المحرر موضوع: لماذ يصوم الجياع في رمضان؟!  (زيارة 1075 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل رزاق عبود

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 390
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
لماذ يصوم الجياع في رمضان؟!

اليوم، او غدا، او بعد غد(لابد ان يختلفوا) سيمتنع ملايين البشرعن تناول الطعام، والشراب لمدة شهر كامل(يصومون) منذ ان فرضها عليهم رجل من بني هاشم في مكة باسم الله قبل 1400 عاما. الصيام موجود في اكثر من دين، لكن الدين الاسلامي هو الوحيد، الذي يتميز بهذا التطرف. شهر كامل، بنهار كامل من ظهور الشمس حتى غيابها. كان من دواعي فرض الصيام، هو "التضامن" بين الفقراء، والاغنياء، وجعل الاغنياء "يحسون" بجوع الفقراء. وكأن الاغنياء لا يجوعون، ويشبعون يوميا.هذا يعني ان الدين الاسلامي طبقي، ولا يؤمن بالعدالة، والمساواة، ويقر، ويرضى بوجود الفقراء الجياع الى جانب الاغنياء المتخمين. لكن الحال تغير الان، ففي كثير من البلدان غير الاسلامية، المسلمون هناك، لا يعانون من الجوع، بل بعضهم، من اكثر اغنياء البلد، الذي يعيشون فيه. جمعوا اموالهم، كما يفعل اكثر الاغنياء بطرق اكثرها تتعارض مع الدين، والاخلاق. المهم انهم ليسو جياعا، ولا فقراء.
الشيوخ، والاغنياء، والحكام، والمسؤولين، في البلدان المسماة اسلامية، او غير اسلامية في الغالب لايصومون حتى يشعروا بفقر الفقراء. فهم اما يتحججوا بالسفر، وهم على سفر دائم بسبب وضعهم المالي. او الادعاء لاسباب صحية(على مرض)! بدل الشعور بحال الفقير فانهم يتباهون، باموالهم، وثرواتهم الذي "رزقهم" الله بها.فيتجنبون الصيام عن طريق اطعام الفقراء(اطعام مسكين)! ترى اين التضامن، واين الاحساس بحاجة الفقير، اذا كان يفرش لهؤلاء المساكين بساط على الارض فيه الكثير من المواد، التي انتهت صلاحيتها، او فائضة عن الحاجة، او جمعت عن غير وجه حق! اليس هذا غسل للاموال على الطريقة الاسلامية؟! 

يتحدثون عن الصيام منذ شروق الشمس حتى غيابها. في كثير من البلدان التي يعيش فيها المسلمون الان، فان الشمس تظل مشرقة لاكثر من عشرين ساعة فهل هذا انصاف، او تضامن، او عدالة، او حكمة الاهية، اذا كان الخليجي، او الايراني يصوم سبع الى ثمان ساعات في اليوم، ويصوم المسلم في شمال اوربا اكثر من عشرين ساعة؟! ان بعض مناطق الشمال الاوربي، التي ابتلت بوجود المسلمين لاتغيب الشمس خلال الصيف كله فهل يصومون اليوم كله، ويموتوا من الجوع في نهاية الشهر؟! يخدعهم أئمتهم بحلول(حيل) مبتكرة. فالبعض يصوم بعدد ساعات صوم ابن بلده، ويفطر، رغم ان الشمس مشرقة. او جداول، ابتدعها البعض، تحدد ساعات الليل من ساعات النهار. مع هذا فهم يخالفون "امر الله" في قرآنه بالصوم منذ شروق الشمس حتى غيابها. لماذا يصوم هؤلاء القوم لاله، لا يعرف، ولم يسمع بالشمال الاوربي، ولم يدر، ان الارض كروية، وان هناك مناطق لاتغيب عنها الشمس، او لا تشرق عليها لمدة ستة اشهر. وماذا لو حل رمضان في الشتاء حيث الشمس لاتشرق خلال ستة اشهر في تلك المناطق فهل يلغى الصيام، ام يصوم المسلمون ليلهم بدل نهارهم؟! عجيب امر هؤلاء الناس! قد نتفهم البسطاء، الذين ينفذون اوامر ربهم، او تعاليم دينهم بدون نقاش. لكن المتعلم، المهندس، الطبيب، الفيزيائي لماذا لا يشغل دماغه ويقرر، ان زمن الضحك على الذقون قد انتهى؟!

