المحرر موضوع: من اسرار الكنيسة : سر الكهنوت  (زيارة 632 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل عبد الاحد قلــو

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1745
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
من اسرار الكنيسة : سر الكهنوت

   ان سر الكهنوت هو سر الخدمة الرسولية الذي يكفل استمرار الرسالة التي وكلها السيد المسيح الى تلاميذه لتكون ناشطة في الكنيسة حتى منتهى الازمنة . وفي الكنيسة توجد هيئات منظمة يسميها التقليد منذ القدم رتبا" ثلاثة وهي الاسقفية والكهنوت والشماسية.
لقد أقيم الكهنوت لأعلان كلمة الله واِعادة الشرْكة مع الله بالذبائح والصلاة . ان ذبيحة المسيح الفادية واحدة لاغير ولقد تمت مرة واحدة ولكنها ماثلة في ذبيحة الكنيسة الافخارستية. وان كهنوت المسيح الواحد يغدو حاضرا في كهنوت الخدمة من غير ان تنقص وحدانية كهنوت المسيح الذي جعل من الكنيسة (مملكة من الكهنة لألهه وابيه) "رؤ 1: 6" ، وبذلك فأن جماعة المؤمنين ستكون كلها كهنوتية في حد ذاتها. ويمارس المؤمنون كهنوتهم العمادي عبر مساهمة كل واحد بحسب دعوته الخاصة في رسالة المسيح الكاهن والنبي والملك. ويتكرس المؤمنون ليكونوا كهنوتا مقدسا (بواسطة سري المعموذية والتثبيت) " ك10 ".
ان الكنيسة تؤمن بحضور السيد المسيح اثناء الخدمة بصفته رأس الجسد السري للكنيسة والذي هو الكاهن الاعظم لذبيحة الفداء. وان الكاهن اثناء الخدمة وبقوة سر الكهنوت يعمل في شخص المسيح الرأس. ان حضور المسيح هذا في الكاهن يجب ان لا يفهم على انه حرز له  من كل وهن بشري: كروح التسلط والاخطاء وحتى الخطيئة، فقوة الروح القدس لاتضمن كل اعمال الكاهن بذات الطريقة. ولكن هذه الضمانة مكفولة ولاشك في الاسرار بحيث ان خطيئة الكاهن ذاتها لا تحجب ثمرة النعمة. ولكن ثمة اعمالا اخرى كثيرة تحمل بصمات الكاهن البشرية وتترك فيها آثارا لا تدل دائما على أمانته للأنجيل وتستطيع ان تلحق ضررا بالكنيسة وخصبها الرسولي.
ولما كان سر الكهنوت هو سر الخدمة الرسولية فأن منح هذا السر يعود للاساقفة بصفتهم خلفاء الرسل الذين ينقلون " الموهبة الروحية" " والبذار الرسولي، ومن الذين سيّموا سيامة صحيحة اي في خط الخلافة الرسولية، يمنحون بوجه صحيح سر الكهنوت في درجاته الثلاث.
ان الذي يحظى بهذا السر هو الذي يدعوه الله اليه والذي يتوسم في ذاته مخايل دعوة الله الى الخدمة الكهنوتية، طارحا رغبته بتواضع على السلطة الكنسية التي تتولى وحدها المسؤولية والحق في الدعوة الى قبول الدرجات الكهنوتية والذي يعتبر هذا السر كنعمة لايقبل الاّ بمثابة عطية مجانية.
ان هذا السر لايمنح الاّ مرة واحدة لراغبه وكما هو الحال في سري المعموذية والتثبيت والذي يولي صاحبه وسما روحيا لا يبلى. بحيث لا يتكرر ولا يمنح بطريقة وقتية. ان نعمة الروح القدس التي تميز هذا السر هي التي تجعل حامل هذا السرعلى شبه المسيح الكاهن والمعلم والراعي الذي اقيم المرتسم خادما له.
لا تمنح الكنيسة سر الكهنوت  الاّ رجالا معمّدين، يملكون من المؤهلات للقيام بخدمتهم ما تم التثبيت منه بطريقة قانونية وللسلطة الكنسية وحدها ترجع المسؤولية والحق في الدعوة الى الكهنوت.
ان الاحتفال بهذا السر والذي يحوي على ثلاث رتب وهي الاسقفية والكهنة والشمامسة، ولأهمية سيامة اي منهما في حياة الكنيسة الخاصة، يقتضي توافر اكبر عدد ممكن من المؤمنين وفي جو مناسب وفي اكبر كاتدرائية في ذلك الموقع(مدينة او ولاية) لحدث الرسامة وأن يعطى الحفاوة المناسبة له. واِن الرسامات الثلاثة تأخذ مكانها بذات السياق في اِطار الليترجيا الافخارستية.

-   من كتاب التعليم المسيحي للكنيسة الكاثوليكية                       
                                                                                 عبدالاحد قلّو