المحرر موضوع: خطاب السيد مسعود بارزاني رئيس إقليم كوردستان لمناسبة حلول عيد نوروز القومي  (زيارة 1882 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل آنو جوهر عبدوكا

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 378
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني



خطاب السيد مسعود بارزاني رئيس إقليم كوردستان لمناسبة حلول عيد نوروز القومي

بسم الله الرحمن الرحيم

أيتها الأخوات العزيزات وأيها الإخوة الإعزاء...
أيها الكوردستانيون الأعزاء في كوردستان والمهجر، من صميم قلبي أبارككم حلول عيدنا القومي نوروز.
قبل أكثر من 2500 عام إنتفض الكورد و رفضوا الدكتاتورية، ومنذ ذلك الحين والى اليوم والكورد يواصلون الكفاح والمقاومة من أجل الحرية والتحرر، وهذا بحد ذاته يحمل دلالات ومعاني كثيرة، إنه يعني بأننا أمة حية ولانقبل الذل والعبودية من أحد، إننا أمة يجب أن نتحرر ونعيش بحرية، وهذا درس بليغ لنا وللآخرين أيضا.

أيتها الأخوات والأخوة
كثير من الأشخاص كانوا يتصلون ويطلبون منا كي نعلن اليوم بشرى كبيرة لشعب كوردستان، لذا إننا نطمئنكم بأن ذلك اليوم قادم إنشاء الله سبحانه كي تُعلَن فيه تلك البشرى، لكنها يجب أن تكون في وقت مناسب، ولكن كونوا مطمئنين بأن البشرى آتية لامحالة.


أيتها السيدات وأيها السادة
إننا نمر في مرحلة حساسة وستستلم الوزارة الجديدة لحكومة الإقليم مهامها في هذه الأيام، وكنت أتمنى أن تشارك فيها كافة القوى الكوردستانية بما فيها المعارضة أيضا، ولكن يبدو ان الإخوة في المعارضة قد قرروا عدم المشاركة، مع ذلك نتمنى أن يكونوا كمرآة لحكومة الإقليم لإظهار النواقص ومكامن الخلل فيها، من أجل القضاء على الفساد ومعالجة أوجه الخلل والدفع بمستوى تجربتنا نحو آفاق أكثر تطورا يوما بعد يوم. وقلنا مراراً بأننا كأحزاب وأطراف؛ من الطبيعي أن تكون لنا آراء و وجهات نظر مختلفة، ولكن يجب أن نجتمع جميعا ونتوحد تحت مظلة الكوردايتي (الحركة القومية الكوردية)، وخصوصا اليوم حين نرى بأن كوردستان تتعرض مجددا لمخططات وهجمات غير مشروعة من قبل المتربصين، وتنتاب الكثير منهم أضغاث أحلام لإحداث الثغرات في صفوف القوى الكوردستانية، ولكن الكورد موحدون حينما يكون هناك مخاطر تهدد أمن الإقليم ومستقبل الكورد وكوردستان، وللأسف الشديد وأقوله بكل مرارة؛ ظهرت هنالك ثلة قليلة من الناس يديرون ظهورهم للعشرة وينسونها، لأنهم نسوا ما قدمه الكورد لهم، ان دور الكورد لهو دور واضح وجليّ، وان كوردستان كانت ملاذا للمضطهدين والمظلومين، والقلة التي تفرض اليوم نفسها عنوة في بغداد، كانت قد لجأت الى كوردستان، وحينها فتحت كوردستان أبوابها لهؤلاء.
العراق، في هذه الأيام يشهد أزمة جدية، وعندما نقول أزمة جدية، فإننا ندرك ما نقول وما نعنيه، واننا سعينا دائماً كي نخدم إخوتنا العرب والتركمان والآشوريين والكلدان في عموم العراق؛ كسعينا لخدمة كوردستان، لأننا نريد خدمة العراق عموماً.
وبعد إسقاط النظام الدكتاتوري عام 2003 ، حاولنا جهد الإمكان بأن تستفيد مناطق العراق الأخرى من تجربة كوردستان، لكنهم للأسف لم يستفيدوا من تجربتنا. اننا بذلنا بما في وسعنا للحيلولة دون نشوب صراعات طائفية ومذهبية؛ وقلنا ونقوله أيضا: اننا لن نكون جزء من هذا الصراع، ونشعر بمرارة حينما يُقتل أحد أبناء العراق سواء في البصرة أو أربيل أو بغداد والنجف أو في أية مدينة عراقية أخرى، لأنهم أهلنا و ذوينا و أحبتنا. لكن الكل يدري بأن الكورد كان لهم دور رئيسي في إسقاط النظام وبناء العراق الجديد، وخاصة في تأسيس الحكومة الحالية والتي تشكلت قبل سنتين بناء على إتفاقية أربيل، فمن دون دور الكورد لتعرض العراق الى مهالك. وللأسف ظهر الآن ثلة قليلة من الأشخاص إحتكرت كافة مفاصل السلطة وتبث إرهاباً فكرياً، حيث من غير الممكن أن ينتقدهم أحد أو يعبر عن رأيه وإلاّ أصابهم الهياج وبدؤا يتهجمون بلا هوادة.


