المحرر موضوع: مذكرات بيشمركة/45 فؤاد،غفار،أبو هاشم، د.عبدالرحمن  (زيارة 1339 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل سعيد الياس شابو

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 253
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
مذكرات بيشمركة/45
فؤاد،غفار،أبو هاشم، د.عبدالرحمن

سعيد الياس شابو/كامران                                                                                            
2012.6.12                                                                                     
 
بعد أيام قلائل من وصول مفرزتنا الى قاعدة كوسته وزيارة الرفاق البيشمركة من الحزب الديمقراطي الكوردستاني /حدك ، جرى الحديث بخصوص تشكيل مفرزة مشتركة مصغرة وسريعة الحركة وذات مهام متنوعة !! وفعلا تم الأتفاق بين رفاقنا ورفاق الديمقراطي على الوجهة والخيار الصعب آنذاك .. لكون المنطقة شائكة بالربايا والمعسكرات والكمائن المتنوعة المجحفلة من الجيش والجاش والعملاء المتنوعين والمنتشرين في كل حارة وكل صوب !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!! .
 
مفرزة متكونة من الرفاق الأنصار- أبو هاشم ، غفار ، فؤاد ، والرفاق البيشمركة من الديمقراطي د.عبدالرحمن وأعتقد  حسن نجار وربما بيشمركة آخرين لا أتذكرهم من الطرفين ..!! وبعد أيام قلائل جدا شكلت المفرزة البطلة لتقول ... جئنا للتحدي وحرب العصابات ونقول .. نحن هنا لا نهاب آلتكم العسكرية بالرغم من .. من أنكم تتفوقونا في العدة والعدد ومحتلين كل الطرق والمرتفعات المهمة والاستراتيحية ومستخدمين ثروات البلد وانفاقها على ديمومتكم المصابة ب (داء العظمة)!!! .
 
دكتور عبدالرحمن الذي زارنا وللوهلة الأولى كان يرافق ماموستا حميد أفندي ، كان من العناصر الشجاعة والخبرة الجيدة حسب ما وصفوه رفاقه وهو بيشمركة قديم ومن أهالي المنطقة أي منطقة بالكايتي المتاخمة مع منطقة برادوست ، وفي حياة البيشمركة والأنصار المضمد الصحي ومعاون الطبيب والمخدر والمدخري والبيطري الذي يجيد زرق الأبر والطبيب = كلهم يساوي ويسمى بالدكتور ! وللدكتور احترام خاص ومكانة خاصة ، وأحيانا البيشمركة يدخل دورة مركزة خاصة لمدة أيام معدودة ليتعلم زرق الأبر وو...!! ويسمى أيظا بالدكتور ، ولنا سوالف مع النصير دكتور زانا و( الدكتور خاله خوله ) فتحية وتقدير لكل الدكاترة الذين قدموا الكثير وتحملوا الكثير وأنقذوا الكثير .
دكتور عبدالرحمن                                                                                           
..............................                                                                                     
 
فأما الدكتور عبدالرحمن كان مقاتلا وبيشمركه نشط  من الحزب الديمقراطي الكوردستاني ، وضحكته تدخل القلوب منذ أول لحظة أن تلتقيه وهو لطيف المعشر ودم خفيف وابتسامة معبرة عن الأخلاص والحب ، وجسم نحيف ورشيق ولكنه عزيمة لا تلين أبدا .. مصرا على تحمل الصعاب وسوء التغذية وقلة النوم والراحة الفكرية والجسدية .. أي قضى عمره الشبابي في البيشمركايتي ، وبالرغم من اني التقيته لمرتين فقط .. ففهمت منه بأنه من المخلصين للتعاون مع البيشمركة ومصرا على مقارعة الدكتاتورية المتمثلة بالنظام العراقي ، ومتحملا هموم شعبه وثورته المسلحة من أجل اسقاط النظام .
 
