المحرر موضوع: تكريم السيدة ناصرة تطيب خاطر ام ذر الرماد في العيون  (زيارة 1112 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل الياس متي منصور

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 564
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
تكريم الجدة " ناصرة " تطيب خاطر ام ذر الرماد في العيون
بعد 97 عاما من رفض تركيا الاعتراف بالمجازر الرهيبة التي نفذتها بحق مسيحييها في فرمان (سيفو)  عام 1915 .رئيس   الوزراء التركي رجب طيب اوردوغان وعقيلته يمنحان الجدة ( توتو ) ناصرة شميس هندي، السريانية  والبالغة من العمر 90 عاما جائزة "امرأة العام" ، وهي من مواليد محافظة ماردين، التي سالت فيها سواقي من الدماء البريئة والزكية ، وكان على السيد اوردوغان ان يعتذر للسيدة ناصرة هندي قبل تكريمها ، ولا يمكن لتركيا تعويض مسيحييها عن ما اقترفته بحقيهم من خلال تطيب خاطر بهاكذا مبادرات،وان تجميل صورتها امام العالم ، سوف لن تتم الا باعترافها بان "ابادة جماعية "ضد مسيحيي تركيا قد حدثت على يدها ، والاعتذار لهم عن ذلك ، وتعويضهم. علما ان الدستور التركي حتى الان لايعترف بالسريان كاقلية رسمية ، واخر مدرسة لهم تم غلقها عام 1938 اما عدد المتكلمين منهم بالسريانية الان  يبلغ حوالي 10 %  من مجموع عددهم البالغ حوالي 2500 شخص . ومؤخرا تم الاستلاء على الاراضي العائدة لدير مار كبرئيل للسريان في ماردين ، مسقط راس السيدة ناصرة هندي . والملفت للنظرلقد جاء هذ التكريم بعد اسابيع من اعلان شولتس رئيس برلمان الاتحاد الاوربي اثناء لقاءه الوزير التركي لشؤون الاتحاد الاوربي ، حيث قال شولتس : على تركيا ان تنظر الى تاريخها وجها لوجه مثل ما قامت به المانيا ، كما قالها من قبل الاديب التركي اورهان باموق1 الحائز عاى جائزة نوبل للاداب ، حيث كتب في روايته " البيت الصامت " من خلال حوار بين السيد فاروق احد ابطال الرواية ونيلفون احد بطلاتها : " اسمعي ما ساقول . أعتقد انني فهمت اليوم علينا ان نغّير عقولنا من اجل ان نتمكن من رؤية الحياة والتاريخ كما هما. " ، كما كتب الصحفي التركي ارغون باباهان في صحيفة "ستار " التركية :انا اؤيد وجهة النظر التي تفيد ان ابادة الارمن حدثت عام 1915 ، وان نفي وقوع تلك المذابح يوازي الدفاع عن الفاشية ،  واحدث قرار تصويت الجمعية الفرنسية لصالح قرار تجريم انكار " الابادة الجماعية  " للارمن ، صدمة قوية لدى تركية .  وكان جواب السيد اوردوغان الماهر في اجراء عمليات التجميل السياسية  ، لكل هؤلاء ،انه طلب من مار زكا الاول عيواص نقل مقر بطريركية السريان الارثذوكس من سوريا الى مقرها القديم في تركيا ،وتكريم السيدة ناصرة، كما عرض على  السريان الهاربين من المجازر والارهاب والقمع منذ عام 1915  ولحد اليوم العودة الى وطنهم" الام تركيا " ، بالرغم  من تهديدات تركيا المبطنة لاسكات صوت كل من يحاول الاعتراف بان تلك المجازر قد حدثت ..  !!!؟؟؟ .
ويسرني ان اهدي هذه الحكاية من تراث قرانا الى ( توتو ناصرة ) بمناسبة حصولها على جائزة " امرأة العام " ، وهي ايضا رسالة موجها لتركيا من جداتنا في ماردين مسقط راس الجدة ناصرة  لان جواب الحكاية ياتي من الجزيرة ، التي تقبع مدينة  ماردين في شمالها ،وتفيد الحكاية : بان تقدم الشعوب وسعادتهم لا تتم الا من خلال تناغم جميع الالوان ، اي الاقرار بالحقوق القومية والدينية والسياسية والادارية لجميع المواطنين باختلاف مشاربهم وانتمائتهم . تعلمت هذه الحكاية من جداتنا في نهاية الخمسينات من القرن الماضي وهي عبارة عن حوار بين الحفيد وجدته ، والى وقت قريب كنت اظنها حكاية لتلهية الاطفال فقط ، ولكن بعد فحصها والتمعن فيها ، وجدتها قطعة غنية من حيث الشكل والمضمون ،بالرغم من بساطتها ومحدودية كلماتها وتتكون من اربعة اسئلة يوجهها الحفيد لجدته وهي تجيبه عنها وفي اخر جواب تددخل الجدة الفرح  لقلب حفيدها . والقطعة غنية بالموسيقى بفعل اوزانها وقافيتها الغير مقولبتين، ومفرداتها المموسقا ، وتتخللها ايقاعات مرنة هادئه  تهز مشاعر الطفل وتدغدغ نفسه بتداخل المعاني مع الالوان التي يجلبها المير له من الجزيرة ، وتحوي على صور بديعة ، ترسلها الجدة لمخيلة حفيدها المتلقي، بالوان ( قوس قزح  )، فتغمره بالبهجة والسرور ، حينما تخبره ، بان المير (ميرا) ، سوف يجلب له الاحمر والاخضر  البنفسجى والازرق  الاصفر والنيلي   والبرتقالي  . وهذه الالوان نجدها في نقوش وزخارف الجدة (توتو) ناصرة هندي . ادناه نص الحكاية مع ترجمتها كما حفضتها قبل اكثر من نصف قرن .
 
جدة ياجدة عن ماذا تبحثين ؟  عن الابرة
ولماذ هيَ؟ اخيط شلا المير
الى اين سيذهب ؟ الى الجزيرة
وماذا يجلب ؟ الاحمر والاخضر  البنفسجي والازرق  الاصفر والنيلي ، والبرتقالي.

توتو توتو لما  يجلت ؟ لخماطانيتا
لمها ايلا ؟ بخيطنى شلا دميرا
ايكا بزالى ؟ بزالى لكزيرا
ما ميتى ؟ سموقا ويروقا  بنوشي وزروقا  شؤتا وميلا واطروكايا
يرٌيرٌ ظعُا اصًخٍظُي؟
ظِسعُشغصًيا
ظعُذُا اصًظا؟
بسُصشُغٍا ىُظظّا دعصًوا
ظاُصًضُا بزُظٍا؟
بزّظٍٍا ظِثزصًوا
عّا عُصةٍا ؟
فعرٌنُا رصُورًنُا  بُغُمىصً رِزورٌنُا  ىُارًيُا رعصًظُا راِشورٌثا
الياس منصور


1 تتسم كتابات الروائي التركي اورهان باموق الحائز على جائزة نوبل للاداب ،لعام 2006 .  بالعمق في تصوير الاضطهاد العرقي ،والحوار بين الحضارات . حيث صرح في فبراير عام 2003 لمجلة سويسرية بأن " مليون ارمني و30 الف كردي قتلوا على هذه الارض ، لكن لا احد غيري يجرؤ على قول الحقيقة .