واليوم قد آن الأوان لتوضيح الحقائق لشعب كوردستان والعراقيين عموماً، كي يعرفوا الخلاف الذي بيننا.
ان خلافنا ينصب على:
اولاً: شراكة الكورد والعرب في السلطة (أي عرب الشيعة وعرب السنة) مع تقدير وشراكة المكونات الأخرى، فالشراكة الآن لم تعد لها أية معنى.
ثانياً: الإلتزام بالدستور؛ حيث يتم خرق الدستور بإستمرار، الى جانب إهمال وعدم تنفيذ إتفاقات أربيل من الأساس. وإنهم نسوا الدستور والشراكة بمجرد وصولهم الى الحكم، نسوا بأن هذا الأمر وثيق الصلة بمصير العراق وجميع العراقيين وليس متعلق بمصير إقليم كوردستان فحسب.


ولنأتي الى الخلافات القائمة بين الفئة التي هي الآن في السلطة ببغداد وبين الإقليم:

1. الخلافات هي على كركوك والمناطق المتنازع عليها، حيث إنهم يتهربون منها دائماً، في حين ابدينا من جانبنا أعلى درجات المرونة، وانني أتوجه بالشكر إليكم يا جماهير شعب كوردستان، لأنكم تحملتم الكثير، وبلغ تحملكم هذا الى الحد الذي قد تشكّون في إننا لم نبذل من الجهد بشكل جدّي وبما فيه الكفاية، أو اننا كنا مقصرين في أدائنا، لكننا بذلنا الجهود ولم نكن مقصرين، إننا ابدينا نية حسنة حينما أردنا معالجة الأمر عن طريق الإحتكام الى الدستور، كنا نتصور بأن الآخرين يحترمون العهود وتوقيعاتهم، لأن الدستور وضع آلية الحل لمعالجة هذه المشاكل، فلا بأس لو تمت معالجة الأمر وفقاً للدستور أو أن يُعالج كذلك الآن، ولكن من غير الممكن أن نتخلى عن هذا الأمر، لأن هذه المسألة تشكل بالنسبة الينا مسألة تفوق المبدئية.
2. مسألة البيشمركه، الكل يدرك ما الدور الذي أداه البيشمركه على مستوى عموم العراق، ولكن الآن ينظرون الى البيشمركه نظرة العدو، وإنهم في السنوات الخمس والست الماضية نهبوا حتى الميزانية المخصصة للبيشمركه ولا يسمحون بإرسالها الى كوردستان. والأسوأ من ذلك؛ ان هذه الثلة تنتظر حصولها على الطائرات المقاتلة من طراز ف16كي تجرب حظها مجددا مع البيشمركه. إنهم بهذه العقلية يحكمون العراق!.
3. مسألة النفط والغاز، إننا إتفقنا في شهر شباط من عام 2007 على مشروع قانون للنفط والغاز كي يُحال الى مجلس النواب، وكان ينص على انه في حال عدم تمريره الى الشهر الخامس من ذلك العام، فيحق آنذاك للإقليم والحكومة الإتحادية إمضاء العقود، فليس لدينا أي خلاف وفقاً للدستور، لأن النفط والغاز هما ملك للعراق، وان وارداتهما هي لجميع العراقيين، فلماذا إذاً لايحيلون القانون الى مجلس النواب؟. مع ذلك إنهم في بغداد يصيبهم الجنون في حال قدوم أي شركة لإبرام العقود مع الإقليم، لأنهم يدركون إن ما نقوم به هو عمل دستوري. فالمشكلة لاتكمن في دستورية أو عدم دستورية هذه العقود، بل إنهم لايحتملون حصول أي تطور في كوردستان ويقفون بالضد من أي تقدم يحصل فيها، على الرغم من ان تلك العقود فيها خيرٌ لجميع العراقيين، ونحن ملتزمون بأن هذه الإيرادات هي لجميع العراقيين، مع ذلك لايسمحون بقدوم أي شركة الى هنا، ناهيك عن التهديد الذي يوجهونها لتلك الشركات وممارسة الضغوطات عليها بشتى الوسائل.
