المحرر موضوع: مذكرات بيشمركة/47 الحركة المستمرة والتغير  (زيارة 1083 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل سعيد الياس شابو

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 253
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
مذكرات بيشمركة/47
الحركة المستمرة والتغير

سعيد الياس شابو/كامران                                                                                       
2012.6.24                                                                                     
 
صيف عام 1980 كان مفعما بالحركة المستمرة والدؤبة بالنسبة لنا .. فمن ناحية المقر في كوسته .. توسع بعض الشيء والرفاق الأنصار البيشمركة أصبحوا يبحثون عن التغير وخاصة بعد أن جلبنا مولد الكهرباء ! والحديث عن الطريق وجمال مدينة أورمية/رضائية الإيرانية وخضارها المريح للعقلية الانسانية وأسواقها المعمورة بالبضاعة المتنوعة .
في إجتماع موسع لأنصار المقر والذي قادوه الاجتماع الرفاق أبوعلي الشايب ، مام خضر روسي ، أبو داوود .. والذي تم تناول أمور عديدة فيه ومقترحات وأسئلة ومناقشات وأجوبة .. رفاق طلبوا الاجازة للسفر الى جمهورية ايران الاسلامية لمدة اسبوع + الذهاب والاياب .. حصلت الموافقة ، مقترح بأن يلتزم الرفاق المسؤولين مام خضر وأبو علي الشايب .. بأن يلتزموا بالخفارة بعد أن طرحوا فكرة الاعفاء عنهم لكثرة انشغالهم والمسؤوليات الملقاة على عاتقهم .. أصريت على أن تكون حصتهم من الخفارة حالهم حال الرفاق الآخرين ..................... ، نجحت الفكرة والتزم الرفيقين مام خدر وأبو علي بالفكرة مشكورين وقابلين بالمقترح !
 
المزح والنصب كان موجودا ..                                                                                           
______________                                                                                           
حياة الانصار لم تخلوا من النكتة والشقة والمزح والنصب والجدية ! طرحت الفكرة من قبل الرفاق ... محتواها ثمة فكرة انشقاق في الحزب وذلك بالخيارين 2 ، الأول الرفيق عزيز محمد ينوي الكفاح المسلح والرفيق ملا نفطة يروم الكف عن الكفاح المسلح والالتزام بالخيار السلمي والتفاوض مع السلطة وما شابهها من أفكار .. مجموعة رفاق قسم منهم استشهد وقسم باقي بالحياة الله يطول بعمرهم ... ناقشوا وطرحت الفكرة لإبداء الرأي بين الحلقة الضيقة والمتفقين عليها .. مع من أنت ؟! وكان الضحية النصير نهاد الحلاوي ... فكان رأيه مع المساومة وبعد أن انكشفت اللعبة ... أصبح النصير في موقف محرج للغاية ومن ثم أختار طريق الخارج مودعنا بعد القيل والقال !
 
جيفكوف يزور بغداد !                                                                                                   
________________                                                                                             
الوضع الذي كان قد أزعجنا أمميا ونحن مخلصين للأممية زيارة الرئيس البلغاري ( جايفكوف الى بغداد !) أصبحنا نسميه بدل جيفكوف .. جايف كوف !                                                                 
 
كثرة الالتزامات بالنسبة لي !!!!!                                                                                     
___________________                                                                                     
المخابرة ذات مسؤوليات عديدة ومنها الفنية .. أي تشغيل المولد وشحن البطاريات والاعتناء بالجهاز والعمل على الشفرة وحمايتها !! وتدبير الاتصال لوجبات ثلاثة على أقل تقدير .. لإعطاء الموقف وحتى صياغة البرقيات وارسالها عبر المورس واستلام البرقيات وفتحها .. جلها تحتاج الى الذهنية الصافية والراحة المفقودتين أصلا من قاموسنا الأنصاري . نصبنا سلكين للكهرباء للقاعة والغرفة .. عند شحن الباتري .. نرى النور الكهربائي ويستغل من قبل الرفاق للقراءة وو...... ، أنهض في الصباح الباكر لأسقي مزرعتنا المتواضعة ، ومن ثم التهيئة للأتصال ، جلب الحطب ، الخفارة – الخدمة الرفاقية ، استقبال الضيوف والترحيب بهم والترجمة المباشرة عند الحاجة في المفارز القصيرة وليست عبر (كوكل)، البناء ، الحراسة ، تحضير الطبخ السريع للمفارز القادمة من مناطق أخرى ومنها مفارز حزبنا الشيوعي ومفارز الحزب الديمقراطي الكوردستاني والأحزاب الأخرى ، العل اقات مع مقر الأخوة في الحزب الديمقراطي الكوردستاني وتأمين برقياتهم من والى م س ، تهيئة العجين للخبز عندما أكون في الدور ، تهيأة الحمام واحمائها للمفارز التي تقدم الينا ، أصبحت حلاق عند الحاجة وفي ذات يوم حلقت رؤوس 17 رفيق فيما بعد ، المشاركة في المفارز القريبة في ذاك الصوب وعبر النهر الفاصل بيننا للترجمة وشراء (البزن) الماعز .. أي كوردستان العراق وكوردستان توركيا وأمور أخرى هنا وهناك .
 
