المحرر موضوع: "بابل"بعبع امريكا و رسالة ايضا  (زيارة 924 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل zeer

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 752
  • الجنس: ذكر
    • مشاهدة الملف الشخصي




    بعد غزو أمريكا للعراق ظهرت كتب كثيرة ( في أمريكا نفسها) تبارك تحقيق النبوءات التوراتية في بلاد الرافدين.. وهذه النبوءات تشجع صراحة على تدمير العراق، وإبادة شعبه انتقاماً من السبي الأول- وخوفاً من الشتات الثاني- ويعود تاريخها إلى أيام الحضارة البابلية قبل 4000 عام. ففي ذلك الوقت نجح اليهود لفترة بسيطة في تأسيس مملكة صغيرة في فلسطين ( أرض كنعان). ولكنهم ظلوا دائما مهددين من قبل الحضارات الفنية التي ظهرت حينها بين نهري دجلة والفرات (ويطلقون عليها عموماً أرض بابل)، ثم أتت الكارثة الكبرى- التي تشتت على إثرها اليهود حتى اليوم- حين دمر نبوخذ نصر مملكتهم في القدس وأخذهم عبيدا الى العراق..
ونتيجة لهذه الكارثة- التي مازال اليهود يتباكون عليها- تحول العراق في الذهنية اليهودية إلى «بعبع» يهدد بتشتيتهم مجددا في نهاية الزمان.. وليس أدل على هذه الحقيقة من آيات التحريض الكثيرة ضد العراق وأرض بابل في التوراة الحالية... وأهمية كسر شوكتها كلما طالت...

فمن المعروف أن أجزاء كبيرة من التوراة أعيدت صياغتها بعد عودة الحكماء اليهود من الأسر البابلي. وسرعان ما ظهرت في (طبعة منقحة) تضمنت الكثير من فقرات التحريض والتهديد ضد أرض الرافدين.. ليس هذا فحسب بل تضمنت الكثير من النصائح والإرشادات حول كيفية إثارة الفتن بين أهلها وشغلهم عن المهمة التي ارادها لهم الرب في نهاية الزمان (وهي سبيهم مجددا بعد تجمعهم الثاني في أرض كنعان)..

فالتهديد من خطر العراق جاء مثلا على لسان النبي اشعيا الذي يرى ان يوم الرب (وهو اليوم الذي سيحل فيه غضبه على اليهود) سيظهر من خلال القوة الاشورية في العراق. وجاء على لسانه في توراة اشعيا 13-16 ( من يقبض على احد من اهل بابل فعليه ان يصرعهم ويمزق اطفالهم على مرأى منهم وينهب بيوتهم ويغتصب نساءهم). وجاء كذلك في اشعيا 14-20-23 (اعدوا مذبحة لابناء الاشوريين جزاء إثم آبائهم لئلا يقوموا ويرثوا الارض فيملأوا وجه البسيطة مدنا وعمرانا).ثم يستمر قائلا ( لاتعفوا عن شبانها وابيدوا كل جيشهم وافرشوا ارض الكلدانيين بالقتلى).

أما ارميا النبي المجهول فقد زعموا على لسانه (اسمعوا أمم الارض ولا تخفوا فرحة الاستيلاء على بابل وكيف أن أمة من الشمال زحفت عليها لتجعل ارضها مهجورة يشرد منها الناس والبهائم). وكذلك (اجمعوا على بابل حشوداً من أمم عظيمة فتصبح ارض الكلدانيين غنيمة وكل من يمر بابل يصيبه الذعر ويصفر وجهه من النكبات التي ابتليت بها ) وقال ايضا (يا موتري الاقواس اطلقوا على بابل من كل ناحية ولا تبقوا سهما واحداً فبابل انزل الله بها اليوم عقابه نظير الوعد الاول)!!!

الخطير فعلا أن هذه النبوءات (التي لم نتعرض سوى لجزء منها) انتقلت الى العقلية المسيحية المحافظة التي تحكم حاليا البيت الابيض.. وكنت قبل فترة كتبت مقالا بعنوان «الإشارات الدينية في خطابات بوش» تثبت تعامله في قضيتي العراق وأفغانستان من وجهة نظر توراتية محافظة، فحين تحدث مثلا عن محور الشر (العراق وافغانستان) كان في الحقيقة يقتبس تعبيرا ورد في التوراة لتحطيم هذا المحور انتقاما لبني اسرائيل.

أما آخر هذه الإشارات فتناقلته الصحف قبل أيام حين قال أمام نبيل شعث وزير الاعلام الفلسطيني: « إنني اتحرك بموجب رسالة من الرب ارسلت بالبريد المستعجل تقول يا جورج ضع حدا للتسلط في العراق وهذا مافعلته»... ولكن تأسيسا على خلفيته الدينية- وخطاباته التوراتية السابقة- أكاد أجزم أنه سمع في رأسه شيئا من هذا القبيل:

« ياااااااااا جورج العظيم سارع لتحطيم بابل قبل ان تذل شعبي المختار مجددا فخطرها على إسرائيل أعظم من خطر الصواريخ الروسية والكورية على واشنطن»!!
never fear zear is here