الفصل التاسع
العهود الاخيره من تاريخ العراق القديم
ا- الدوله الكلدانيه, والعصر البابلي الحديث
(( الجزء الاول ))
قا م في بلاد في بابل اواخرحكم الملك الاشوري ((اشور بانيبال)) , (668-6/627 ق.م ) اخر دوله بابليه, هي الدوله الكلدانيه او سلالة بابل الحاديه عشره, ويسمى عهدها ايضا بالعصر البابلي الحديث الذ ي دام زهاء القرن الواحد (626-539 ق.م ).
وكان اخر عهود بلاد بابل وهي دوله مستقله,حيث تلته ادوار صار فيها العراق ولايه تابعه,اولا الى الفرس الاخمينيين( 539-331 ق.م) ثم الى السلوقيين المقدونيين, خلفاء الاسكندر الكبير (331-126 او 138ق.م).
ثم الفرس الفرثيين او الارشاقيين (126 او 138ق.م-227ب.م ) واخيرا الفرس الساسانيين (227-637 م ).
ومع قصر هذه الفتره في تاريخ بلاد بابل وهي دوله مستقله الا انها خليقه بان تعد من العهود المجيده في تاريخ حضارة وادي الرافدين , وانها اخر دور في حياة هذه الحضاره حصل فيه احياء وانبعاث جديدان وخلف اثارا وبقايا مهمه في معظم مدن العراق القديمه, بالاضافه الى ما وصل الينا من نصوص مدونه, سواء كانت سجلات ملكيه رسميه ام وثائق خاصه كالعقود التجاريه والاقتصاديه الغير ذلك من السجلات الخاصه بشؤون الحياة والمعاملات اليوميه,مما يضع بين ايدي الباحثين ماده قيمه لدرس الاوجه الحضاريه المتنوعه .
نبو بولاصر:
رأينا مما مر بنا في كلامنا عن حكم الملك الاشوري ((اشور بانيبال ))كيف انتهى حكم هذا الملك وكيف قضى على الدوله الاشوريه بتحالف قوى كثيره من الولايات التابعه لهذه الدوله, وفي مقدمتها (الماذيون)في جهات ايران الشماليه الغربيه والبابليون الذين تزعم ثورتهم على السلطه الاشوريه احد حكام الاجزاء الجنوبيه(القطر البحري),هو ((نبو بولاصر )) الذي يرجع في اصله الى احدى القبائل الاراميه في العراق, هي القبيله المسماة ((كلدو )) (كشدو او كسدو ).
فثار هذا الزعيم الكلداني في عام 627ق.م واعلن ملوكيته عام 626ق.م, وكان حاكما تابعا للدوله الاشوريه, وبعد ان قضى على الحاميات الاشوريه في بلاد بابل وجه هجماته على بلاد اشور نفسها,فاستطاع مع حلفائه الماذيين,في عهد ملكهم المسمى (كي اخسار )القضاء على الدوله الاشوريه, وقد سقطت العاصمه نينوى في العام 612ق.م,وثم طوردت فلول الاشوريين الى منطقة حران, وثم القضاء على البقيه الباقيه من الجيوش الاشوريه في عام610 او 609ق.م.
ويبدو من مجريات الاحداث التي اعقبت القضاء على اخر مقاومه للاشوريين ان الماذيين لم يضموا بلاد اشور الى بلادهم بل انهم اكتفوا بالاسلاب والغنائم فانسحبوا الى بلادهم تاركين حليفهم ((نبوبولاصر ))وشانه ليقتطع ما يستطيع اقتطاعه من اقاليم الامبراطوريه الاشوريه, فوجه اهتمامه الاول الى الاستيلاء على سوريه وفلسطين بالنظر لاهمية هذه المنطقه الحيويه لبلاد بابل,وليحول دون تغلغل الجيش المصري فيها,فقد سبق للفرعون المصري((نيخو )) الثاني (610-595ق.م )أن جاء على رأس جيش الى سوريه لمساعد ة حلفائه الاشوريين فأستولى عليها وبضمن ذلك دولة((يهودا )) في عهد ملكها ((يوشيع )) ثم استولى على كركميش (جرابلس ), مسيطرا بذلك على نقطه استراتيجيه,هي طريق نهر الفرات الامر الذي هدد الدوله البابليه تهديدا خطيرا, فاسرع الملك البابلي ((نبو بولاصر )) الى ارسال حمله عسكريه كبيره وعهد بقيادتها الى ابنه وولي عهده ((نبو خذنصر )) لطرد الجيش المصري.
فباغته في عام 605ق.م في كلاكميش السالفة الذكر واوقع فيه الهزيمه وهكذا انفتحت ابواب بلاد الشام وفلسطين امام ((نبوخذنصر ))...........
المقاله اعلاه مأخوذه من كتاب ((مقدمه في تأريخ الحضارات القديمه ))للكاتب (طه باقر ) ص545 و546........
ونلاحظ ان الكاتب طه باقر يثبت لنا بالاضافه الى ما وصل الينا من نصوص مدونه, سواء كانت سجلات ملكيه رسميه ام وثائق خاصه كالعقود التجاريه والاقتصاديه الغير ذلك من السجلات الخاصه بشؤون الحياة على عكس ما يدعيه بعض الكتاب انه لايوجد ما يثبت على تاريخ الكلدان من سجلات او وثائق....
وكيف يثبت لنا الكاتب طه باقر ان الزعيم الكلداني((نبو بولاصر )) الذي يرجع في اصله الى احدى القبائل الاراميه في العراق, هي القبيله المسماة ((كلدو )) (كشدو او كسدو ) في عام 627ق.م
كيف قضى على الحاميات الاشوريه على عكس ما يدعيه الكتاب الاشوريين بان لا وجود للكلدان في تاريخ العراق القديم.....
للموضوع بقيه........