المحرر موضوع: أقليم آشور لمن ينادي به ويعمل من أجله - الحلقة الثانية – في مواجهة شعبنا ضد شعبنا !!  (زيارة 1543 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل البرت ناصر

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 220
  • الجنس: ذكر
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني

أقليم آشور لمن ينادي به ويعمل من أجله


الحلقة الثانية – في مواجهة شعبنا ضد شعبنا !!


خادم آشور
البرت ناصر

أرتأينا كتابة الموضوع على حلقات لكون موضوع اقليم آشور فيه من التعقيدات الداخلية الخاصة التي تخص شعبنا بكل كنائسه مما يجب الوقوف عندها توطئة للدخول في الحديث عن اقليم آشور الذي يعاني هو الاخر من الاهمال الشعبي العام  الذي يعكس تفاهة موقف شعبنا أمام قضية مصيرية كقضية أقليم آشور .
فبالرغم من تكرار واجترار ثيمة الموضوع لسنوات عديدة والتي تفصح عن سذاجة بالغة الخطورة في الاستسهال بالتلاعب في الهوية القومية للشعب الاشوري وكأنها هوية تموين أو كيس كيلو طماطة !! ومهما حاولنا الابتعاد عن الخوض في الموضوع القومي لشعب آشور فأننا في حالة أهماله في السطر الاول فأننا نجد أنفسنا مضطرين للعودة اليه في السطر الثاني لكونه أب كل المواضيع التي تتحدث عن الهزائم القومية والخسائر المعنوية التي تراكمت مع السياق الزمني لتشكل عائقاً مضافاً أمام وحدة شعبنا والتي لها تأثيرها الجانبي السلبي على حقوق شعبنا في العراق في مسألة أقليم آشور وهي مع الاسف أضافة أخرى الى سجل الهزائم التي مني بها شعبنا الاشوري منذ سقوط دولته والى يومنا هذا .

من المثير في الموضوع القومي أننا لسنا في مواجهة أعداء من خارج نظام أمتنا الاشورية فحسب , بل أننا في مواجهة مع أنفسنا - شعبنا ضد شعبنا - أخ ضد أخيه. أن في غياب الحس القومي بين أبناء الشعب الواحد يقود بصورة تلقائية حتمية الى فقدان الشعور والاحساس بأواصر الاخوة !!
أن التعقيد الحاصل عند الاخوة (الاطراف المتنازعة) في تقبل الاخر للاخر ليس مفهوما بما فيه الكفاية ولم يتم فلسفة وشرح مغزى لماذا آشوري وليس كلداني أو سرياني أو مشرقي أو ماروني أو آرامي...الخ وبالصورة التي يفهمها الجميع وجل ما متوفر من أشارات في هذا الموضوع تم كتابتها بمعزل عن الجلوس على طاولة واحدة لطرح كل العلل التي صاحبت عملية التفريق بين أبناء الشعب الواحد .

أول ما يتبادر الى الذهن في حال الجلوس على طاولة التفاهم هو مظلة الكنائس التي تحولت من مظلة روحية والمفترض واجبها محصور في خدمتها الشعب الواحد في علاقته مع ربه الى تحولها الى حائط يفصل الشعب الواحد الى عدة مسميات . الى هذا الحد ولسنا نذكر لا الكنيسة الكلدانية ولا المشرق الاشورية ولا السريانية ولا غيرها في تسببها في تجزئة الشعب الواحد .

