لـــمـــاذا ابـــكـــي ... قــصــة قــصـــيــــرة ...
كانت ليلة طويلة بكل المقاييس .. قضيناها انا وزوجتي بجانب طفلنا فلذة كبدنا و هو يبكي بدون توقف .
بقيت ساعات قليلة على شروق الشمس . اشرقت الشمس و اطل الصباح و فتح النهار عيونه بعد ليل طويل . اما نحن فنكاد لا نستطيع ان نفتح عيوننا لكثرة التعب و طول السهر .
استقلينا سيارتنا الصغيرة و سرنا باتجاه طبيب الاطفال الذي نراجعه بشكل دوري .
بعد ان فحص الطفل وصف له الدواء المناسب و بدأ يشرح لنا اسباب بكاء الاطفال .
" انين ثم بكاء حاد يتبعه صمت و تنفس ... هذا يدل على ان الطفل جائع ..
انين ثم بكاء حاد قصير ... هذا يعني ان الطفل يشعر بالضجر و التعب ..
بكاء مفاجئ حاد و طويل ... ان الطفل يتألم ..."
الحمدلله لقد عرفنا سبب البكاء و اعطيناه الدواء اللازم و توقف عن البكاء بل انه الان يضحك .
هكذا هو الطفل يبكي و يضحك ، يلهو و ينام .
وماذا عنا نحن الكبار ؟
هل يحق لنا البكاء ؟
يقولون اذا بكى الرجل فهذا يعني للمراة كارثة ما وراءها كارثة .
لكننا نعيش في عالم غريب اصبح المستحيل فيه ممكناً و الشاذ طبيعياً .
عالم اصبح فيه الامبراطور ذليلا و الخادم ملكا . عالم اصبح فيه الانسان صاحب
اول وطن بلا وطن . فهل يحق لهذا الانسان البكاء ام لا !
وفي كل الاحوال لا بد لنا احيانا من البكاء فهو الذي يهدئ القلوب و يغسل غبار العيون
فتبدو بعدها الصورة اوضح واقرب للحقيقة .
عبود ايشو اسحق
المانيا