المحرر موضوع: الجبل الشامخ لاتهزه الرياح العاتية  (زيارة 865 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل abed-kullo

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 258
  • الجنس: ذكر
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
          الجبل الشامخ،  لا تهزّه الرياح العاتية

  ان الرياح العاتية الاتية التي تجتاح على بيت اساسه من الصخر لاتستطيع ان تهزه او تحركه ساكنا قيد انملة. بينما عندما تهاجم تلك الرياح العاتية الهوجاء بيتا اساسه من الرمل فستجرف ذلك البيت وتقلعه من اساسه وسيكون سقوطه عظيما. هذا مثل قاله السيد المسيح له المجد في الكتاب المقدس لتلاميذه وللذين سيتبعونه . ومقصد الرياح العاتية ماهية الاّ تلك الافكار الشريرة التي لا تستطيع ان تهز المؤمن المتسلح بالتعاليم الايمانية، ولكنها قادرة على هلاك ذلك الانسان الذي يفتقر الى تلك التعاليم من الناحية الانسانية والايمانية في عالمنا هذا. وهذا ما سنتناوله ايضا عن الاخوة الاعزاء الذين يدافعون عن قوميتنا الكلدانية الشامخة والتي اساسها مبني على الصخرة. ومهما كانت شدة تلك الرياح االعاتية التي تحاول ثني من عزيمتهم والمتمثلة  بمتأشوري هذا الزمان والذين يعادون الكلدان بسبب ما يحملونه من شر للتقليل من شأنها ولألغاء وجودها.  ولكن ذلك سيكون بعيدا عن منالهم، لأن جذورها عميقة وعبر تاريخها الطويل والشامخة ومنذ اكثر من  7000سنة وستبقى الى مدى الدهور.
بينما التسميات الحديثة التي لصقت على مكوننا المسيحي في التاريخ الحديث من بلدنا العراق فهي قابلة للزوال بزوال المؤثر، ولبرهة من الوقت لتندثر وتتلاشى شيئا فشيئا لحين اختفائها. هكذا هي الحقيقة التي ستنجلي على الذين يحاولون فرض تسميتهم من الاشوريين الحاليين  وأصحاب التسمية القطارية المسمّين أنفسهم بالكلدان السريان الاشوريين وبدون الواوات وهنالك تحذير لمن يضع تلك الواوات التي ستحرّف من مسار القطار بأتجاه الهاوية وكما يظنون.

الكتاب المقدس والحوليات والسجلات الكتابية والمقطعية كأدلة !
 
  ولكي يعززالكلدان وجوده مع الآخرين ولكن ككيان مستقل، فيجب ان نعرّف ماهية الكلدان بحد ذاته، وسنذهب الى ما قاله احد مؤرخينا المعاصرين عنهم :   * بأن الكلدانيون او الكلديون وحسب الكتابات الرافدية القديمة التي اطلقت على كلدان العصر البابلي القديم بتسمية كلدايي  ومفردها كلدايا وموطنهم كلدو ولغتهم الام كلديتا وانتمائهم لهذه الأرض واللغة كلديوثا وايضا (كلدنيوثا) وهي  النحت الكتابي(بابليكال) للمفردة، وبديهي ان الحوليات والسجلات المسمارية/ المقطعية القديمة كانت تشير للكلدان بصيغة (كلدي) ولموطنهم (مات كلدي) وهي ذات الصيغة التي استخدمها العهد القديم وفق صيغة الجمع العبرية حيث اطلق على الكلديين تسمية كشديم وكسديم  والتي من معانيها الجبابرة او المنتصرون، امّا أصل كلمة كشديم او كوشديم العبرية فمشتقة من كوش والد نمرود وهو بحسب العهد القديم: ابتدأ ان يكون جبارا على الأرض(تكوين11-9
:10).
ويستمر الاستاذ المؤرخ في كتابه عن الكلدان ويشير الى أن أول ملك كلدي في التاريخ ذكر اسمه بصيغة كلدية هو (ألولم) الذي ملك على أريدو/ مركز مستوطن الكلدان التاريخي القديم، وذلك في أقدم سلالات ما قبل الطوفان، وهو ما كان سيتوافق تماما مع اِنحدار الملوك من الأقليم البابلي وصفته كجبار تتوافق تماما مع أسم وصفة الملك كاور او كورا وهو أول ملك حكم في الأقليم البابلي في أول سلالة حكم بعد الطوفان، وكان ذلك في كيش/ كوش الكلدية، وهي ضاحية او بلدة بابلية محاذية للعاصمة بابل.
 ويضيف كاتبا: وبغض النظرعن أي من الملكين (ألولم أو كورا)  فالذي اشار اِليه الأصحاح العاشر/ سفر التكوين بأسم نمرود أبن كوش (مع ان المنطق التاريخي ينطبق بشكل أفضل على الملك كورا ) . فاِن ما يهمنا هو ان صيغة الجبروت/ الجبار كانت لصيقة بنمرود أبن كوش، وأيضا بكونها أول ملك على الأرض وهي ذات الصفات التي تنطبق على هذين الملكين قبل وبعد الطوفان، وكلاهما حكما في الأقليم البابلي وكما ان كليهما ينتميان للكلدان الأوائل.

