستطيع دخول أورميا وضمّها إلى سيطرته والإنتقام من الآشوريين على ثورتهم التي نجحت ضد المسلمين في المدينة قبل فترة، وخلال الإجتماع عارض الإنكليز القائد الآشوري الجنرال آغا بطرس ذهاب البطريرك إلى معقل سيمكو، حيث اقترحَ مجئ سيمكو بنفسه احتراماً للبطريرك وحفاظا على سلامته، خصوصاً كون سيمكو كان معروفاً بجبنه وقلة شهامته، بينما اقترحَ الإنكليز ذهاب البطريرك بنفسه إلى سيمكو كمبادرة للسلام، وتقتصر استفادة الإنكليز من مقتل قداسته على إضعاف الموقف الآشوري باغتيال القائد الأعلى، وبذلك سيجد الآشوريون أنفسهم محاصرين بين أعدائهم المسلمين بينما سيكون الإنكليز الجهة الوحيدة القادرة على مساعدتهم (عندما تشاء)، عندها سيتمّ استدراج آشوريي الجبال إلى سهول آشور (العراق) بعد وعدهم بالحرية، ثمّ إثارة الفتن بينهم وبين الحكومة العراقية بهدف خلق مشكلة ليحلّوها بأنفسهم تحضيراً لمشاريع إقتصادية نفطية مع الحكومة العراقية التي لن تكون إلاّ دمية بيدهم.

وفعلاً وافق البطريرك على الذهاب بنفسه إلى سيمكو واتجه يوم السبت في 03/03/1918 إلى معقل الزعيم الكردي، مدينة كويناشهر في إيران، فاستقبله الأخير بحفاوة وقبّل يديه وطلب أن يضع مرافقيه سلاحهم جانباً كونهم أثاروا الرعب في المدينة، فلُبَّي البطريرك طلبه وكان الإجتماع ودّياً حيث تمّ الإتفاق على إحلال السّلام بين الآشوريين والأكراد وتحالفهم لنيل حقوقهم، ولكن بعد انتهاء الإجتماع خرج سيمكو مودّعاً البطريرك فانحنى ثمّ تناول بندقية أحد مقاتليه وأطلق منها الرصاصة الأولى وكانت تلك الرصاصة الإشارة لمئات المقاتلين الأكراد المختبئين على سطوح المنازل، فانهمر الرصاص على البطريرك ومرافقيه من كل الجهات وقتل أكثر من أربعين منهم أمّا الناجون فقد خاضوا معاركاً شرسة في المدينة بهدف أخذ جثة البطريرك الشهيد، وفعلاً استطاعوا التسلل والوصول إليها بعد أن مزقها الرصاص، وقد حمل المقاتلون جثة البطريرك على أكتافهم بالتناوب حتى منطقة "خسراوا" بعد أن كان الأكراد قد مثلوا بها حيث وضعوها على كرسي بداع السخرية، وأخذوا عمامته وبدأ أطفالهم يرفسونها في الشارع، وبتروا أحد أصابعه ونزعوا الخاتم البطريركي الذهبي. وكان على رأس المقاتلين الذين جلبوا جثة البطريرك، مرافقه الشخصي "دانيال ملك اسماعيل" (إبن ملك عشيرة تياري). وكان الشعب الآشوري المنهك من المجازر ينتظر الأخبار السارّة حول السلام الآشوري – الكردي، بينما على العكس، فقد وصلته أخبار كارثة استشهاد ثاني شخصٍ بعد السيد المسيح بالنسبة لهم، فعمّ الغضب وتشكّلت قوّة من الآلاف من رجال العشائر تحت أمرة الملك اسماعيل (عشيرة تياري العليا)، الملك خوشابا (عشيرة تياري السفلى)، الملك أوشانا (عشيرة تخوما) واقتحمت هذه القوّة مدينة كويناشهر في 18/03/1918 وسيطرت على المدينة بعد معارك دامية عنيفة، حيث استشهد 24 مقاتلاً آشورياً. لكن سيمكو استطاع الفرار إلى قلعة "تشارا" في وادي "سالامس" (غربي بحيرة أورميا) فلحق به الآشوريون واحتلوا القلعة ثمّ استطاع الفرار متنكّراً إلى مدينة "خوي" في الشمال حيث قتل أكثر من 3800 رجل وطفل وإمرأة من الآشوريين العزّل، بمساعدة قبائل كردية أخرى، وقد سهّل فراره المبشر الأميركي كارتر باكارد الذي كان المحرّض على مجزرة "خوي"، والذي تشكّ عائلة المار شمعون بضلوعه مع الإنكليز في التخطيط لمقتل البطريرك.

وبعد سنتين اختلف سيمكو مع الإيرانيين فهرب إلى العراق بحماية صهره الشيخ "سيّد طه"، قائمقام منطقة "راوندوز"، وهنالك لاحقه الزعيم الآشوري "ياقو ملك اسماعيل" (شقيق دانيال الذي مرّ ذكره) ومقاتليه بشكلٍ سرّي حيث تسللوا إلى منطقة "ديانا" في شمال العراق الحالي بهدف الثأر للبطريرك ومعرفة من وراء مخطط اغتياله، لكن الإنكليز أخبروا سيمكو بخطّة "ياقو ملك اسماعيل" فهرب مجدّدا وفي النهاية دُعي سيمكو من قبل الأمير الإيراني إلى الصلح بعد خلاف غير معروف، فكانت نهايته بنفس الطريقة التي قتل بها البطريرك الشهيد، حيث قتله مُضيفه.




