المحرر موضوع: وزارة الخارجية.. على حق  (زيارة 763 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل عبدالمنعم الاعسم

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 788
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
وزارة الخارجية.. على حق
« في: 23:37 17/02/2012 »

وزارة الخارجية..
على حق

عبد المنعم الاعسم 
 
وجه الحق هنا يتمثل في التحذير الذي اطلقته وزارة الخارجية الى الكتل السياسية ونوابها بوجوب النأي عن ملف التحضيرات للقمة العربية المقرر عقدها في بغداد والكف عن التصريحات التي، كما لاحظت الوزارة عن حق “غالبا ما تكون اجتهادية تؤدي الى التشويش على موقف العراق الرسمي من بعض القضايا المطروحة على الصعيد العربي” خشية “ ان تؤثر تلك التصريحات على مستوى تمثيل بعض الدول المتوجسة اصلا من المشاركة في قمة بغداد”.
وإذ اختارت الوزارة في هذا التحذير لغة دبلوماسية تذكّر اصحاب التصريحات الخارجة عن الانضباط بالمسؤولية الوطنية وفروض تهيئة الاجواء المناسبة لعقد القمة وحضور جميع رؤسائها وتوظيف المناسبة في صالح العراق وسمعته ومكانته، فانها  وضعت بذلك عنوانا اعتراضيا مشروعا لسلسلة المواقف والخطب التي تناوب عليها نواب في الكتل البرلمانية المتصارعة اقل ما يقال انها تعبر عن منطلقات ضيقة، طائفية، وفئوية، حيال قضية  حساسة لا تتحمل مثل هذا العبث، بل هي في امس الحاجة الى رسائل  مسؤولة وحكيمة من شانها طمأنة الدول المعنية في القمة الى سلامة نوايا العراق ورحابة صدره، وبأنه (وهذا هو المهم) هجر منهج النظام السابق في اثارة العداوات والريب وطبول الحرب في المنطقة.
المثير للقلق، هنا، ان بعض التصريحات النيابية “الفئوية” تذهب مذهب الجهالة في معرفة دور الهيئة التشريعية في حماية التزامات الدولة حيال شركائها الاقليميين، او في التعامل مع قواعد واصول والتزامات عقد القمم العربية، فلا تتورع من اعلان الحرب، باسم العراق، على حكومات وزعامات وسياسات دول ليس مجالها مناسبة انعقاد القمة، ولا  مكانها ان تنطلق من بغداد، وهي عدا عن ذلك تربك الحركة الدبلوماسية المفترضة لبناء جسور الثقة مع الآخرين، وتسبق هذه الحركة الى رمي الحجارة العشوائية في طريق نجاح القمة.
الحديث هنا يتناول تصريحات نواب واقطاب سياسيين من منظور الاختلاف او العجالة او سوء التقدير، وبعضها يدخل في فرضية زلة اللسان او ضعف تحَسّب للنتائج ، لكن المراقب لا يمكنه إلا ان يرصد كلاما منشورا ومذاعا لأقطاب  ونواب تتجاوز موصوف حسن الظن الى اعتبارها مواقف مستعارة من خارج الاعتبارات العراقية، وانها تـُطلق على دولة من دول القمة بالنيابة عن دولة اخرى تخاصمها، ويلتقي هذا الموقف، شاء اصحابه ام ابوا، مع الحملة الارهابية المنظمة التي تهدد رؤساء الدول المعنية وتحذرهم من المشاركة في قمة بغداد.
وبعض اصحاب التصريحات بحاجة الى معرفة معايب الاستطراد وإغواء الشاشات الملونة وما يسميه الشيخ الجاحظ  “التكلف لما لا نحسن”.
 *
“أحترم من يقاومونني، لكني لا استطيع احتمالهم”.
ديغول