وماذا يقول علماء التاريخ عنهم؟
 
  ولزيادة التاكيد يقول اِستاذنا المؤرخ، على اِن الخصوصية القومية للأمة الكلدية التي بقيت متوقدة على طول التاريخ الرافدي القديم، حيث تشير عالمة البابليات المعروفة (جوان أوتس)  في ص 114 من كتابها الموسوم(بابل) ط اِ ، الى اهمية الخصوصية القومية للكلدان قائلة وبمنتهى الوضوح : كان الكلدان رمز الحركة المناوئة للدولة الاشورية، وأبطال الحركة القومية في بابل (وثائق الارض والسماء).
ويأتينا كاتبنا المؤرخ، بذكر أحد مؤرخي العراق وهو الاستاذ (باقر طه) الذي قال عن الكلدان: بأنهم كانوا فرعا قبليا كبيرا، حيث يقول في ص 492 من كتابه الموسوعي (مقدمة في تاريخ الحضارات) بأن من أشهر القبائل الآرامية التي اشتهرت في التاريخ هي قبيلة ( كلدو ) وهو على ما يبدو الجد الاكبر للكلديين     ( الكلدان ) الذي انحدر نسله عن الرافديين الجنوبيين القدماء اصحاب حضارة أريدو،. ويقول كاتبنا المؤرخ موضحا النقطتين التاليتين : أولا، ان تأكيد الأستاذ باقر على كون كلدو قبيلة آرامية لا يتعارض مع المنطق التاريخي والجغرافي لنشأة الهجرات من مستوطن الكلدان التاريخي (القطر البحري ). وثانيا ان هذا يؤكد بأن كلدو/ كشدو(كوش) التي انقسمت الى اِمارات حاكمة أشهرها بيت ياقين قد انحدرت عن جذر أبوي بمعنى عرقي واحد، ويؤكد بالتالي ان تسمية ( كلدو )  هي تسمية قومية.
  ويضيف أيضا، بأن المؤرخ والطبيب الأغريقي (كاتياس) الصقلي(من صقليا)، يفيدنا بالمعلومة التالية التي تقول: بان الكلدان هم قدامى البابليين وهو ما يؤكده (ديدروس) الصقلي أيضا بقوله: الكلدان هم الاقدم بين البابليين، وكما ان المؤرخ بيروسس/برحوشا في مؤلفه 39 الكبير( الكلدانيات/ البابليات) والذي سجل فيه تاريخ العالم منذ بدء الخليقة، ويؤكد على ان الخليقة قد بدأت في بابل وبأن أول 86 ملكا حكموا وادي الرافدين، كانوا من الكلدان واِن آخر ملوك بابل كانوا أيضا من الكلدان. ويشير لذلك ايضا العلامة المطران أدي شير في المجلد الأول من كتابه الموسوم( كلدو وآثور) حيث يطلق على جميع الملوك البابليين من اكديين وعموريين وبابليين جدد/ السلالة الحادية عشر بأسم الكلدان.