سيد هاشم / أبو هاشم                                                                                                     
..................................                                                                                               
جبار فنجان الرفيق النصير الذي لا يمكن نسيانه أبدا .. حاله حال كل البيشمركة الذين عايشناهم والرفاق الطيبين الذين قدموا خيرة عمرهم الشبابي للقضية والوطن والشعب والحزب والرفيق أبو هاشم لم أعاشره سوى أيام معدودة !!!! وخلال تلك الأيام تبين لي بأن الرفيق النصير أبو هاشم يحمل مخزونا هائلا من الهموم الحزبية والعائلية والاجتماعية والأنصارية متحملا هموم شعبه وتأريخ العراق الدكتاتوري وأزماته وحثالاته ومآساته .. تاركا لحيته السوداء السارحة وممشطا أياها لتخفي رقبته السمراء .. عيون خضر وسمار وجهه البشوش وهدوئه اللامحدود .. كلها تعابير وهمم الرجال الجنوبيون .. ودمعة العين عند الرجل ماهي إلا تعبيرا عن المعانات المتنوعة ، كان الرفيق أبو هاشم .. كتلة من العزيمة والأصرار لا يلينان .. مؤمنا بمباديء الحزب ونضاله .. الطبقي آنذاك ! ناكرا للذات .. محبا لرفاقه ومن اللحظات الأوول تفهمنا لصعوبات عملنا والهموم العراقية المشتركة وكيفة الخلاص من الدكتاتورية وذلك بتقديم المزيد من القرابين والدماء من أجل نصرة القضية .
 
غفار رواندوزي                                                                                                         
.........................                                                                                                       
الرفيق النصير غفار .. شاب متحمس وكتلة من الطاقة وفي الكثير من الأحيان ( رينكو ) لا يتفاهم .. وجه مشرق وشاب متحمس .. ورائع يجيد استخدام السلاح بالشكل اللائق والمطلوب .. أبوه  شهيد الحزب .. من عائلة مضحية .. كل أفراد العائلة من البيشمركة أربعة إخوة .. أبناء + الأم + البنت الشابة .. متحملين أصعب الضروف وأقهرها .. ملتصقين بالحزب ومعانات عائلية في الجبل من حيث السكن والمأكل والملبس والقصف وو ...!!! البيشمركة النصير هاوري غفار .. سياسي وعسكري وناشط في الحركة الطلابية والشبابية وذات روحية رياضية .. محبوب لدى الجميع .. التدخين على قدم وساق .. أقطع ! عنه الأكل ولا تصرح بتقليل أو الحد من التدخين !! موظف وشاب أعزب ، متحمس للغاية وجسور وصفات طيبة أخرى .. جلها موجودة في الرفاق والرفيق غفار على حد سواء .
 
فؤاد الشاب الوسيم                                                                                                       
..............................                                                                                                 
الرفيق النصير البيشمركة توما كليانا بهنان / فؤاد ، شاب في مقتبل العمر من مواليد عنكاوا البطلة 1960 ، التحق بصفوف الأنصار للحزب الشيوعي العراقي في 26/2/1979 من القرن المنصرم مع مجاميع أخرى في روزهلاتي كوي ، طالب في سنته الأخيرة اعدادية الصناعة في أربيل ، منذ التحاقه في المفرزة الأولى في روزهلاتي كوي مع رفاق دربه والرفاق في الحركة الاشتراكية الكوردستانية / مفرزة البيشمركة المقاتل الجريء قادر مصطفى ورفاقه والذين ساعدوا بيشمركة الحزب أثناء التحاقهم وقدموا لهم كل العون ، وكان النصير فؤاد سباقا في تحمل الواجبات بالرغم من صغر سنه ال 18-19 ربيعا .. ترك والدته الأرملة واخوانه وأخواته .. ليلتحق بالثوار .. تاركا أصدقائه المتأثرين بخصاله وشجاعته وشهامته .. شاب وسيم .. يجذب ويجلب المقابل من أن ينظر اليه بشكل ملفت للنظر .. سريع التفاعل مع القرويين .. طول قامته يتحدث .. ابتسامته تجذب الشبية وخاصة عندما يشاه دونه أكثر من سلاح .. الكل يود التقرب منه والحديث اليه .. جريء وسريع الحركة وملتزم بالقرارات العسكرية الى حد التضحية .. الخوف لم يكن في قاموسه ، قاطع المسافات الطويلة بمدد تختلف عن الآخرين ! مرح وطيب المعشر وله قابليات في ترويض الخيل والسيطرة عليها بشكل عجيب .. أمنيته .. أن يصبح قائد عسكري ميداني في الأنصار وكان لا يحبذ الخوف والتماطل في الواجبات المناطة به  واليه .
 
