المحرر موضوع: ملاحظة على هامش "ملاحظات حول مشروع دستور إقليم كوردستان للدكتور منذر الفضل"  (زيارة 1473 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل Venus Faiq

  • عضو فعال
  • **
  • مشاركة: 66
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
ملاحظة على هامش "ملاحظات حول مشروع دستور إقليم كوردستان للدكتور منذر الفضل"
فينوس فائق

كلنا يعرف الدكتور منذر الفضل من خلال مواقفه الوطنية الرائعة وخصوصاً مواقفه المشرفة إزاء القضية الكوردية و نصرته لحقوق الشعب الكوردي في كل مراحل تأريخه النضالي ، و دفاعه المنقطع المظير عن حقوق الشعب الكوردي القومية و خصوصاً حق تقرير المصير ، و هذا الشيء لمسناه مراراً خصوصاً منذ سقوط الطاغية الصنم و إلتحاقه بالإدارة الكوردية و إنضمامه إلى القائمة الكوردستانية كأي بيشمركة كوردي مناضل و خوضه معركة الإنتخابات ضمن القامة الكوردستانية في إنتخابات العراق.
و حتى أن كتاباته القيمة التي يتحفنا بها بإستمرار لهي برهان على إخلاصه و مواقفه المشرفه من القضية الكوردية ، و آخرها مقالته الموسومة:  "ملاحظات حول مشروع دستور إقليم كوردستان" التي قرأتها على أكثر من موقع ألكتروني..
بداية أريد أن اشير إلى أنني لست هنا بصدد مناقشة النواحي القانونية من الدستور لأنني لست مختصة بالقانون و ذلك إيماناً مني بأن الدكتور الفضل يعطيه حقه مرتان ، مرة كمختص قانوني و مرة كشخص مهتم بالقضية ، و رغم أنني قد لا أتفق معه في البعض من النقاط ، إلا أن الهدف من مقالتي هذه شيء آخر تماماً ..
هنا أريد أن أشير إلى قضية خارج موضوع الدستور نفسه ، و هي مسألة حشر إسم الزعيم الكوردي الراحل الملا مصطفى البرزاني في قلب المقالة حين يقول: ((يعود أصل مشروع دستور أقليم كوردستان الحالي الى أرشيف القائد والزعيم الكبير مصطفى البارزاني حيث كان يحتفظ بمشروع لدستور أقليم كوردستان تم إعداده عقب إتفاقية أذار عام 1970 , وبعد وفاة البارزاني الخالد عام 1979 أنتقل ألآرشيف الى سيادة الرئيس مسعود البارزاني...ألخ)) ، و كأنه بهذا الكلام يجامل شخصاً بعينه أو جهة بعينها أو أنه يرد جميلاً لابد لم من الإعتراف به ، علما أن كلامي هنا لا يشمل الراحل الملا مصطفى البرزاني ، ذلك الزعيم الذي أفنى حياته من أجل قضية عادلة و دوره التأريخي في بدايات الحركة الكوردية المسلحة ضد الأنظمة الدكتاتورية التي تحتل كوردستان الكبرى ، و نضاله الشاق و المرير من أجل حقوق الشعب الكوردي القومية..
فعن نفسي لا أرى حاجة لحشر إسم الزعيم ملا مصطفى ، كان الأفضل أن يكتفي الدكتور الفضل بتناول مسألة الدستور فقط من الناحية القانونية التي هي إختصاصه و أيضاً من الناحية السياسية على إعتباره ناشط سياسي في القائمة الكوردستانية بدعم و ترشيح من الحزب الديمقراطي الكوردستاني الذي يتزعمه السيد مسعود البرزاني نجل المرحوم ملامصطفى البرزاني..