الزيارات اليومية لقرية القروي الفلاح  زولفي ( هدنى ) من قبل الرفاق من أجل الحصول على الفواكه والتغير من الجو الممل للمقر والحار جدا .. صيد السمك والسباحة في النهر .. دوري الشطرنج بين الأنصار .. الخبز الجديد لم يكن ..كخبز الصاج ! خبز الرفيق النصير بولا الأخرس الخباز الجدي والنظيف والمثابر والخبير في كل شغلة يجيدها وهو محاضر جيد لمن يفهمه وحطاب جيد وملتصق بالحزب منذ طفولته . القروي زولفي .. يطلب التعويض بدل السبيندارات المقصوصة وفعلا ناقشت الفكرة وحصل على التعويض .. بعد أن كادت الفكرة من أن تخلق مشكلة ..لكون زلفي حصل على تعويض من قبل النظام العراقي الذي رحل آلاف القرى في الشريط الحدودي.
 
الأنصار الأبطال                                                                                                         
*************                                                                                                     
الرفيق النصير أبو سحر ..                                                                                               
لم أرى ولحد اليوم من أن يكون هناك رفيقا مخلصا للحزب والشعب والوطن والمقر وبصفاته الايجابية وقلبه الكبير ... أبو سحر / ناصر عواد ، وهذا لا يعني من أن الرفاق الآخرين يمكن التقليل من تأريخهم  أو التقليل من شأنهم الشخصي والنضالي .... وإنما أبو سحر نموذجا للأخلاق العالية والطيبة التي هي موجودة عند الكثيرين ولكن أبو سحر هو النموذج الأفضل وهذا رأي الشخصي .. مقترحات خدومة تضحيات جسيمة .. جمع ما يتمكنه من جمعه من الأنصار ووضع المبلغ في جيب الرفيق المحتاج والمسافر عند الحاجة أو المرض .. الاهتمام بالمقر .. وجه يبتسم في أشد الأوقات .. قالوا ثمة تقدم في ذات يوم .. نحن غير مسلحين .. توزعنا مع بيشمركة الأخوة حميد أفندي وعريف أحمد وأحمد برنو .. صعدنا على قمم الجبال بيشمركة من البارتي وبيشمركة من الشيوعي ومن الصباح الباكر وحتى الرابعة عصرا .. بسبب تسرب اخبارية بخصوص انزال القوات العراقية في المنطقة ومن ثم التقدم .. معنا خبزات وماء !! كانت الحميمية موجودة .. أبو سحر يتفائل ويقول ( قواويد وين الروح الى هنا لاحقينة )؟! والضحكة لا تفارق وجهه ووجوه الرفاق الأنصار .. كلهم مستعدين للمقاومة والبطولة والفداء وتحمل الصعاب .. الدعاية عززت العلاقة بيننا أي بين بيشمركة الحزبين .. كانت النيات صافية ، حسن التفاهم .. توزيع الهمم والمواقف وليس الثروات !! الكل يعمل من أجل انجاح المسيرة . جاء الرفيق النصير المخابر زمناكو أبو سرباز ليصلح العطل وعاد بسرعة الى ناوزنك مشكورا .
 
