المحرر موضوع: الخطوة المتشابهة  (زيارة 656 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل سامر كوركيس يوسف

  • عضو جديد
  • *
  • مشاركة: 1
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
الخطوة المتشابهة
« في: 15:40 15/05/2012 »
الخطوة المتشابهة

سامر كوركيس يوسف               
 ان اغلب الثورات العربية التي حدثت وما زالت مستمرة حتى اليوم قد جوبهت بخطوات متشابهة تقريبا التي قام باعطاء اوامرها سلطات الحكومات فقامت هذه السلطات باستنفار اجهزتها الامنية في قمع الانتفاضات والتظاهرات وكانت الخطوة الاولى المتشابهة هي رمي المتظاهرين بالاطلاقات النارية وقتل بعضهم بشكل مباشر
فالقتل بالشكل المباشر ضدالمتظاهرين الذي امرت به هذه الحكومات ماهو الا تعبير عن رعب وخوف داخلي يجتاح هذه الحك ومات لئلا يتخلوا عما يتحلون به من صلاحيات وسلطات تحكم الدولة وانها تود الاستمرار في الحكم حتى لو كان الشعب من يدفع الثمن اضافة الى ان هذه الخطوة العنيفة ضد اناس عزل جاءت لتبين عن مستوى الهمجية والعنف الذي تقوم به هذه الحكومات ضد ابناء بلدها
هدفت هذه الخطوة الى ترويع الناس ورؤية الموت امام اعينهم لجعلهم يخافون ويهربون وهي الخطوة الاكثر تاثيرا حسب توقعات الحكومات اذ ان قتل المتظاهرين من وجهة راي الحكومة سيكون له تاثيرا قويا على التظاهرات بل وسينهي التظاهرات وبسرعة وذلك على اساس ان المواطن سوف يرتعب من مشاهد الموت التي يراها وسوف يتخلى عن التظاهر ويقبل بالامر الواقع
برمي الاطلاقات النارية ضد المتظاهرين كشفت الحكومات عن الاقنعة التي لبستها لفترة طويلة من الزمن  فاقنعة الديمقراطية وحرية ابداء الراي وحقوق المواطن والحقوق المدنية ليست الا حبرا على ورق
هنالك تساؤلا يطرح نفسه لماذا تقوم هذه الحكومات بمثل هذا العنف ضد مواطنيها
لان هذه الاسلوب هو الذي تمتهنه فهذا الاسلوب تستخدمه في الخفاء ضد معارضيها وهو الاكثر تاثيرا في حل المشاكل الصغيرة وربما سيساعد على حل المشاكل الاكبر حسب راي الجكومات ولكن اسلوب العنف لم يحل المشكلة او خفف عنها وانما زاد من حدة التظاهرات وزاد من عدد المتظاهرين وزادن مطالب المتظاهرين ايضا
ان تدخل منظمات حقوق الانسان وتنشيط اعمالها وفعالياتها هو احد العوامل القوية لتوقيف مثل هذه الممارسات وخاصة في الدول التي يشك في وجود الديمقراطية فيها  كي يستطيع المواطن ان يعبر عن رايه اضافة الى الضغط على الانظمة كي نشرع قوانين مهمة تنظم وتهتم باراء المواطنين وطرق التعبير عنها
ان الموضوع الاكثر تعقيدا ما بعد قتل المتظاهرين هو نهوض الشعوب ضد حكوماتها ومطالبتها بقصاص عادل ضد قتلة المتظاهرين اذ لا يرغب الشارع ان يتنازل عن حقه لاجل اخوانهم الذين قتلوا بدون ذنب غير انهم فقط حاولوا التعبير عن رايهم وهو ابسط الحقوق التي يستحقونها
العنف لم يكن حلا ولكن هذه الخطوة عبرت عن تدني مستوى التفكير عند هذه الحكومات ولكنها عكست بابسط صورها عن تشابه الانظمة.