وسؤال كاتبنا المؤرخ عن الخليج العربي / الفارسي ، وذلك عن سبب تسميته ببحر الكلدي(الكلدان) وقبل هيمنتهم السياسية بألف سنة تقريبا، حيث كان يقرأ (تام تي شا مات كلدي) أي بحر الكلدانيين، وأيضا لماذا يستخدم العهد القديم عبارة (أور الكلدانيين) نقلا عن لسان الله ذاته وعلى عهد ابراهيم أبو الأنبياء(بابن اوراهم) بحدود 1900ق.م، أي تنسيب الذات الألهية وبكل صراحة ووضوح الموضع(أور مدينة) الى الكلدان وليس العكس(تكوين 15:7) وذلك بما يزيد على ألف وثلثمائة عام من تاسيس السلالة الأمبراطورية الكلدانية؟

ولقد بين سابقا، بأن الأسماء الاخرى كالبابليين والآشوريين والاراميين فهي محض تسميات أقليمية وطبوغرافية. (ليس غير)
وعليه فأن اثبات وجود الكلدان كقومية في بلاد النهرين، لم تتوقف على الأدلة التي يعرفها كاتبنا المؤرخ فقط، واِنما يمكن ذكر شواهد واقوال الكثير من المؤرخين من عراقيين وعرب واجانب والتي ذكر البعض منهم وكما هو أعلاه.  وفي كتابه فهنالك العشرات الآخرين من المؤرخين والذين يؤكدون بأصالة القومية الكلدانية وبأنهم أصحاب أول الملوك قبل الطوفان وبعده مباشرة.
وليخسأ من ينكر ذلك والذي استطاع كاتبنا المؤرخ ان يدحضهم بالحجة العلمية والاكاديمية لأولئك الذين ارادوا تحجيم تاريخ الكلدان والذين خسئوا امام الادلة والشواهد التاريخية التي لاحتهم بصفعات متكررة نكست رؤوسهم منحنين  بسبب سكوتهم المطبق، والسكوت من علامات الرضا والقبول بأمر الواقع  لصدمتهم بمعرفة الحقيقة.
 وينهي تعريفه عن الكلدان بقوله: لذلك من حقنا اليوم نحن الناطقين بالسورث ان نفتخر ب(كلدو) الأسم القومي العريق والجامع لكل الرافديين الأوائل (الكلدان/ الكلديون) مثلما ينبغي علينا أن نفخر بكوننا السكان الأصليين لوطننا الأم بيث نهرين / وادي الرافدين. Native Mesopotamians

