المحرر موضوع: تقرير عن بلدة عنكاوا ... من وكالة رويترز و موقع صوت العراق  (زيارة 2176 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل Edison Haidow

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 651
  • الجنس: ذكر
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
بلدة عنكاوا المسيحية ترى المستقبل..
 
بلدة عنكاوا المسيحية ترى المستقبل في العيش خارج العراق

عنكاوا (العراق) (رويترز) - تبدو عنكاوا الى حد كبير مثل أي بلدة عراقية أخرى الى ان تلاحظ عدد المحال التي تبيع الخمور والشابات وهن يتجولن في الشوارع بالجينز والتنورات والقمصان القطنية الضيقة وأبراج الكنائس.

يعيش في بلدة عنكاوا قرابة 15 ألف شخص بالقرب من عاصمة المنطقة الكردية بشمال العراق غالبيتهم العظمى من المسيحيين وتحولت البلدة الى معقل للمجتمع المسيحي الآخذ في التضاؤل في العراق ذي الاغلبية المسلمة.

وتقول الاسطورة ان عنكاوا أنشئت في القرن الثاني على يد القديس توما من حواريي السيد المسيح. وهي واحدة من أقدم المستوطنات المسيحية بالعراق وهي أرض ذات جذور عميقة بالنسبة لعدد من الطوائف المسيحية من بينها الكلدانيين والاشوريين.

وفي أوائل التسعينات قُدر عدد المسيحيين بالعراق بنحو أكثر من مليون نسمة وعاشت أعداد كبيرة منهم في العاصمة بغداد والبصرة في الجنوب ومدينة الموصل الشمالية.

ولكن منذ عام 1991 وخاصة خلال فترة العامين ونصف الماضية تضاءل عدد المسيحيين بشكل ملحوظ. ويخشى المسيحيون من حدوث عنف ديني بعد تعرض كنائس للتفجير وبعد ان استهدف متشددون محال بيع المشروبات الكحولية.

وسعى كثيرون منهم للجوء الى الخارج.

ويقول الاب يوسف صبري القس بكنيسة القديس يوسف التابعة للكنيسة الكلدانية والذي يحتفظ بعلاقات واسعة داخل المجتمع المسيحي بالعراق ان العدد ربما تراجع حاليا الى 600 ألف أو اقل من بين عدد سكان العراق البالغ عددهم 27 مليون نسمة.

وبعيدا عن معظم التفجيرات التي أصابت العراق بدت عنكاوا كملجأ للمسيحيين الفارين من العنف. كما أصبحت أيضا نقطة انطلاق للراغبين في الفرار من العراق.

وصرح صبري بأن قرابة 250 عائلة مسيحية أتت الى عنكاوا من بغداد والموصل وسامراء وبلدات أخرى خلال العام الماضي وغادرتها مئات الاسر الاخرى متجهة الى السويد واستراليا وكندا وبريطانيا والولايات المتحدة.

وقال الاب طارق شوشة وهو أيضا قس يتبع الكنيسة الكلدانية في البلدة "الناس هنا يقولون.. عنكاوا افضل من بغداد... لكن ما يريدونه حقا هو جواز سفر للانتقال الى الخارج والبقاء هناك."

في عنكاوا يمكن للعراقيين الذين فروا من العنف في بغداد أن يسترخوا ويخططوا للمرحلة التالية من رحلتهم مدركين على الاقل انهم لن يضطروا الى ان يسلكوا الطريق الخطر الى مطار العاصمة العراقية بغداد.

ويوجد في عنكاوا الى جانب محلات بيع الخمور العديد من المطاعم ومحال المثلجات ومقاهي الانترنت ومحال بيع التحف القديمة. ويوجد بها أيضا كنيستان كبيرتان وثلاث كنائس صغيرة.

وأنشأت شركات أمن أجنبية في المنطقة قواعد لها في البلدة حيث وتيرة الحياة أكثر هدوءا من اربيل المحافظة عاصمة المنطقة. يمكن للشبان والشابات أن يتجولوا بالشوارع مع بعضهم البعض وأن يرتدوا ملابس اكثر تحررا كما في اوروبا.

والاجراءات الامنية مشددة هناك بسبب احتمال وقوع هجمات ووجود أجانب بالبلدة لكن لم تقع هناك أية مشكلات.

وقال بولوس دنها (52 عام) الذي يمتلك محلا لبيع الخمور "انه مجتمع جيد. بل اننا نجد عربا يأتون للزيارة." وذكر ان الاعمال التجارية هنا قوية بفضل الطلب من جانب شركات الامن والمنظمات الدولية وغير الحكومية.

ويقول صبري ان هناك 3000 سافروا من عنكاوا ويعيشون في السويد وأكثر من 2000 في استراليا وعدد مماثل في كندا. وكان غالبية من سافروا من الشبان مما أحدث خللا في عدد الفتيات غير المتزوجات في البلدة.

وأصبحت البلدة من جراء ذلك أكثر ثراء بسبب التحويلات النقدية من الخارج. ويقول صبري انه بدلا من اضعاف المجتمع المسيحي تحسن الوضع.

واضاف "نرى الان شبانا يعودون للبحث عن زوجات" مشيرا الى عراقي يبلغ من العمر 26 عاما ويعيش حاليا في ستوكهولم وعروسه التي كانت تعمل طبيبة امتياز وهي من عنكاوا.

وفي الوقت الذي ابدى فيه قلقه بخصوص المجتمع المسيحي بشكل عام في العراق الا ان صبري الذي عاش في الولايات المتحدة على مدى 13 عاما وعاد الى العراق عقب الحرب عام 2003 يرى أن هناك ما يدعو الى الامل.

وقال "الامر جيد حاليا بالنسبة للشبان اذا كانوا يعيشون في الخارج في أمان.. لكن في نهاية المطاف اعتقد انهم سيعودون... المجتمع (المسيحي) قوي وعنكاوا هي المكان الذي تهفو اليه قلوبهم."

من لوك بيكر