المحرر موضوع: الضفدعة والخيل  (زيارة 983 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل zayya audicho

  • عضو
  • *
  • مشاركة: 15
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
الضفدعة والخيل
« في: 22:40 24/06/2012 »
الضفدعة والخيل

المهندس: :زيا أوديشو
يحكى أنه كان هناك حقل شاسع ترتع فيه الخيول المطهمة الفارهة، وكان أيضاً في ذلك الحقل ضفدعة، وفي أحد الأيام تقرر نعل بعض هذه الخيول ، وبينما كان النعّال يستخدم الكيْ والمسامير تناها إلى شم الضفدعة رائحة احتراق ظُلف الخيل العطرة الشهية، فقالت في نفسها لماذا لا أذهب أنا أيضاً إلى موقع النعل، وأطلب نعل قدميَّ . أخذت نفسها وحين وصلت إلى الموقع مدت قدمها وقالت: لناعل الخيل إنْعلني، فضحك النعّال، وبينما كانت الخيول تتراكض وتمرح وقعت قدم أحدهم على الضفدعة فدعستها وقتلتها. مَثلُ هذه الضفدعة ينطبق تماماً على زعماء هذه الأمة البائسة العليلة. يحتفلون بيوم أكيتو وأبناء كنيسة الأشوريين يسمونه رأس السنة الأشورية، وأبناء كنيسة الكلدان يسمونه رأس السنة الكلدانية، وابناء الكنيسة السريانية يسمونه رأس السنة السريانية. فقط كي يتظاهروا ويقولوا للأمم الأخرى نحن أيضاً لنا رأس السنة مثلكم، وهم يجهلون تماماً معنى الأكيتو. الأكيتو هو تعبد قُُدْسي لعودة وقيامة عشتار إلى الحياة، عشتار هنا ترمز وتمثل الطبيعة حين يبدأ الخَضار كاسياً وجه الأرض وأشجارها في أول الربيع الذي هو أول شهر نيسان في بلاد ما بين النهرين. لكنهم وللأسف؛ يبتذلون وينكرون عشتار وعقيدتها، ويعتبرونها كفر ووثنية وصنم، ويرفضون أن يدخل بيوتهم كل ما يتعلق بها من صور وتماثيل وكتب مدائح. كذلك في هذه الأيام نسمع بأن مجموعة من زعمائنا حددوا يوم بإسم يوم آشوريين يحتفلون به كل عام إسوة بكل الأمم العظيمة الأخرى (كي يقولوا لهم أنظروا نحن أيضاً صار عندنا يوم قومي،) وموعده قريب لهذه السنة (كما طلبت الضفدعة إسوة بالخيول). وأتوقع بأن الكلدان سيحددون يوم الكلدان، والسريان يوم السريان، غيرة وحسد ونكاية ببعضهم، وكأن أمتنا المريضة الجاهلة الممزقة المشتتة، لا ينقصها إلا تحديد يوم قومي، وربما ثلاثة أيام لها، وتصبح في مصاف أمم العالم لها أرض ووطن ودولة. لذلك أتوجه وأطلب وأناشد أبناء شعبنا إذا لديهم وعي وإدراك وإخلاص وحس قومي لقضايا أمتهم عدم حضور احتفال يوم الأمة لأي زمرة كانت، لأن ذلك لا يخدم إلا المآرب  والمصالح الشخصية للذين يحددونه. حرام عليكم يا أيها الذين نصبتم أنفسكم قادة وزعماء (لا تعَّدون ولا تحْصون من كثرتكم) أمتنا بحاجة إلى المعالجة والاتحاد والعلم والصون، وليس لمظاهر التبجح والغرور والعنجهية الفارغة العقيمة، والمقارعة مع الأمم  والشعوب العظيمة.