المحرر موضوع: الجريمة الصامتة !!  (زيارة 1103 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل اوراها دنخا سياوش

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 687
    • مشاهدة الملف الشخصي
الجريمة الصامتة !!
« في: 11:51 18/05/2012 »
الجريمة الصامتة !!
كُنّا شعبْ وكان لنا أرض...
   أصبحنا شعب ذو حضاررة وامبراطورية ممتدة الاطراف، بدأت بعاصمتها كالح، دعيت على إسم إلآهها آشـــــور واستمرت لعشرات القرون، وسقطت في نينوى...
 تبعثرت اشلائها، وبقي سكانها، انتهت حضارتها وبقي لسانها وتراثها، مات رَبُّها آشور الذي علمهم الشجاعة والبأس كل تلك القرون!
.. وجاء المسيح، حيث انضوى جميعهم تحت جناح المحبة والتسامح، في غابة الارض هذه المملوءة بالوحوش الكاسرة! وحوش رقصت فرحاً، مستغلةً انضوائنا تحت هذه الخيمة، حيث بدأت جريمتها بحق ابناء آشور، طمعاً بارضهم ومياههم ...! وحوش مؤمنة بالــه حسود، حقود! سارق! يشرع القتل والدمار من اجل الحصول على وطن الآخر...!
استمر ايماننا الجديد ولم يتزحزح قيد انملة، فصاروا هم وتحت مظلة عقيدتهم (السمحاء) يقتلون ونحن نصلي!!!
 وتحت مفهوم (الجهاد) يقتلون ونحن نشكي!!!
 ويقتلوننا لاننا (برأيهم كفرة) ونحن نستنجد!!! وبمن.. ؟! بمن حللوا دمائنا وانتهكوا اعراضنا وسرقوا ارضنا!!!
  استمر الحال هكذا لعشرات السنين ونحن بالطبع لا زلنا متسامحين، متكئين على عقيدتنا، ومنتظرين من ربنا العدالة والانصاف، وعولنا عليه ان ياخذ بثأرنا، من دون ان نفقد ثقتنا الالآهية به..!
استمرت دمائنا (الرخيصة) تنزف حتى تعودنا عليها واصبحت من تراثنا. فلا ثأرنا أُخِذْ ولا ارضنا رَجَعَتْ...! وثقتنا بالعناية الالآهية تزداد وتقوى اكثر فاكثر، مع الاستمرار بفقدان ارضنا...!
حل محلنا هؤلاء الوحوش ولكن بجلد الحملان! وراحت ارض آشـــــور تستنجد كل يوم! ولا من مجيب! الاله آشـــور يصرخ لإقاضِنا! ونحن غافلون...! تائهون في ملكوت عقيدتنا (الكافرة!) الجديدة..! تاركين لهذه العناية هذه المهمة...!  الى ان استحوذوا في النهاية على ارض آشور..!
  ان جريمة الاسحواذ قسراً على ارض اشور تعتبر بكافة المقاييس من الجرائم ليس فقط الصامتة ولكن من التي سُكت عليها وتَسُتّرَ عليها. ان دماء الالاف من ابناء شعبنا التي سفكت ابتداءً من مذابح بدر خان مرورا بسيفو وسميل وصوريا وصولا الى سيدة النجاة تدخل ضمن هذا النوع من الجرائم ضد شعبنا لدفعة الى الهرب والهجرة من اجل الاستحواذ على هذه البقعة التاريخية التي تمتاز بوفرة مياهها ومعادنها وجمال طبيعتها الآخاذ.
  فهل وبعد كل هذا سنستمر بالشكوى والاستنجاد والايمان بان الله كريم وهو الذي سيأخذ حقنا ويحمينا من (اعزائنا) الوحوش؟!! وهل سيظل خدنا الايمن جاهزاً لكل الصفعات..! وكما قال عادل امام اي واحد يـگي يضرب..! وهل سننتظر غزوة يقوم بها هذا او يقوم بها ذاك لتنفيذ جريمة صامتة اخرى، من دون ان نحرك ساكناً؟!!
 اننا نرى الشر امامنا متلبساً بلباس الخير محمياً بالدين ليرتكب الجرائم (الحلال!) بحقنا مستغلاً المجتمع الذي يسيطر على عقله ويوجهه حسبما يريد ومتى ما شاء...!
 بعد كل هذا، الم نرعوي بعد..؟! الا نرى ان العقيدة السمحاء لا تزال اكثر (تسامحاً)..؟! في المشمش..! هل نحن بانتظار الغزوة الكبرى، والغزوات الخفيفة (زاخو واربيل) التي قام بها (إخوتنا المتسامحين)، لاحت كرؤس الحرابِ...! أما آن الاوان لتغيير فلسفتنا في التصدي لفلسفة (التسامح!) التي يمتاز بها المؤمنين، الساعين الى الجنة على اكتافنا نحن (الكفرة!).
اليس غريباً ونحن (الكفرة!) لم نعتدِ على أحدْ ولم نغزو أحدْ ولم نؤذي أحدْ...ولم ...ولم..؟ وإخوتنا المؤمنين يُقوّون ايمانهم باعتدائاتهم وغزواتهم علينا وكأننا الطريق الوحيد في جهادهم للوصول الى جنة الحواري..! لا بل والانكى من ذلك، يصفون انفسهم بالمؤمنين ويصفوننا بالكفرة..!  
الا يكفي جرائم صامتـــــــــة  بحق الشعب الذي كان، وهو، العراق؟
في الختام لا يسعنا الا ان نقول: بارك يا رب شعبنا (الكافر!) الذي احبك ومجدك وضحى لاجلك وامنحه المقام المحمود، وقطعة صغيرة، على الاقل في جنتك!! لانه اصبح بلا حول ولا قوة ولا ارض على هذه الارض!!!! ولا تبارك (المؤمنين!) على جرائمهم الصامتـــــة !! يعني الجرائم اللي من جوّوا لِجووّا!!
اوراها دنخا سياوش