وحدة الشعب قومياً يجب أن لا ترتبط في وحدة الكنائس وكقاعدة عامة فالخطأ لا يؤمل منه الصح ومع قبولنا الضمني بتعدد الكنائس الا أن السلطة الدينيوية والتي هي الكنيسة يجب أن تبقى كما هي كنيسة بيت لعبادة الله لا أكثر ولا أقل وأما في غير هذا فأنه تجاوز على السلطة الدنيوية والتي هي سلطة الشعب . السلطة الدينيوية تتقاطع بقوة مع السلطة الدنيوية – وأستثناءً من وجود الروح القدس بشخص المسيح على الارض وتلك حكمة رب العالمين , فليس من مصلحة الدين المسيحي من خلال الكنيسة في ترك موقعه الروحاني السماوي والهبوط الى مستوى الحياة الفانية على الارض وما فيها من تعقيدات التطور في الحياة البشرية أجتماعيا وسياسيا واقتصاديا التي لا تليق بقدسية الفكر الديني الذي يجلبها تقادم الزمن . بأختصار فعندما نطلب الدعاء يكون رأسنا موجهاً نحو السماء وليس الارض وهذا يترجم معاني أن الدين والكنيسة بافكارها وعقائدها وثقافتها موقعها فوق , فوق في الاعالي ولا ولم ولن يكن أساسها الارض هكذا هي الروحانيات بمجملها الفكري العام منذ أن وعت البشرية على أيدي الشعب الاشوري الخلاق في نشر أسم الله الخالق العظيم الذي أبتدأ به كل شيء فوصفوه بالبداية – شورايا – أشورايا ( هذا البداية) – آشور وهذا ليس وثن ولا أسم شخص أو ملك بل صفة الله كونه البداية ومنه اخذ الاشوريون التسمية واطلقوها على أنفسهم وملوكهم لقدسية ما عرفوه عن بداية الخليقة ونشروه بين الاركان الاربعة للمعمورة  .

والان لنرى كيف أن الدين السماوي السمح تحت مظلة الكنائس يساء أستخدامه في شرذمة وتفتيت الشعب الواحد ولمصلحة من يتم كل هذا . فلو قرأنا يوماً أن كنيسة المشرق الاشورية بشخص بطريركها الحكيم مار دنخا الرابع قد تجاوز حدوده في الغاء اتباع الكنيسة الكلدانية من سجل الشعب الاشوري فأن الشعب الاشوري سوف لن يسكت ولن يسمح بهكذا ألغاء فالتكفير الديني لا ثقل قانوني وشرعي له في تغيير قومية الشعب . وللحقيقة والتاريخ أن بطريرك كنيسة المشرق الاشورية ظل دوما سبّاقاً في طرح معاني وحدة الشعب الاشوري بكل كنائسه في خطاباته ورسائله الى أتباع كنيسته المحافظين والمدافعين عن وحدة الشعب القومية . أذن كنيسة المشرق الاشورية المتمثلة برئاسة البطريرك مار دنخا الرابع موقفها الوحدوي معروف لعامة الشعب ولا شائبة عليه .
ما يساء فهمه أو ما يتم تأويله عمداً من قبل (البعض) في ترجمة خطابات ورسائل بطريرك كنيسة المشرق الاشورية هو أعتبار دعوته للوحدة القومية ألغاء للبقية من (الكلدان) و(السريان) وهذا التأويل والترجمة لا صحة لها أطلاقاً . ليس هناك ما يشير الى الغاء الكنيسة الكلدانية ولا السريانية فالوحدة القومية لا علاقة لها بوحدة الكنائس , ما يعكر صفو الوحدة في عقلية (الكلدان والسريان) هو الاسم الاشوري الوحدوي الذي يراد الغائه من قبل بقية الكنائس وهو أمر مرفوض رفضاً قاطعاً حيث لا سلطة للكنيسة في هكذا خطوة خطيرة تنم عن حقد دفين مستورد .

فكل أبناء شعبنا من أتباع الكنيسة الكلدانية على علم تام بتاريخ شجرة عوائلهم التي تنحدر من أصولها الاشورية والمرتبطة خطأ بالتسمية النسطورية التي أعلن عنها صراحة البطريرك المرحوم روفائيل بيداود الذي قالها صراحة أنه آشوري وجده كان نسطوري وأتباع كنيسته آشوريين قومياً , فجعلوه أن يغادر الدنيا مشيعاً قبل آوانه !!

أننا نعلم بأننا شعب واحد , والمثير هنا لو أخذنا هذه العبارة ( شعب واحد) وسلمناها الى البطريركية الكلدانية و(العالميون)  لقالوا أننا جميعا شعب (كلداني) واحد , أنظر عزيزي القاريء الى أننا شعب واحد تحت التسمية (الكلدانية) , ولو أخذنا الموضوع الى البطريركية السريانية لقالوا أننا شعب واحد بتسمية سريانية , هكذا اذن وبأعترافهم أننا نعتبر شعب واحد بفارق التسميتين!!

