المحرر موضوع: مرحى للرئيس تومان وهو يقطف مكرمة رمضان من الوزير عفتان  (زيارة 786 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل لَطيف عَبد سالم

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 205
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني

 مرحى للرئيس تومان وهو يقطف مكرمة رمضان من الوزير عفتان

 
لطيف عبد سالم العكيلي
Hay_latif@yahoo.ccom
بخلاف نهج حكوماتنا المحلية المتشابه حيال تداعيات ازمة الكهرباء القائم على التظلم والتشكي ، نجح مجلس محافظة بابل بضربة شاطر في مهمة انعاش جرعات مورفين الامل التي لم يعد يستسيغها السكان في عموم البلاد لنفاذ ما تبقى مما متاح من صبرهم ،حيث اعلن رئيس المجلس كاظم مجيد تومان عن موافقة وزارة الكهرباء على زيادة حصة محافظة بابل من الكهرباء خلال شهر رمضان الى 350 ميكا واط بعد ان كانت لا تتجاوز في احسن الاحوال الـ ( 290 ) ميكا واط على خلفية لقاء وفد من المحافظة برئاسته وزير الكهرباء عبد الكريم عفتان في اليوم الخامس من شهر رمضان من العام الحالي  .وقد افضت هذه الزيادة في حصة المحافظة من امدادات الطاقة  الكهربائية الى جعل معدل القطع مساو لمعدل التجهيز خلال شهر رمضان المبارك بحسب عفتان .ومن المهم الاشارة هنا الى تأكيد تومان على معاناة محافظة بابل من محرومية كبيرة في مجال الحصول على الكهرباء نتيجة تلاعب مركز السيطرة الوطنية بحصة المحافظة المقررة بموجب عمليات الفحص الشتوي والصيفي خلافا لباقي المحافظات التي تحصل على كامل حصصها بالاستناد على الفحص المذكور والكثافة السكانية  . وفي الوقت الذي نبارك فيه محافظة بابل على نجاح ادارة مجلسها في انتزاع هذا القرار من الوزير عفتان الذي من شانه التقليل من معاناة المواطنين في ظل الارتفاع المضطرد بدرجات الحرارة وبخاصة في ايام شهر رمضان ،فان بعض التساؤلات المشروعة بحاجة الى اجابات شافية قد تسهم بتخفيف  سلبية اثار عنجهية واستبداد اصحاب المولدات الاهلية على المواطنين ( الكرام ) واول هذه الاسئلة هو : من اين تدبر الوزير عفتان امر هذه الـ (60 ) ميكا واط ومنحها بشكل مباشر الى المستهلكين في محافظة بابل ؟.وللوهلة الاولى يسود الاعتقاد  بمناقلتها من حصص المحافظات الاخرى التي ماتزال تعاني من ذات المشكلة ،مثلما هو حاصل في محافظة النجف الاشرف التي اعلن مجلسها عن رفع دعوى قضائية ضد نائب رئيس الوزراء حسين الشهرستاني ووزير الكهرباء عبد الكريم عفتان بسبب التردي الكبير في واقع الكهرباء بالمحافظة بعد  أن وصلت نسب القطع المبرمج في المحافظة إلى أكثر من 18 ساعة في اليوم بحسب رئيس المجلس وكالة خضير الجبوري !! .غير ان ما بدد هذا التصور هو تأكيد وزير الكهرباء عند زيارته مركز السيطرة الوطني  في منتصف رمضان من عامنا الحالي على ضرورة الالتزام بالتوزيع العادل للطاقة الكهربائية على المحافظات مع مراعاة الجانب الفني في الحفاظ على المنظومة الكهربائية من التوقف المفاجئ في حال تجاوز اية محافظة على حصتها المقررة مبديا سعادته بامتلاك المركز هذه التقنية ، وموجهاً في الوقت ذاته بتوفير جميع المستلزمات الفنية والادارية التي تسهم في تحقيق اعلى النجاحات لهذا المركز الحيوي المهم.
 .وبالاستناد على هذا الواقع فمن المحتمل ان مصدر هذه الاكرامية الرمضانية لا يتعدى الصلاحيات الوزارية التي فوضت لمعالي الوزير عفتان التصرف بـ (خزين البلاد الاستراتيجي من الطاقة الكهربائية ) بعد ان اوهمنا ولاة الامور منذ عقود عدة اهمية سياسة الخزين لمواجهة ما يستجد من حالات الطوارئ التي تفرضها علينا تداعيات نظرية المؤامرة ،وما اكثر ما صنعنا منها بحمد الله تبارك وتعالى حتى غدونا  نحث الخطى لتدبر توريد حاويات متطورة من اجل اعتمادها في مهمة حفظ اللفت ( الشلغم ) كخزين استراتيجي ،بوصفه نبات غزير بالماء والأملاح والفيتامينات ،اضافة لرخص ثمنه .ولمن يعتاد على تناوله بانتظام القدرة على الصمود الاسطوري لساعات طويلة في مواجهة اقسى ظروف صيفنا القائض تحت سقف ( الكيا ) وهي تتخطى السيطرات في شوارع بغداد العاصمة وسرعتها لا تتعدى رشاقة حركة السلحفاة .وثانيهما يتعلق بأسباب عدم  مطالبة مجلس محافظة بابل بكامل حصته من الكهرباء على الرغم من اقرارهم بوجود تلاعب في مركز السيطرة الوطنية افضى الى اخفاق كهرباء بابل  في  الحصول على ما مقرر للمحافظة من الطاقة الكهربائية  .والامر المستغرب هنا هو عدم مبادرة معالي الوزير عفتان بزيادة حصص المحافظات الاخرى من امدادات الكهرباء ،وبخاصة التي شهدت مطالبات جماهيرية طالما ان لديه الامكانية الفنية على تعزيزها !!!.
  وعلى فق ما تقدم يمكن التكهن بإمكانية وزارة الكهرباء في التخفيف من معاناة المستهلكين تجاه هذه الازمة الوطنية الكبيرة من خلال زيادة حصص كهرباء المحافظات ،ولكن يبدو ان الامر يتوقف على نتائج لقاءات مسؤولي الحكومات المحلية مع الوزير عفتان ،مثلما حصل في هذا اللقاء الرمضاني التاريخي  الذي اثمر عن حصول الاهالي في بابل على ( 60 ) ميكا واط بجرة قلم .وكان الله تبارك وتعالى في عون اهل بغداد العاصمة التي يصعب على حكومتها المحلية تحقيق مثل هذا اللقاء ؛بالنظر لبعد المسافة بين مجلس محافظة بغداد ووزارة الكهرباء ،اضافة الى انشغال مجلسها في المدة الماضية بتهيئة افضل متطلبات مهمة رصد حالات الافطار العلني في شهر الله الفضيل التي تجاوزت كل التوقعات هذا العام .
في امان الله اغاتي .
•   المهندس لطيف عبد سالم العكيلي / باحث وكاتب .