ان رمضان هو من الاشهر الحرام الموجودة قبل الاسلام. بعد ان تعبت القبائل العربية من الحروب، والغزوات فيما بينها، وكادوا ينقرضون اجتمع حكمائهم، وقرروا عدم القتال خلال الاشهر حتى يحافظوا على ارواح الناس. واختير رمضان شهرا للصيام نتيجة الطبيعة القاسية، والوضع الاقتصادي، والحالة المعيشية، والظروف المناخية، التي ادت الى فترات مجاعة، وجدب، وجفاف طويلة، فاختاروا رمضان من بين هذه الاشهر الحرام للاقتصاد، وادخارالقوت، وتوفير الطعام. فلماذا لا يجتمع حكماء الاسلام من جديد، ليقولوا، ان حكمة صيام رمضان انتهت، وحاجتها قد انتفت؟!
المجاعة، والجفاف، والتصحر مستمر لسنوات في بلاد اغلب سكانها من المسلمين رغم صلاتهم اليومية، ودعائهم المتكرر، وصلوات الاستمطار (الاستسقاء) الدائمة، التي لايسمعها لا ربهم، ولا رب غيرهم، ولا تعيرها تنبؤات الطقس اهتماما. فلماذا يصوم يا ترى هؤلاء المساكين في اثيوبيا، والصومال، ومالي، والباكستان، وبنغلاديش، وهم جوعى خلال سنوات طويلة بسبب الجفاف. وان نزل المطر فعلى على شكل سيول يجرف  ملايين الاجساد النحيلة الى المقابر الجماعية، والكثير الكثير يظل بلا قبر. فاين التضامن، واين الحكمة، واين الصحة، في صيام الجياع (صوموا، تصحوا)! أتذكر امراة، وانا اقدم لها الطعام، الذي ترسله امي سالتها لماذا تصوم رمضان، اذا كانت على هذا الحال، وهي ارملة مع عدة اطفال صغار، فكان جوابها اكثر صراحة، ومرارة: "احنة السنة كلها صايمين بقت على هذا الشهر"! قد يقول منافق، او ساذج، او بسيط، ان الفقراء يحصلون على المساعدة خلال شهر رمضان. لماذا ينسوهم خلال سنة كاملة، ولا يتذكرونهم الا في رمضان، وفقط وقت الفطور بالذات؟! والسحور، اذن، اليس لهم حق في تناول السحور؟ ما يقدم لهم هو "صدقة" وليس "مساعدة"! ولايقدم لهم، بل كفدية، عطية الى الله الذي "خلقهم" فقراء معدمين. أي الاه عادل هذا الذي يترك عباده جوعى خلال سنة كاملة على مدى عمرهم، ويطلب منهم(يعاقبهم اكثر) بصوم شهر رمضان اضافة لذلك؟!
من شروط الصوم، كما يدعي المسلمون، حسن المعاملة، وحلو الكلام، وعدم النميمة، وعدم الحرب، او القتال، والسرقة ...الخ. لماذا خلال شهر رمضان فقط نطالب الناس بذلك؟! وهل يتوقف المتعاملون في الاسواق فعلا عن النفاق، والكذب، والاحتيال، والنصب؟ لماذا ترتفع اسعار المواد الغذائية في رمضان رغم ان البائع، والمشتري هم من المسلمين في الغالب فهل هذه احدى مكرمات رمضان؟؟ اذا تجولت في أي سوق اسلامية ستسمع السباب، والشتائم، والمشاجرات، والحديث الوقح، والاشارات الوسخه تجاه النساء فهل هذه اخلاق رمضانية؟! ان شيوخ قطر، والامارات، والسعودية، وغيرهم منشغلين بشراء العمارات، والفنادق، والفرق الرياضية، وملاهي الطرب، وصحافة الدعارة، وفضائيات الفتنة في حين يتضور ابناء غزة، والصومال، واثيوبيا، وبنغلاديش، وغيرهم من المسلمين جوعا، وبينهم اعلى نسبة لوفيات الاطفال في العالم. فهل هذا هو التضامن الاسلامي الرمضاني؟ اهذا هو شهر البر، والبركات، والخير؟ متى ينتبه الناس الى حالهم؟ متى يثوروا بوجه جلاديهم، ومصاصي دمائهم، وسارقي لقمة عيشهم، حتى لا يحتاجوا لشخص يتصدق عليهم باسم رمضان، او ينصب لهم "السفرات" على الارصفة مثل الحيوانات.
فهل رمضان كريم؟ اي كرم؟ من اللصوص، والحواسم، وسرقة المال العام؟ وهل هو شهرالعطاء؟ لمن ياترى، وممن؟ ولماذا "هبات" وليست حقوق توفى؟ وهل الارامل، والمساكين، واليتامى، والمتعففين يظهرون فقط في رمضان؟ وهل الشهر "فضيل" لتلقى فيه فضلات الاغنياء على الفقراء، كما تلقى العظام الى الكلاب؟ ملايين المسلمين بلا ماكل، ولا ماوى، ولا ملبس فاين تقواكم الموسمية منهم؟ اين البيوت، والمدارس، والضمان الاجتماعي؟ امور تجعلنا نستغرب مثل ابي ذر الغفاري كيف "يبات المرأ جوعانا، ولا يخرج الى الناس شاهرا سيفه؟؟؟!
لا، وبعد، يصوم رمضان، بعد ان، صام السنة كلها!!
مع الاعتذار لك المؤمنين الصادقين الساكتين على مضض!
رزاق عبود
20/7/2012