أذن الموضوع ليس موضوع شعب واحد وتسميات كما طرحها (العالميون !!) فبعد فشل هذه الطروحات يحاول (هؤلاء) بتكرار محاولاتهم ومنذ مدة  في خلق قومية داخل قومية من على منابر مشبوهة كونهم على علم تام بعدم أهليتهم في الاوساط الاشورية القومية النزعة المحافظة على جذورها التاريخية , يريدون البروز في أوساط (الكلدان) على حساب مصير وحدة الشعب , فالموضوع كما يظهر أن هذا الشعب الذي يعتبرونه قطيعاً تائهاً يريدون ألغاء أسمه القومي على مراحل بفرض مسمياتهم عليه بأجزاء ريثما يتم سحب البساط من التسمية الاشورية بدون وجه حق يدعمه التاريخ .

فالعالم المتحضر يعرف شعبنا وتاريخه بأسمه الاشوري لعراقة تاريخ حضارته ومنها أستقر علماء التاريخ في تسمية علم الاشوريات في الجامعات العالمية ومؤتمرات علماء الاشوريات كذلك والقضية الاشورية مسجلة في الامم المتحدة بأسمها الاشوري وهذا يعطي زخماً تاريخياً متواصلاً لمفاتحة المنظمات العالمية بقضية شعبنا الموثقة في المحافل الدولية فليس من الحكمة في شيء في الغاء كل هذا بتشويه واقع شعبنا امام العالم والمنظمات العالمية ذات العلاقة بالقضية السياسية للشعب الاشوري والاتيان بتسميات لا تعتبر أصيلة في قراءتها بل مشتقة من اللفظ الاجنبي لأصلها الاشوري كما في (سريان) وأما (الكلدان) فلا وجود لهم في التاريخ كشعب وعنصر ومدعي الكلدانية اليوم لا علاقة لهم تاريخا وحاضرا بممارسي الكلدانية التي ما انفك الكتاب المقدس في ذكره للكلدانية  كطقوس مارسها من يمارسون الكلدنة (وضيفة) حالهم حال المنجمين وقراءة الطالع حيث كان هؤلاء من مستخدمي المراكب البحرية التي كان قبطانها الاشوري يعتمد عليهم كدليل كالبوصلة في قراءة اتجاهات الابحار . فأن كنتم تؤمنون بالكتاب المقدس فهذا ما أتى به الكتاب (ممارسة طقوس - وضيفة) وأن لم تعترفوا بما جاء به الكتاب المقدس فذلك شأن يخصكم ويلقي الضوء على مسألة أيمانكم أمام أتباع كنيستكم !!

  فالاشوريون شعباً حكم الدنيا كحكومة عالمية كما تحاول امريكا عمله الان  وتاريخه يفوق تاريخ أي شعب آخر على وجه الارض ويمكن التعرف على ذلك بسهولة من السنة الاشورية 6762 والتي هي أقدم من أقدم سنة صينية 4700+  ومدوناته تشير الى كل الوثائق التي تشير صراحة الى أسمه المقدس - آشور – وبعملية قفز فوق حقائق التاريخ يأتي نفر ضال متلبس بالغلط حقده الاسود ضد نفسه  وضد شعبه ليتلوا مزامير حقده المسكون بغباء مدقع يحاول وبالغلط المضاعف في تناقض فضيع مع أدعاءات كنيسته ليحيل الموضوع برمته الى موضوع سياسي لا يتفق ورسالة كنيسته بخلق قومية من كنيسة والطامة الكبرى هو سكوت الكنيسة عن تحويلها الى مستوى قومية في أشارة واضحة الى تمزيق وحدة شعبنا الاشوري الذي سوف لن يكتب لهكذا مؤامرة النجاح ما دام الشعور والاحساس القومي الاشوري يسري في وجدان كل أبناء شعبنا من اتباع الكنائس المختلفة شاء من شاء وأبى من أبى .

يتبع