4. والنقطة الأخرى متعلقة بتشكيل جيش مليوني يكون ولائه لشخص واحد، فمتى حصل وفي أي بقعة من العالم يوجد هناك شخص يجمع في يديه مناصب مثل القائد العام للقوات المسلحة و وزير الدفاع و وزير الداخلية، ورئيس المخابرات و رئيس مجلس الأمن القومي؟!، وبالأمس تم إرسال رسالة الى البنك المركزي كي يكون مرتبطا به أيضاً!، مالذي بقي للآخرين ياترى؟، وإذا يتصور البعض بأن الشيعة راضون بهذا الوضع، فإن الشيعة هم مهمشون قبل السنة والكورد. والأمر الذي يبعث على الأسى هو ان هذه الفئة تريد أن تُظهر للملأ بأن الكورد هم الذين غيروا موقفهم إزاء الشيعة أو غيروا حليفهم!، لكن الشيعة الذين نعرفهم هم من اتباع ومناصري الحكيم والصدر، وانهم الذين وقفوا دائما الى جانب الكورد وساندوهم، وان الكورد بدورهم وقفوا الى جانبهم وساندوهم، وسنبقى دائماً الى جانب بعضنا البعض ومساندين بعضنا البعض ومتعاضدين معاً أيضاً. أما الذين يدّعون انهم المدافعون عن حقوق الشيعة، فالدفاع لايكون عن طريق تهميش التحالف الشيعي، ولايكون عن طريق خلق أعداء جدد للشيعة. أو أن لايحسبوا للآخرين في العراق أي حساب. فنحن نقول ان العراق لجميعنا؛ كورداً وشيعة وسنة وتركمانا وآشوريين وكلداناً، العراق لجميع العراقيين وكل بحسب حجمه وموقعه. وانهم ان كانوا يخدمون الشيعة  فخدمة الشيعة تتم من خلال تقديمهم الخدمات للشيعة ويحققوا الأمن والإستقرار للشعب العراقي. ولكن مالذي فعلتموه للعراق؟ تفضلوا؛ فلنضع الحسابات بأجمعها على الطاولة!.
اننا نؤكد الإلتزام بتحالفنا مع إخوتنا الشيعة، ولكن ليس مع هذه الفئة التي إحتكرت كل مفاصل السلطة ولاتحسب للآخرين أي حساب، وإنني متأكد بأن الشيعة هم غير راضون بهذا الوضع قبل الكورد والسنة.



أيتها الأخوات وأيها الإخوة
لقد حان الوقت الذي نقول فيه كفى، لأن العراق يتجه نحو الهاوية، وان فئة قليلة على وشك جرّ العراق بإتجاه الدكتاتورية، فالعراق يشهد أزمة جدية، وإن دوام وضع كهذا غير مقبول بالنسبة إلينا على الإطلاق، ولهذا أدعو: جميع قيادات الأحزاب والآطراف السياسية العراقية الى مداركة الوضع والجلوس معاً في وقت عاجل؛ وذلك لوضع الآليات والإسراع في إيجاد حل لهذا الوضع ومعالجته في فترة قصيرة جداً، وإلاّ فإننا سنلجأ الى شعبنا، وآنذاك سيتخذ شعبنا قراره النهائي، وهذا كي لاتلقوا علينا باللائمة بعد الآن.
وفي الختام؛ نبعث بتحايانا الى أرواح شهداء عموم العراق، شهداء الكورد و كوردستان، وجميع شهداء سبيل التحرر في العالم أجمع.
مرة أخرى مبارك عليكم عيد نوروز وأشكركم جزيل الشكر.

لينك كلمة سيادة الرئيس :
http://www.youtube.com/watch?feature=player_detailpage&v=T7kgCV4hLVs
[/b][/size][/font][/color]