و لكي لا تختلط المعلومات التأريخية على القاريء و المتابع العزيز ، انا عن نفسي و بإعتباري أتذكر بعض ما جرى في تلك الأيام التي يتحدث عنها الدكتور أي بدايات السبعينيات و التي تتعلق بإتفاقية آذار المشؤومة ، و مشروع الحكم الذاتي ، لا أتذكر أن الكورد في تلك الفترة من تأريخه قد نال من الحقوق ما يوفر له وضعاً سياسياً خصوصاً تحت سيطرة النظام العراقي آنئذ ما يسمح له بأن يقترح مسودة دستور ، لأن الوضع السياسي المتوفر للكورد لم يتعدى سوى بعض الحقوق البسيطة لشعب كان يعتبر أقلية مغلوب على أمرها ، و بالتالي هذه الحقوق تحولت إلى مشروع حكم ذاتي أطلقها النظام العراقي بعد ذلك و التي بقيت حبراً على ورق ، ثم أن شعباً مسلوب الإرادة مثل الشعب الكوردي في تلك الفترة هل يعقل أنه فكر في صياغة دستور ، في الوقت الذي يديه كانت مكبلة من قبل النظام البعثي؟ حسب علمي الدساتير تقترح بعد التحرير و بعد نيل على أقل تقدير تسعين بالمائة من الحقوق القومية و السياسية و ليس في ظل الإحتلال..
بعد ذلك أي في عام 1992 أي بعد تحرير كوردستان تقدم الدكتور نوري الطالباني بمشروع دستور لحكومة إقليم كوردستان و توزعت نسخ منه على أعضاء برلمان كوردستان في ذلك الوقت ، على أمل أن يرفع إلى رئاسة البرلمان ، و لكن للأسف لم تولي رئاسة البرلمان الكوردستاني حينها الإهتمام الكافي للمشروع ..و بعد ذلك تقدم الحزب الديمقراطي الكوردستاني عام 2002 مشروع دستور إقليم كوردستان و في إجتماع للأحزاب الكوردية في مدينة (كويسنجق) إن لم أكن مخطئة ، و تمت مناقشة المشروع و تم بعد ذلك الإعلان عن المشروع بإسم الأحزاب الكوردية و ليس بإسم الحزب الديمقراطي الكوردستاني..
عدا هذه الحقائق ، لا أتذكر أنه كان هناك مشروع لدستور كوردستاني خصوصاً أيام الراحل الزعيم الملا مصطفى البرزاني ، و إلا لكان الحزب الديمقراطي الكرودستاني نفسه كان قد أعلن عنه أو على الأقل ذكره أحد في مناسبة ما للتأريخ...
ما أريد أن اقوله هو أن الدساتير في العالم هي عبارة عن الوثيقة التي تعبر عن إرادة الشعب و ليس إرث يتوارثه الإبناء و ليس حكر على عائلة بعينها ، و لا يحمل إسم أحد بعينه.. بكلمات أخرى حتى مشروع الدستور الذي إقترحه الحزب الديمقراطي الكوردستاني عام 2002 كان تعبير عن إرادة شعب كوردستان و ليس عائلة البرزاني و لا حتى كانت ثروة أورثها المرحوم البرزاني الأب لإبنه السيد مسعود البرزاني ، و لأن الحكومات في النهاية هي ملك للشعب و تمثل حكم و إرادة الشعب بكل إتجاهاته الفكرية و الحزبية و السياسية و على رأسها الحزبين الأوك و الحدك..
و أخيراً أتمنى أن نطرح ككتاب و من موقع المسؤولية كتاباتنا بقدر عال من المنطق و العقلانية و العلمية ، و أن لا ننجرف وراء المجاملات التي لا نجني من وراءها سوى القيل و القال التي نحن في غنى عنها ككتاب و تحسب علينا كل صغيرة و كبيرة ، لأن الأحزاب مهما كانت كبيرة أو صغيرة هي التي في النهاية بحاجة إلى أن تجامل و تتقرب من الكتاب الشرفاء و المناضلين أمثال الدكتور منذر الفضل و ليس العكس ، لأن تلك الأحزاب ماهي إلا وسيلة لتحقيق و إنجاح لعملية نضالية شاملة من أجل عموم شعب كوردستان ، فبدون الشعب لا توجد الأحزاب ، و إن كنا بحاجة لأن نجامل ، لنجامل البسطاء من شعوبنا و نتقرب من أبناء الشعب الذين نحتاج إلى أصواتهم أيام الإنتخابات ، لأنه بدون أصواتهم لن تكون هناك حكومات و لن تكون هناك بالتالي دساتير..
مع هذا أعود و أكرر بإن ملاحظتي البسيطة هذه لا تقلل من شأن و قيمة ملاحظات الدكتور الفاضل ، و إنما أدعوا كل الأحزاب أن تأخذها مأخذ الجد ، و ارجوا أن يتسع صدر د. منذر الفضل لملاحظتي هذه..
 venusfaiq@gamil.com[/b][/size][/font]