عادت مفرزة الرفاق حاملة معها عدد من الكيلوات ( البهارات الطيبة ) !! الرفاق انتعشوا واستمتعوا بعض الشيء وتغير من مزاجهم وأكلوا (جلوكباب)الرز.. فوقه كباب .. أكلة مشهورة في ايران الشاه ومن ثم في الجمهورية الاسلامية ، تغير 180 درجة ، الرفاق في مفرزة التغير أبو وفاء،أبو هاشم بعد لم يستشهد في ذلك الوقت وأنا أجحفت بحقه وكان استشهاده بعد فترة ، أبو سحر ، أبو حازم ، آزاد ، أبو نضال ، أبو سلمى .
عادوا حاملين بعض الحلويات والبهارات الحارة .. بينما نحن نشتكي من الجالي والحرقة في المعدة لكون غذائنا الرئيسي لو تواجد ؟! فهو متكون من الفاصوليا اليابسة والحمص والعدس كوجبات أساسية وبطاطا وبعض الامور الأخرى وهذا كان واقع الحال آنذاك !!!
 
 
 
مهلا يارفاق بإستخدام البهارات ! ولمرات عدة وأسابيع ...... طالت المسألة دون الاصغاء أو الالتزام بما نقوله !! يارفاق كفى من تكثير البهارات في وجبة الغذاء ! ، دون جدوى والسماع والاصغاء  الى رأينا !! الرفيق هيوا أبو شوقي كان يعاني بشكل لا يطاق من معدته .. ولكن لم تكن هناك مطاعم خاصة أو رستورانات لنغير من وجبتنا الغذائية ! فصرحت وقلت ... رفاقي الأعزاء بأمكانكم أن تضعوا ما يحلوا لكم ولكن بعد الفاصل ! أي أعزلوا لنا قليل من الأكل قبل وضع البهارات في الطبخ ! أو.. ضعوا في مواعينكم .. كل لحاله .. وأتركونا من أن نأكل وجبتنا !! ولكن وبعد كل الكلام المعسول .. دون جدوى .. صرحت بأنني ناوي من أن أخبط البهارات في النهر أو الرافد الكبير في كوستة وسنخلص منها !! حسبت بأن الرفاق قد تحملوا الكثير من متاعب بحمل الكيلوات في الطريق ولمدة يومين !! ولكن لم يصدقوا بكلامي وسبق م ن أن أحرقت الشطرنج لآسباب أخرى ووضعت الشطرنج في الموقد لتحترق وليرتفع منها  دخان غير عادي .. وبعد الاستفسار عن الشطرنج ؟! قلت أذهبوا ها هي أصبحت رمادا !!! الرفاق كانوا في غاية المحبة والتقدير والانزعاج من الفعلة !! لم يصدقوا لحد اليوم !
 
الرفيق أبو حكمت وصل الى كوستة بعد اجراء العملية                                                             
__________________________________                                                           
بمجيء النصير أبو حكمت العضو القيادي في الحزب الشيوعي العراقي تغيرت الحركة وانتعش المقر بالزوار من البيشمركة والمسؤولين وحتى القرويين المهنئين .. الوضع المادي تحسن بعض الشيء ، عاد أبو حكمت وفي جيبه كيس وضع فيها 16 حجر ملون ومختلف الأحجام كانت بذمة كليته ... بعد إجراء العملية لاستئصال إحدى كليتيه وهو قادم من الجارة سوريا . وفي نفس الوقت حدثت أمور تكاد لا تحمد عقباها لو لا إيجاد الحل والحراسة المشددة والدائمة لتلافي الأشكالات .
 
الأيام تركض ونشطت حركة الأرزاق والمفرزة قادمة من بهدينان فيها الرفاق ومنهم أبو روزا وأبو كريم ورفاق آخرين .. مفارز صغيرة .. كان الحدود مراقب ومفارزنا تتحمل المزيد من السير لكي لا تقع في شباك العساكر والربايا ورؤية الطيران !!! الحرب العراقية الايرانية لم تبدأ بعد !
 
بوصول الرفيق أبو حكمت .. عقد الاجتماع الموسع للحديث عن الآفاق والتطورات القادمة وحياة الأنصار ... وفي ذات يوم صباحي خريفي من شهر أيلول .. وفي صباح يوم 22/9/1980 واقفين أنا والرفيق أبو حكمت عند مفترق الطريق والذي يتبعد عن المقر حوالي خمسون مترا ... نتشمس بعد أن حلوت الشمس في ذلك اليوم وبعد النهوض المبكر .... وإذ بسرب من الطيران قادما من ايران وبإرتفاع منخفض متوجها الى العراق ليقصف