المخطط البريطاني:

 


في 29/أيار/1918 تمّت رسامة بولس مار شمعون، شقيق البطريرك الشهيد وفي عهده تمّ تنفيذ الخطة البريطانية في استدراج آشوريي الجبال إلى سهول آشور(شمال العراق الحالي) لإخراج الجيش التركي بواسطتهم كونهم الوحيدين الذين يستطيعون محاربة الأتراك في الجبال في حال تمّ تسليحهم وذلك بعد أن تزايد الحصار على الآشوريين في أورميّا ومحيطها ونفذت أسلحتهم، فبدلاً من أن يمدّهم الإنكليز بالأسلحة، طلبوا منهم التوجّه إلى "ساينقلة" للإلتقاء بهم ومدّهم بالذخيرة ولكن لدى وصول المقاتلين الآشوريين إلى المدينة بقيادة الجنرال بطرس إيليّا (المعروف بآغا بطرس) لم يجدوا أحداً فاضطرّوا للعودة إلى أورميا فيما كانت فرقة "سالامس" بقيادة الجنرال داوود مار شمعون (شقيق البطريرك الشهيد) تقوم بإلهاء الجيش التركي السادس والقبائل الكرديّة على جبهة جبل "سيرا" (الحدود التركية الإيرانية) للحؤول دون دخولهم إلى سهل سالامس ومدينة أورمية، ولدى وصول فرقة آغا بطرس عمّ الرعب بين الآشوريين في أورمية لدى علمهم بالغدر البريطاني ورغم ذلك لم يكن لديهم أي حلّ سوى التوجه إلى مدينة همدان الإيرانية حيث أقرب قاعدة بريطانية، وذلك سيراً على الأقدام (مسافة 800 كلم) فاضطر أكثر من 200 ألف آشوري للسير على الأقدام لأكثر من مدّة شهر حيث فقدوا 54 ألف قتيل على قارعة الطريق أثناء الهجومات المتكررة من الأكراد والأتراك والإيرانيين، عدا 11000 شهيد في قافلة أخرى اتجهت شمالاً نحو جورجيا، بالإضافة إلى الأمراض القاتلة بسبب الحر الشديد والشرب من المستنقعات القذرة حيث توفّي أكثر من 5000 طفل آشوري من الأمراض بعد وصولهم إلى مخيّمات اللاجئين التي أعدًّت خصّيصاً لهم في "همدان" و"كرمنشاه" في إيران، ثم "بعقوبة" في العراق، ومن ضحايا الأمراض أيضاً البطريرك مار بولس شمعون نفسه، وذلك بعد سنتين على تنصيبه حيث انتخب بعده (عام 1920) البطريرك مار إيشاي شمعون إبن الجنرال داوود مار شمعون، وكان آخر البطاركة الشمعونيين.

 


بين الأمس واليوم:

 


يعتبر البطريرك مار بنيامين شمعون شهيد الأمة الآشورية وكنيسة المشرق، حيث تحتفل الكنيسة بذكراه كشهيد الكنيسة في الأحد الذي يسبق الصوم الكبير من كل عام  أما المؤسسات العلمانية (الإجتماعية والثقافية والسياسيّة) فتحتفل بذكراه كشهيد الأمة الآشورية في الثالث من آذار كل عام، وما زال الشعب الآشوري يتطلع إلى الهدف الذي استشهد من أجله البطريرك مار بنيامين شمعون وباقي قادة الأمة الآشورية ومئات الآلاف من الرجال والنساء والأطفال، ألا وهو السلام والحرية للأمة الآشورية أسوة بباقي الأمم.

ويجري اليوم تنصيب بطريرك "الكنيسة الشرقية الآشورية" بالإنتخاب، ويجلس كريماً على الكرسي البطريركي غبطة مار دنخا خنانيا الرابع، مقرّه في الولايات المتحدة الأميركية. 

 

تمّ نشر هذه المقالة للمرّة الأولى في صحيفة "النهار" اللبنانية، تاريخ 14/03/2004



 
 
 
odi

غير متصل thair60

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 949
    • مشاهدة الملف الشخصي
تحية
شاب ـ شجاع ـ حكيم ـ كريم وقيادي في زمن كبريات الحروب واستشهد بخدعة
صفات ميزته ليكون خالدا وممجدا

  ثائر حيدو

غير متصل فرح 90

  • عضو فعال
  • **
  • مشاركة: 72
    • مشاهدة الملف الشخصي
ألمجد وألخلود لشــــــهداء الشـــــــعب المســــيحي ألجبار

غير متصل khobiar

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 4299
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني


دماء الشهداء هي بذرة الكنيسه وسبب امتدادها

تكريم وتبجيل الشهداء واجب علينا

الشهداء هم سر انتصار وانتشار الكنيسه

الشهداء هم المثل الرائع  بالامانه لربنا يسوع

الشهداء هم نموذج البطوله  والايمان

نفتتخر ونتباهي بشهدائنا

شفاعتهم وصلواتهم تكون معنا

خيري خوبيار شمسدينن
المانيا