أساليب ركيكة للعاجزين عقليا

  وعليه فبالعودة الى امكانية الكاتب والمؤرخ الاكاديمي والفنان التشكيلي في دفاعه المستميت لأثبات مكوننا الكلداني الذي له جذور عميقة مبنية على الصخرة. ولا يمكن للمناوئين زحزحة اصالته. فقد اصبح البعض منهم من المتاشورين الحاليين والذين كانوا كلدان نساطرة لحين تسميتهم بالاشورية من قبل المخابرات الانكليزية في حدود سنة 1886م لجعلهم شوكة في جسد الكلدان الكاثوليك، فقد وصل بهم الحال  في يومنا هذا بأزعاج بعض مثقفي كلداننا من علمانيين ورجال دين آخرين بتلفيق ادعاءات واكاذيب باطلة . ومركزين على كاتبنا المؤرخ بأيحات شيطانية مارقة لا تمت اليه بصلة  لا من قريب أو بعيد وهو المعروف عنه بسعة ايمانه بمذهبه الكاثوليكي وقوميته الكلدانية وبعائلة مباركة كريمة وبأسماء اولاده التاريخية( اِنليل، ننار، سومر، اوروك ) النابعة  من حضارة بيث نهرين العريقة بملوكها ومعالمها البابلية.
وعليه فنقول لهؤلاء الذين ينسبون اليه اتهامات باطلة وفارغة بحجم رؤوسهم النتنة، بأنكم تبحثون في النجاسة على حب ركي وعلى كولة المثل العراقي لليائسين، وذلك بعد نيلكم من ضرباته المتوالية على رؤوسكم بتأثير مقالاته ونتاجاته لصحصحتكم ، وما أتهاماتكم الفارغة بما تنسبونه اليه هي خير دليل على تخاذلكم وانهزامكم منكسرين مخذولين لخشيتكم من معرفة الحقيقة . والأنكى من ذلك السكتة الطويلة لمن كانوا بعلمائكم المتأشورين والذين لم يستطيعوا ان يردوا لحين وافتهم المنية(رحمهم الله) دافنين ردهم ، ان كان لهم برد.
هكذا هو كاتبنا المؤرخ والباحث الاكاديمي والفنان التشكيلي الاستاذ عامر حنا فتوحي الذي أراه بذلك الجبل الشامخ والذي لاتهزه التلفيقات والتأويلات التي يطلقها البعض من الاسماء النكرة المحسوبين على زوعا وبطانتها ومن المتأشورين الآخرين الذين انكشفت مؤامراتهم على المسيحيين في العراق ومنها موقفهم الاخير لهجمات ملالي رئيس الوزراء على أناس مسالمين في بعض الاندية في بغداد ومنها اندية مسيحية  كنادي المشرق العريق . والذي حاول النائب الزوعاوي يونادم كنه بتبرئة ساحة هؤلاء المارقين وعلى حساب المكون المسيحي الذي يمثله. وقد سبق وان كتبت مقالات بهذا الخصوص والتي وضحت تذيله للمالكي من خلال تصريحاته المتناقضة.

انتباهة لمن يحاول تثنية العزيمة !
 
  ولا أنسى أن أشير الى الانتباهة التي أشار اليها أخينا الاستاذ عامر حنا فتوحي في مداخلة داخلية بين بعض الكتاب الكلدان ولسبب ما وبما يلي : ( أخي الكريم أنا لا أعمل من أجل ترضية أشخاص أو للحصول على مناصب أو مكاسب ، وإنما عملي هو تطوعي ومن أجل خدمة الأمة الكلدانية والإنسانية، لذلك فأنا لا يمكن أن أيأس أو أنكسر حتى لو بقيت وحدي أعمل بصمت ، وأيضاً وهذا هو الأهم في الأمر (أن قناعتي تأتي من الداخل وليس من الخارج) ، وبالمحصلة لا يستطيع أحد أن يكسرني أو يثبط من عزيمتي كائناً من يكون
ودمت ثانية بنعمة الرب.)
ومن هذه الانتباهة، نقولها للذين يحاولون تلفيق التهم والاباطيل لكاتبنا المؤرخ عامر فتوحي، بعدم جدوى ما انتم ذاهبون اليه ، وما عليكم الاّ رده بالحجة المعتمدة على براهين واثباتات علمية مدحضة أو استسلامكم لأمر الواقع في حالة عجزكم عن ذلك وهو المتوقع، وذلك للحفاظ على وجود مكوننا المسيحي في بلدنا العراق وتحت خيمة القومية الكلدانية التي برهنت أصالتها التاريخية وبكون الكلدان، السكان الاصليين للبلاد شأتم ام أبيتم.  وخير البرّ عاجله.. مع محبتي
                                                                                 عبدالاحد قلو 


*مصدر المعلومات التاريخية من كتاب (الكلدان منذ بدء الزمان) للكاتب المؤرخ عامر حنا فتوحي
          (ننصح بقرائته)

http://www.alqosh.net/topics_2012/aug/08192012/chaldean_past.pdf