كانت حركة المفرزة المشتركة في اليوم الثامن أو التاسع من شهر أيار 1980 م . أي بعد أيام قلائل من وصولنا الى مقر كوسته ونحن قادمين من ناوزنك !!!! وماهي إلا أيام معدودة بعد نزول المفرزة الى المناطق المقررة .. عبر النصير فؤاد متوجها الى منطقة ( سى 3 كاني ) في ده شت كوي ملتحقا بالمفارز المشتركة والتي كان تواجدها في شكل بارتيزاني ، فأما البيشمركة الأنصار ..المفرزة المشتركة دكتور عبدالرحمن و أبو هاشم وغفار .. أصبحوا يتجولون لأيام في المنطقة أي بالكايتي –برادوست ، وما الخبر التعيس الذي نزلنا علينا كالصاعق بإستشهاد الرفاق الأبطال وذلك من خلال كمين عسكري مجحفل نصب لهم وأوقعهم في الفخ الذي من الصعوبة تجاوزه سالما ! وحين وصول الخبر الى مقراتنا .. كان الخب ر بمثابة كارثة لا تصدق .. فقدنا بيشمركة أبطال من الطرفين البارتي والشيوعي وخسارة لا تعوض .............. ، وبعد فترة أخرى سمعنا نبأ استشهاد الرفيق فؤاد في منطقة سيكاني .. أثر معركة قوية وقوات غير متكافئة مع النظام البائد ومرتزقته الخونة .. خونة الشعب والوطن!! ،
 
وعن استشهاد النصير توما كليانا / فؤاد .. وصلتنا أخبار تحكى عن طريقة استشهاده البطلة في يوم 12 أيار الشهر الخامس / 1980 .. وقيل بأن بعد معركة غير متكافئة وضخامة قوات الجيش والجاش ودعمهم اللوجستي اللامحدود واشتباك القتال وعلى أثر ذلك الهجوم جرح الرفيق فؤاد بجروح بليغة ونفذ عتاده ... ومن ثم فجر على نفسه قنبلة أي رمانة يدوية .. لكي لا يقع في الأسر وهو جريح ومن ثم يسحسل مربوطا بحبل وراء السيارة وأمام رؤية الجميع للتنكيل بجثة الشهيد وكسر عين أهل القرى والمدن والتي تعود النظام القذر من فعلها وبالطريقة الشنيعة وأمام أنظار الجميع !!
 
هكذا كانوا أبطالنا البيشمركة الشجعان .. لا يهابون الموت ولا حكم العساكر ولا يرضخون للابتزازات ولا يفكرون بالأملاك والممتلكات ولا بعوائلهم ولا بمستقبلهم .. قدموا أرواحهم والغالي والنفيس من أجل العدالة الاجتماعية وحكم القانون والدفاع عن الكسبة والفقراء والمسحوقين ورفع راية الحزب عاليا .
مجدا لشهداء حركة البيشمركة الأنصار برمتها والموت للقتلة المجرمين الفاشست خونة الشعب والوطن والضمير والهواء النقي والمياه العذبة والتربة الصالحة والجبال الشامخة  والأهوار والسهول والوديان وأعداء الأحياء والأموات والبيئة الصالحة .